يتحدث رئيس المجلس البلدي لإنزكَان في الحوار التالي عن أهم المشاكل التي تشغل بال ساكنة المدينة وتبحث لها عن أسئلة من لدن المسؤولين، مثل البناء العشوائي الذي يخنق المدينة ويطوقها بحزام من المساكن غير اللائقة، كما نتناول معه مشكل النظافة والحلول التي يقترحها مجلسه في هذا الصدد... السيد عبد القادر أحمين، نود أن تحدثوا قراء "التجديد" على أجواء وصولكم لرئاسة المجلس البلدي.. بالنسبة لانتخابي رئيسا للمجلس البلدي لم تكن سهلة، وخاصة أنني كنت ضد منافس عنيد جدا، لا يبالي بالقانون، فتحالفت بالفعل مع أحزاب ومع منتمين جعلوا حزبهم الوحيد المصلحة العامة لمدينة إنزكان، ولم يكن اختيارهم لي بالصدفة، بل هو اختيار يجسد رغبة الجميع في التغيير ووضع القطيعة مع جميع أشكال الفساد في تسيير الشأن المحلي. ما هي الإشكالات التي صادفتموها وأنتم تمارسون عملكم بهذه الجماعة، خصوصا وأن الفريق الذي سبقكم قد ترك إرثا ثقيلا، فهلا حدثتمونا عن هذا الإرث الذي قد يعيق أعمالكم وقد يمنع ظهور نتائجها؟ بالفعل هناك إكراهات ناتجة عن ذلك الإرث الثقيل، فعلى مستوى الموارد البشرية كان هناك نوع من الاعتباطية والزبونية والمحسوبية في عملية انتشار العمال والموظفين. حيث تجد إطارا يًبعد عن مهمته لجرأة رأيه أو لمخالفة مبتغى الرئيس فقط. فمن العار ألا نضع الطاقات البشرية التي أنعم الله بها على هذه المدينة في مكانها المناسب، وأنا أعتبر هذه الموارد البشرية من نعم الله على هذا الإقليم، مهندسين وأطباء وأصحاب الشواهد، فيجب أن نكرمهم وننصفهم ونتركهم يمارسون عملهم بحرية واطمئنان. النقطة الثانية، هناك صعوبات أخرى وجدناها تتجلى في البناء العشوائي، الذي نشط نتيجة الهواجس الانتخابية، الشيء الذي طرح أمامنا صعوبات كمشكلة الماء الشروب وقنوات الصرف الصحي والإنارة. لكن البناء العشوائي يحيط بالمدينة نظرا لأنها منطقة جذب والمغاربة يأتونها من كل حدب وصوب، فتشكل بذلك هذا الحزام من البناء العشوائي الذي يخنق المدينة ويطرح عدة مشاكل من بينها ربط المدينة والبناء العشوائي نفسه، بشبكة الصرف الصحي وشبكة الماء الشروب. فكيف ترون حل هذا المشكل؟ بالفعل البناء العشوائي ظاهرة تعاني منها الجماعة، إذ ينبغي إرساء ثقافة تعميرية جديدة يتعبأ من خلالها جميع المتدخلين المحلين للانخراط في الاستراتجية الملكية لمحاربة السكن غير اللائق والبناء العشوائي، مع تحسين تعمير المدن، وإن مجلسنا من أجل تنفيذ هذه الاستراتيجية قد اتخذ مجموعة من التدابير. اذّكر أنه، وفي الوقت الذي تجاوزت فيه بعض القرى الحديث عن الواد الحار والماء الشروب والإنارة، فإن بعض مقاطعات المدينة كالجرف وتاراست مازالتا تتخبطان في هذه المشاكل، ونحن جادون في حلها في أقرب وقت ممكن، مباشرة بعد إتمام الدراسة الطبوغرافية إن شاء الله. ألا ترون أن البناء العشوائي ينبت أشكال الانحراف والفساد والإدمان، فهل لكم وسائل أخرى لامتصاص هذه الإشكالات؟ بالفعل هناك حلول قد تساعد السلطات في امتصاص نمو أشكال الانحراف والفساد وبيع المخدرات... من بينها تدخل المجلس والجمعيات في تأطير المجتمع، وبتشجيع الجمعيات (الثقافية والرياضية والإحسانية...) نكون قد ساهمنا إلى جانب الأمن في القضاء على هذه الجرائم... ولدينا قاعة مغطاة صرفت عليها أموال طائلة تفوق التصور... (مقاطعا) أي أنواع التشجيع تقصدون؟ تشجيع معنوي ومادي، فبالنسبة للمادي لا نجد أكثر من إعطائهم فرصة استغلال واستثمار هذه القاعة المغطاة، مع تخصيص منح مالية لهم، وبالأخص الجمعيات الفاعلة. وهناك لجان ستنكب على وضع معايير لتقييم نشاط هذه الجمعيات. أما بالنسبة للرياضة فقد صادقنا على احتضان الفريق، وسنشجع فريقي تاراست والجرف خلال نهاية السنة على الاندماج مع الفريق الأول إن هم رغبوا في ذلك. قلتم أموال طائلة تفوق التصور هل تشكّون في مآل الأموال التي صُرفت على القاعة المغطاة؟ نعم نشك فيها أولا، وحدسنا لا يخطئ الشبهات التي تحوم حولها. نمر إلى نقطة أخرى تتعلق بالترخيص للسرك، وهو شكل من أشكال الترفيه على الساكنة وعلى الأطفال بالخصوص، هل يمكننا معرفة الأسباب التي دفعتكم إلى رفض الترخيص له؟ نحن كمجلس نعطي الرخصة عن الاحتلال، أما مراقبة الأمن فهو من اختصاص الأمن المحلي، إذن فمن المفروض على المجالس ألا تشكل عراقيل وتزيد من عوامل اللاأمن، وهنا اغتنم الفرصة لأنوه بالدور الإيجابي الذي تقوم به السلطات الأمنية المحلية في هذا الصدد. طالما أنكم رفضتم الترخيص للسيرك على هذه الأسس، هل هناك من بديل؟ بالفعل، قلت القاعة المغطاة قد نستثمرها في الترفيه على الأطفال، وسنعمل على الترخيص للخواص باستعمال أماكن للألعاب والترفيه على الأطفال. تعلمون أن النظافة أمر حيوي بالنسبة للمواطنين، وترتبط بصحتهم وسمو أذواقهم، فما هي مبادراتكم في هذا الصدد لتحقيق هذا المطلب؟ وكيف تنظرون إلى الرقي بالمدينة إلى مصاف المدن الجميلة ؟ بالنسبة للنظافة، نحن جادون في هذا الميدان، وبالمناسبة، أغتنم الفرصة لأشكر المشرفين على قطاع النظافة، بمن فيهم المسيرون والعمال، وقد لا يقتصر شكري على الشكر المعنوي فحسب، بل سنعمل إن شاء الله على تشجيعهم ماديا، حسب ما تخوله الميزانية. فإن كانت من واجبنا أن نعتني بأحد، فليس هناك من هو أولى من هؤلاء. ونحن نتحدث عن العمال، بعد مدة وجيزة من تسلمكم مهام تسيير المجلس البلدي كفريق، حللتم مشكلا وهو صرف تعويضات العمال وهي تعويضات بقيت منحبسة طيلة بضعة أشهر، هلا حدثتمونا عن هذه النقطة أيضا؟ بالفعل، صرفنا تعويضات الترقية، وهذا ليس هبة ولاعطاءً، بل هو واجب، هذه مرتبات يستحقونها، الشيء الذي أضفناه هو أننا اخترنا المناسبة التي كانت مناسبة شهر رمضان الكريم وعجلنا بها. ولكن في الوقت نفسه كانت بعض المناوشات بين العمال وبعض العناصر المسيرة في المجلس البلدي، بحيث قيل إن عناصر من المعارضة حاولت أن تستغل هذه النقطة لتحدث بعض الشرخ أو أن تستغلها بشكل من الأشكال. نحن استجبنا لمطالب العمال قبل أن يتدخل أي طرف من الأطراف، بل قصد تفويت الفرصة على الذين اعتادوا الاصطياد في الماء العكر. ما هو الجديد الذي أتيتم به على مستوى المشاريع؟ من مشاريعنا الرائدة أننا نطمح أن نجعل مدينة إنزكان مدينة استثمارية بامتياز في المنطقة الجنوبية. فسوق الجملة سنحرص على الرقي به إلى مستوى الأسواق العالمية، وهذا ليس بغريب على مدينة إنزكان وسوق الخضر والفواكه بها يعد ثاني سوق على الصعيد الوطني بعد الدارالبيضاء. لكن لابد من الصعوبات، وأظن أنه لابد لكل خطوة جادة من عراقيل، ولكنها سرعان ما تذوب بالحوار والتفاهم. ولربما الصورة المكونة على المجلس من قبل التجار قد تغيرت، وهذا إحساس متبادل نشعر به. فبتحويلنا سوق الجملة، ستتاح لنا فرصة مركزة المدينة للحفاظ على جماليتها. إذ من العار أن يتوسط مدينة إنزكان العريقة سوق المتلاشيات، وما يتراكم فيه من مهملات وقمامة، فهذه وصمة عار في حق ساكنة المدينة سامح الله من تسبب فيها فكيف لا نجد حلا ونحن نحرص على ضمان مصالحهم، ولا نية لنا في التلاعب بها، بل إن هدفنا واحد، ونحن نحرم على أنفسنا كفريق مسير للمجلس الاستفادة من الحوانيت كما جرت العادة عند بعض المجالس، فالمستفيد الأول هم التجار كفاعلين اقتصادين، ودعامة أساسية في بناء اقتصاد المدينة، إذن فمن الواجب علينا إشراكهم والأخذ برأيهم لأنهم هم المعنيون. وسنعمل على ضمان كل حقوقهم إن شاء الله. تعاني المدينة من نفاد الرصيد العقاري، ما الذي تنوون فعله في هذا الصدد؟ بالفعل لقد ضاق الوعاء العقاري للمدينة جدا، إذ نخشى الآن ألا يجد سكان المدينة مكانا يدفنون فيه أمواتهم، وهذا راجع لسوء تدبير المجالس السابقة المتمثل في منح هكتارات لمشاريع لا تلائم المتطلبات الاقتصادية للمدينة ككولف الشمس مثلا. وموضوع نفاد الوعاء العقاري في نظري يستحق لقاء خاصا. كلمة أخيرة لسكان إنزكان أحييهم من خلال جريدكم الغراء، وأقول لهم كفريق مسير نريد إرجاع الثقة لهم في مجلسهم ليقتربوا منا ونقترب منهم، ونعاهدهم أن التغيير آت، لكن طريقه شاقة، فليعطونا الوقت الكافي. فالاطمئنان الاطمئنان... حاوره: محمد بنيج ومحمد فضلي