انطلقت اليوم الخميس بمسجد عمر بن عبد العزيز بوجدة دروس حلقات الكراسي العلمية التي ينظمها المجلس العلمي لوجدة . وتحدث رئيس المجلس العلمي السيد مصطفى بن حمزة , في افتتاح الدرس الأول الذي حضرهعلى الخصوص والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد السيد أحمد حيمدي , عن أصالة الكراسيالعلمية في تاريخ المغرب والدور الذي قامت به في بناء الشخصية العلمية والفكرية الوطنيةوما قدمته من إسهامات كبيرة في ما وصلت إليه الحضارة الإنسانية . وأكد أن هذه الكراسي ما زالت تثبت قدرتها على تأدية الرسالة التي جاء بها الإسلامونشر قيمه السمحة وانفتاحها على تحولات العصر من خلال ما تقده من دروس تتناول الجوانبالروحية والتشريعية والمواضيع الأدبية والعلمية. وقال إن تجربة الكراسي العلمية اضطلعت بدور كبير في انفتاح الفقهاء والأئمة وطلبة المعاهد الدينية على المعارف والعلوم الحديثة من رياضيات وإعلاميات زيادة على العلوم الدينية من تفسير وأصول الفقه وما ارتبط بها من علوم العربية كالبيان وبلاغة والنحو. ودعا الفقهاء والأئمة والطلبة وعموم الناس إلى الاستمرار في الإقبال على حلقات الكراسي العلمية التي تساهم في تنشيطها نخبة من الأساتذة وذوي الاختصاص في شتى أنواعالعلوم والتقنيات وذلك على غرار ما سبق من دورات الكراسي التي ظهرت ثمارها واضحة فيتحسن المستوى الثقافي والفكري لروادها وفي النتائج التي حققها متتبعوها من الطلاب الذين"تمكنوا من الحصول على الباكالوريا بنسبة مائة في المائة" . وتناول الدرس الذي قدمه الشاعر حسن الأمراني الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانيةبوجدة ورئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية عن موقف الإسلام من الشعر والشعراء حيث ميز بين طبقة الشعراء المؤمنين الذين يمتازون بالكلمةالطيبة والقيم التي تتلاءم مع روح الإسلام ومن سواهم ممن قرضوا الشعر واستدل على ذلكبآيات كريمة وبما حظي به شعراء الإسلام مثل حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بنمالك عند الرسول الأكرم الذي استشهد ببيت للشاعر الجاهلي طرفة بن العبد "ستبدي لكَالأيام ما كنتَ جاهلاً..." وسماعه عليه السلام لأبيات الشاعر الجاهلي أمية ابن الصلتالتي كانت تتماشى مع قيم الإسلام. وأكد أن القرآن لم يناف الشعر بل أثر فيه وهذب الكثير من الشعراء وأثر فيهم ليس في العرب والمسلمين منهم فحسب بل حتى في شعراء غربيين كما هو عند بوشكين الروسي وغوتهالألماني وفيكتور هيغو الفرنسي. وستقدم حلقات الكراسي العلمية خلال السنة الجارية بمسجد عمر بن عبد العزيز بعد أنكانت تعطي سابقا بالمسجد الأعظم بالمدينة العتيقة لوجدة . و.م.ع.