استؤنفت محاكمة المرشح الرئاسي والرئيس السابق محمد خونا ولد هيداله و14 من من قادة حملته أمام محكمة الجنايات في موريطانيا الاثنين الماضي، لتعود للانعقاد من جديد صباح اليوم الموالي، وعلقت جلساتها فيه في حدود الثانية ظهرا من اليوم نفسه. و كان من المنتظر أن تتواصل الجلسات الأربعاء للاستماع لبقية هيأة الدفاع الذين بقي منهم حوالي العشرة. وبدأت المحاكمة منذ حوالى عشرين يوما، وأجلت لفترة دامت ثلاثة أيام، واستؤنفت بمبانى قصر عدل النظام بنواكشوط. وحسب مصادر من عين المكان، وفق الموقع الإخباري الموريطاني الإصلاح، فقد طوقت الشرطة المنطقة المحيطة بالمحكمة فى إجراء بات مألوفا. وقد أثار قرار تعليق أطوار المحاكمة المتكررة ردود فعل غاضبة للدفاع والرأي العام. فقد عقدت هيئة الدفاع في وقت سابق مؤتمرا صحفيا أوضحت فيه موقفها الرافض له وأعربت عن قلقها إزاءه وما قد يتبعه من خطوات تستهدف المساس بموكليها بعد أن استمرت محاكمتهم أكثر من عشرة أيام وبعد تطلع الجميع إلى انتهائها، فاجأ توقيف محاكمة الرئيس الموريتاني السابق وكبار معاونيه إبان الحملة الانتخابية الرئاسية الفارطة، هيئة الدفاع والرأي العام الوطني، ذلك أن هذه المحكمة استغرقت الوقت الكافي رغم أهميتها حيث استنفد الادعاء والدفاع كل الدلائل التي ساقها كل واحد منهما على حدة، رغم الفرق الشاسع بين الطرفين أثناء المرافعات والاستجوابات وإدلاء الشهود من الطرفين بشهاداتهم. وقد ساد الانطباع بأن المحاكمة أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الانتهاء، وما هو إلا وقت يسير حتى يكمل فيه المحامون المدافعون عن المتهمين والبالغ عددهم أكثر من خمسين محاميا مرافعاتهم ثم ينطق بحكم المحكمة. وبادر أهالي وذوي المعتقلين من جهتهم بإصدار بيان شديد اللهجة نددوا فيه بالقرار وقالوا إنه ما هو إلا انعكاس لهزيمة الادعاء الذي أعيته الأدلة وطفق يبحث عن تلفيقات أخرى، وجاء فى بيانهم: وكل هذا من شأنه أن يعزز الشك والقلق اللذين تتم تغذيتهما عن طريق شائعات وتسميم الشرطة السياسية... إننا نُشهد الرأي العام الوطني والدولي على خطورة الوضع المتحول من سيء إلى أسوأ. كما نأمل أن لا يكون قرار رئيس المحكمة هذا الضربة القاضية على الأمل في العدالة الذي لدينا نحن زوجات وأمهات وأخوات وبنات وأبناء وأقرباء المعتقلين. ومهما يكن من أمر، فإننا سنستمر من جهتنا في الكفاح من أجل إطلاق سراح ذوينا كما ندعو كل محبي العدالة إلى الالتحاق بنا في كفاحنا المشروع. يشار إلى أن الحكومة الموريتانية كانت قد اتهمت ولد هيدالة المرشح المعارض لانتخابات الرئاسة التي جرت الجمعة 7112003 بالتدبير لمحاولة انقلاب على النظام بمساعدة الإسلاميين. وكانت الشرطة قد اعتقلت الثلاثاء والأربعاء 4 و5112003 نجلي المرشح محمد خونا ولد هيدالة سيد؛ وهما أحمد ولد هيدالة الملقب بزرة، وأخوه الأكبر سيد محمد ولد هيدالة. ومن المتوقع أن يتم نفيهما إلى مدينة نائية داخل البلاد لم تحدد بعد. ع. الهرتازي