دعا مشاركون في ندوة وطنية حول الأندلس، إلى العمل على استرداد الإرث الثقافي الأندلسي وذلك عبر خطة عربية موحدة. واعتبر متدخلون في ندوة "الأندلس.. انغلاق قصة وانفتاح خطاب"، التي نظمت بكلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط، أن هناك حاجة لمشروع فكري وعلمي حضاري مشترك من أجل جعل الأندلس خالدة عوض النزعة التمجيدية التي لا تفيد في شيء. وقال الأستاذ بجامعة محمد الخامس محمد أديوان إن هناك اليوم مجهودات كبيرة في أغلب المدن الإسبانية تشتغل على موضوع الأندلس تاريخيا وفكريا ولغويا ويمكن التنسيق معها وهي مسؤولية المثقفين الكبيرة، مؤكدا أن استرداد الارث الاندلسي الثقافي مشروع راهن اليوم. وأشار المتدخل ضمن الندوة التي تضمنت أربع جلسات علمية تكريما للمتخصص في الحضارة الأندلسية قاسم الحسيني، إلى أن هناك مراكز ومدارس إسبانية تؤدي أدوارا كبيرة في تعليم ونشر اللغة العربية بإسبانيا، ودراسة ازدهار الأندلس وسقوطها، وهي ما تحتاج إلى دعم وتنسيق من الجانب العربي، في مواجهة نزعات مسيحية لا تريد حركة الاستراداد التي تقوم بها مجموعة ما يسمى بالمستعربين الجدد باسبانيا والمسلمين الجدد. وأضاف المتدخل أن الأعداد الهائلة التي تدخل مدارس تدريس العربية المنتشرة في عدد من المدن بإسبانيا، تلعب دورين أساسيين أولها الرد على تلك النزعات الشوفينية التي لا تريد ان تقوم للعربية قائمة والثاني الوقوف ضد كل من لا يزال يريد إلى اليوم اقتلاع جذور الحضور الاسلامي بالأندلس. ومن بين المقترحات لتدعيم هذا المشروع فتح شراكات واستقطاب مجموعات من الطلبة المتزايدة الذين يدرسون الاسلام والتاريخ الأندلسي لتمكينهم من رؤية صائبة حول المواضيع المدروسة. وكرمت الندوة العلمية قاسم الحسيني مدير مختبر للدراسات المغربية الأندلسية، وذلك بحضور عميد الادب المغربي عباس الجراري وعميد كلية الاداب الرباط، وحشد من الأساتذة والباحثين.