من المنتظر أن يحل غدا بالجمهورية العربية المصرية جلالة الملك محمد السادس للقاء بالرئيس المصري محمد حسني مبارك ورئاسة اجتماعات اللجنة العليا للتنسيق بين البلدين، التي أنشئت سنة 1999 للتشاور والتنسيق على أعلى مستوي، وأيضا لعقد جلسة مباحثات تتناول تدعيم العلاقات المصرية المغربية، والتشاور حول القضايا الدولية والإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والجهود المبذولة لدفع عملية السلام، وقضية العراق، وجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل. وفي هذا السياق أكد وزير الخارجية والتعاون محمد بن عيسى الذي حل أول أمس السبت بالقاهرة أن اجتماع الدورة الجديدة للجنة العليا المغربية المصرية المشتركة غدا الثلاثاء سيشكل مناسبة لاستعراض آخر التطورات والمستجدات الإقليمية، وفي مقدمتها التحديات التي تواجهها عملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في العراق بالإضافة إلى بحث وسائل دعم التعاون بين البلدين. وأضاف بن عيسى في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بالقاهرة أن تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط سوف تكون من أهم محاور المباحثات السياسية بين الجانبين، حيث سيسعيان إلى الخروج بموقف داعم للشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه المشروعة، والدعوة لوقف الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة، والإجراءات أحادية الجانب من قبيل الجدار الإسرائيلي العازل. وأكد وزير الخارجية المغربي أن الدورة الجديدة للجنة العليا المغربية المصرية المشتركة تنعقد في ظل ظروف دولية وإقليمية تتسم بنوع من الحساسية، وفي وقت يعرف فيه التعاون الاقتصادي الدولي وتيرة متسارعة في إطار نظام العولمة وتنامي التكتلات الاقتصادية الشىء الذي يحتم السعي لاستنباط أفضل الوسائل واختيار أنسب السبل لتطوير وتفعيل التعاون الثنائي القائم بين البلدين لمسايرة هذه التطورات والرقي بالعلاقات الثنائية إلى المستوى الذي يطمح إليه قائدا البلدين. ويرأس اليوم وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى ونظيره المصري أحمد ماهر في انتظار انعقاد أشغال القمة غدا واجتماعات اللجنة العليا، أعمال اللجنة السياسية لتبادل الرأي والتنسيق حول القضايا المطروحة على الساحة العربية والدولية، وخاصة جهود إنقاذ عملية السلام، ودعم الموقف الفلسطيني والموقف العربي في إطار المبادرة العربية الصادرة عن قمة بيروت .2002 كما ستبحث اللجنة السياسية تطورات قضية العراق في ضوء اتفاق المغرب ومصر على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق، ونقل السلطة إلى العراقيين، إلى جانب قضية جعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. وحول تطور التعاون بين البلدين خاصة على صعيد المبادلات التجارية أشار محمد بن عيسى إلى أن هذه المبادلات عرفت تطورا جيدا منذ سنة ,1997 مذكرا في هذا السياق بأنه عقب إنشاء اللجنة العليا المشتركة تم عقد أربع دورات أسفرت عن التوقيع على حوالي أربعين اتفاقية وبروتوكولا ومذكرة تفاهم وبرنامجا تنفيذيا، شملت مختلف المجالات ومن أهمها الاتفاقيات المتعلقة بإقامة منطقة للتبادل الحر وتشجيع وحماية الاستثمار وإنشاء مجلس مشترك لرجال الأعمال. ويأتي التنسيق في هذا الشأن في إطار التحضير للقمة العربية المقبلة، التي ستعقد بتونس في شهر مارس المقبل، وجهود البلدين في اتجاه إنشاء السوق العربية المشتركة، وتفعيل اتفاقية أكادير، التي تضم مصر والمغرب وتونس والأردن. عبد الرحيم اليوسفي