شهدت مدينة خنيفرة يومي 11 و12 دجنبر فيضانات مهولة تسببت في أضرار كبيرة للساكنة وللوقوف على وقائع الكارثة ومعرفة أسبابها والحلول الناجعة لتفاديها مستقبلا، أجرت التجديد حوارا قصيرا مع السيدين عباز المعطي، تقني ممتاز في الهندسة المدنية والسيد السعيدي مولاي حفيظ تقني من الدرجة الأولى في الهندسة المدنية ببلدية خنيفرة، وهذا نص الحوار: هل لكم أن تصفوا لنا ما وقع ليلة الفيضانات من وجهة نظركم كتقنيين؟ شهدت مدينة خنيفرة يومي11 و12 دجنبر الجاري فيضانات رهيبة، إذ غمرت المياه المحكمة الابتدائية التي تضررت بشكل قوي حيث أتلفت بعض الملفات وأجهزة الكمبيوتر، وغمرت المياه المنازل الموجودة بجانب وادي أم الربيع خاصة بالمدينة القديمة، وفاق علو الماء في بعض البيوت المترين، خاصة بزنقة تازة وبوجدور ومديونة و20 غشت، وهناك من المتضررين من لم يستطع أن يخرج من المياه إلا بالسلالم. كما أن محول الكهرباء كانت ستغمره المياه لولا التدخلات السريعة للسلطات المحلية والوقاية المدنية لتحويل اتجاه المياه، ولولا التدخل الآني لوقعت كارثة تكبد المغرب خسارة ملايير السنتيمات، خاصة أن المحول يوصل التيار الكهربائي إلى كل من إقليمخنيفرة وورزازات والرشيدية وميدلت وبومية، وما وقع تلك الليلة شبيه بواقعة تعود إلى سنة 1967 حيث غمرت المياه كل المدينة القديمة.
ما هي الأسباب الكامنة وراء هذه الكارثة؟ سببها ارتفاع حجم التساقطات المطرية التي لم تتوقف لمدة 16 ساعة، إذ عرف المدار الحضاري نسبة قاربت 52 ملمترا، بينما ارتفع حجم التساقطات بمنابع أم الربيع إلى نسبة تراوحت بين 100 و110 ملمتر، وبفعل التساقطات بلغ ارتفاع علو المياه سبعة أمتار في حين أن ارتفاع قنطرة مولاي إسماعيل لا يفوق خمسة أمتار، فشكلت هذه الأخيرة حاجزا لمرور المياه، إضافة إلى أن ماء الواد الحار أصبح يعود إلى المنازل لأن قنواته اختنقت، خاصة التي يساوي مستواها مستوى النهر.
هل هذا يعني أن القنوات لم تعد صالحة؟ القنوات التي توجد حاليا لم تعد تستوعب مياه الأمطار، إضافة إلى وجود بعض منازل المدينة القديمة في الملك المائي ومعنى هذا أن بعض المنازل ما كان ينبغي أن تشيد أصلا خاصة الموجودة بالمدينة القديمة
ما هي بنظركم الحلول العاجلة؟ الحلول التي ينبغي التفكير فيها هي بناء جدران واقية على ضفتي أم ربيع وتنظيف القنوات لأنها امتلأت بالأوحال، وتشجير الجبال المحيطة بالمدينة لأن التشجير يخفف من سرعة جريان المياه ويحفظ التربة من الانجراف، كما ينبغي الزيادة في ارتفاع الحائط الوقائي على جنبات واد أم الربيع، وبناء قناطر تلائم العصر، لأن القناطر الموجودة الآن أصبحت متجاوزة ويعود تاريخ بعضها إلى 1965 حيث أزيلت قناطر من الرشيدية وأتوا بحديدها سنة 1968 إلى مدينة خنيفرة، إضافة إلى أن قنطرة مولاي إسماعيل عمرها يقارب خمسة قرون.
هل هذا يعني أن القنطرة الموجودة حاليا لابد من تغييرها؟ المشكل أنها مصنفة ضمن علم الآثار عند اليونيسكو، ورغم الذي وقع فالقنطرة لم تتأثر، غير أنها شكلت عائقا لجريان المياه، إضافة إلى أن الأشجار المقتلعة عرقلت سريان المياه.
ما هي الحلول الجذرية؟ الحلول التي نراها ضرورية وملحة تتمثل في تزفيت وتبليط الأزقة والشوارع حتى لا تتسرب المياه إلى المنازل، وتذهب بطريقة سهلة إلى وادي أم الربيع، وتوسيع قنوات شبكات مياه الأمطار، وخلق سدود بجنبات ضواحي المدينة لتخزين مياه الأمطار. ورغم وجود سد الحنصالي، الذي يبعد عن المدينة بحوالي 60 كيلومترا، فإنه هو الآخر يشكل عائقا لكون الترسبات الرملية للمياه تعود إلى الوادي مما يقلل من سرعة جريان المياه.