تسلم ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز السبت 3-1-2003 توصيات اللقاء الوطني الثاني للحوار الفكري الذي اختتم أعماله قبل 4 أيام في مكةالمكرمة، وتدعو بعض هذه التوصيات إلى تطوير وسائل الاتصال بين الحاكم والمحكوم، وتسريع عملية الإصلاح السياسي، وتوسيع المشاركة الشعبية في المملكة. وقالت صحيفة الوطن السعودية في عددها الصادر يوم الأحد الأخير إن الأمير عبد الله تسلم التوصيات خلال لقاء في الرياض السبت مع أعضاء الحوار الوطني الذي اختتم أعماله الأربعاء 13-12-.2003 وكشفت الوطن عن أن بعض نقاط هذه التوصيات تدعو إلى تسريع عملية الإصلاح السياسي، وتوسيع المشاركة الشعبية في المملكة من خلال انتخاب أعضاء مجلس الشورى، ومجالس المناطق، وتشجيع تأسيس النقابات والجمعيات التطوعية، ومؤسسات المجتمع المدني. وأكدت التوصيات على ضرورة تطوير وسائل الاتصال بين الحاكم والمحكوم، والفصل بين السلطات الثلاث: التنظيمية والقضائية والتنفيذية، مطالبة ب ترسيخ مفاهيم الحوار في المجتمع السعودي، وتربية الأجيال في المدارس والجامعات على ذلك، مع فتح أبواب حرية التعبير المسئولة التي تراعي المصلحة العامة. ودعت إلى تجديد الخطاب الديني بما يتناسب والمتغيرات المعاصرة، مع الفهم الواعي لأحوال العالم الخارجي، والتعاطي معه بانفتاح ومتابعة وتفاعل، مطالبة المؤسسات العلمية الشرعية، بالاتفاق على تحديد المفاهيم والمصطلحات ذات الصلة بالغلو مثل: الإرهاب، جماعة المسلمين، دار الحرب، دار الكفر، دار الإسلام، .... كما شددت التوصيات على رفض الفتوى الفردية في المسائل العامة التي تمس مصالح الأمة ومستقبلها، كقضايا الحرب والسلم، وأن يوكل ذلك إلى الجهات المؤهلة للفتوى، والارتقاء بمستوى أدائها وآليات عملها. وأشارت صحيفة الوطن إلى أن الأمير عبد الله حث في كلمته أمام أعضاء الحوار الوطني إلى مواصلة الحوار، واقترح أن يكون لقائهم كل شهرين بدلاً من 4 أشهر، وأن يعقدوا اجتماعاتهم في مناطق متفرقة من المملكة. وقالت: إن رئيس اللقاء الشيخ صالح الحصين أكد في كلمته التي أعقبت كلمة ولي العهد السعودي أن الهدف من الحوار هو إيجاد فرصة لتبيان بعض الأفكار التي لا تكون شائعة ...، مضيفا أن الاختلاف في وجهات النظر أمر صحي وطبيعي. ودعا الشيخ الحصين الذي يرأس أيضا شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف إلى إقامة سلسلة من الحوارات بهدف تكريس الحوار كأسلوب حياة في المجتمع السعودي. وأكد أن الحوار يتيح الفرصة لظهور الحقائق، وأنه وسيلة الوقاية من الغلو، معتبرا أن الغلو ينطبق عليه ما ينطبق على كل الظواهر الاجتماعية وقوانين الطبيعة. فلكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاه. فالغلو ينتج غلواً معاكساً. وعقب الأمير عبد الله قائلاً : نحن إسلامنا وسطي.. الوسطية.. الوسطية.. الوسطية. الصغير والكبير لازم يتبعها في مقالات العامة والخاصة. وأشار ولي العهد السعودي، إثر ارتجال الدكتور عبد الله الفهيد كلمة لفت خلالها إلى وجود فوارق بين الرجل والمرأة، وأن لكل منهما خصائصه، إلى أن المرأة هي أمي وأختي وزوجتي وابنتي وأن الإسلام صان للمرأة حقوقها. وأضاف الأمير عبد الله أن أولوية الحوار يجب أن تنصب على مسألتي العقيدة والوطن، داعيا المشاركين إلى التحلي بالصبر ومواصلة العمل، لأن بعض الإخوان يحب السرعة والعجلة والله خلق السماوات والأرض في ستة أيام، ولا بد من التأني. يشار إلى أن 10 سيدات شاركن في الحوار الوطني الثاني مقابل مشاركة 50 عالما ومثقفا وباحثا من الرجال. من جهته، طالب الدكتور عبد الله الغذامي أستاذ الأدب في جامعة الملك سعود المشارك بالحوار باستمرار الحوار وتعميمه وتنقيح مناهج التعليم من الأمور التي تسيء إلى بعض أبناء جلدتنا، مضيفا أن هذه البلاد بنيت على الحب، ويجب أن تستمر كذلك، لكن هناك أموراً تسربت -لا أدري كيف- إلى مناهج التعليم من شأنها نسف ذلك. كما قال الدكتور محمد عبده يماني في كلمته: إن الحوار هو الوسيلة لإقناع الأطراف التي حملت السلاح فأن تقول رأيك خير من أن تحمل السلاح. وفي ختام اللقاء أعرب الأمير عبد الله عن شكره وتقديره لأعضاء الحوار الوطني، داعيا إلى أن تعقد الجولة الثالثة من الحوار في المدينةالمنورة. وكانت الدورة الأولى من الحوار الوطني قد عقدت في الرياض في يونيو 2003 بمبادرة من ولي العهد السعودي، ودعت إلى إصلاحات عميقة في المملكة، وإلى مشاركة سياسية أوسع ومزيد من الاستقلالية للقضاء وتوزيع عادل للثروة، وعبرت عن رفضها للتطرف الديني، مؤكدة على ضرورة الحوار. وكالات