دعا الأستاذ عبد العزيز رباح الكاتب العام لشبيبة العدالة والتنمية إلى ضرورة مراجعة الدبلوماسية الرسمية في التعاطي مع ملف الصحراء المغربية من خلال مقاربة جديدة تعتمد على تنويع الشركاء، وتغيير منهجية تعيين الدبلوماسيين، والاستفادة من العلاقات التي نسجتها الأحزاب المغربية مع الخارج. وشدد رباح، خلال مداخلة له في ندوة نحو تعبئة شاملة للدفاع عن وحدتنا الترابية نظمت يوم السبت الماضي من طرف المكتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بتمارة، على أهمية انفتاح المغرب على الخطوط الآسيوية والأمريكية اللاتينية والعربية والإسلامية بدل الاكتفاء على الخطوط الثابتة (فرنسا، إسبانيا، أوروبا...). وطالب رباح بالتركيز على التعبئة الشاملة لمكونات المجتمع المغربي للدفاع عن قضية الوحدة الترابية، وتجاوز القطيعة بين القيادات التاريخية والأجيال الجديدة وكذا تجاوز الموسمية في الإعلام في مواكبة ملف الصحراء المغربية. ونبه المتحدث ذاته إلى أن منطق التحالفات الدولية يتميز بعدم الثبات بالنظر إلى سيادة لغة المصالح قائلا إن منطق التحالفات لم يعد ثابتا لأنه كان مفترضا أن تسقط القيادة الإيرانية بدل صدام، ذلك أن أمريكا ساندت صدام ضد إيران مضيفا السياسة الدولية نفسها لا تعرف الثبات، فقد تكون اليوم في مصلحة المغرب وقد لا تكون في مصلحته غدا. وأوضح رباح، في السياق نفسه، أن ما كان يفترض هو أن تكون أمريكا باستمرار مع المصالح المغربية، خاصة وأن المغرب كان يميل نسبيا إلى أمريكا خلال الحرب الباردة، فيما كانت الجزائر تميل إلى الاتحاد السوفياتي سابقا، لكن يتابع رباح السياسة الأمريكية اتجهت نحو الجزائر لأن كل حقول النفط بها أعطيت لشركات أمريكا، فهناك منطق المصالح. وقال الكاتب العام لشبيبة العدالة والتنمية يجب أن ندافع عن قضيتنا لأننا نؤدي غاليا من اقتصادنا ومالنا وعيشنا، مضيفا نريد أن نجد حلا في إطار سيادة المغرب، لأن ذلك من شأنه أن يخفف من العبء الاقتصادي والمالي والسياسي للمغرب. وكشف رباح، نقلا عن الوزير الأول الأسبق لماليزيا مهاتير محمد، أن الاتحاد الكنائسي العالمي أخرج وثيقة تضمنت مشروع تقسيم جميع الدول الإسلامية من أندونيسيا إلى المغرب إلى مناطق وجهات، وذلك كل عشر سنوات، مشيرا إلى أن هذا المجتمع الكنائسي يدفع بكل قواه إلى تبني المشروع. وتحدث عبد العزيز رباح عن الشروط الكفيلة بتقوية الموقف المغربي تجاه قضية الوحدة الترابية، وذكر منها تكريس دولة الديمقراطية وحقوق الإنسان بهدف خلق توحد في المجتمع، وبلورة تنمية مندمجة وشاملة لتجاوز منطق تمركز العمل في جهة من الجهات، فضلا عن فتح حوار مع كل من الجزائر وكذا خلق تواصل مع الصحراويين، وإقامة توازن في علاقة المغرب بكل من أمريكا وإسبانياوفرنسا. وناشد الدكتور موح رجدالي الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بتمارة من جهته، الحضور إلى أن يكونوا رسلا للدفاع عن الصحراء المغربية، وقال رجدالي إن حزب العدالة والتنمية إيمانا منه بعدالة ومغربية الصحراء، وبوجوب الدفاع عنها إلى آخر قطرة من دم المغاربة يقوم بحملة وطنية من أجل التعبئة الشاملة لدعم مشروع الوحدة الترابية. محمد أفزاز