"خديجة بن قنة" مذيعة قناة الجزيرة التي سجلت نجاحاً لفت إليها الأنظار، أجبرت وكالات الأنباء العالمية لتناقل خبرها بارتدائها للحجاب.. وهو عمل يعكس ما تنطوي عليه نفسها الخيِّرة، حيث تعلن بوضع الحجاب استجابتها لأمر ربها الذي يقول: (وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ...)، وتعلن في الوقت نفسه دعوتها لجميع المذيعات ليحذين حذوها ويرتدين الحجاب الذي يعني انتماءهن لهذا الدين.. فلا يكفي أن يكون اسمها خديجة أو منى؛ ليكون معبراً عن ديانتها، فقد تحمل هذه الأسماء عربيات، ولكن ليس شرطاً أن يكنَّ مسلمات! وكما تناقلت وسائل الإعلام الإخبارية خاصة خبر حجاب خديجة بن قنة؛ كذا أصبح مدار حديث كثير من المجالس، وفرح به جمهور من المسلمات، كما غص به الكثير من العلمانيات، ويتساءل الجميع: هل ستحتفظ الجزيرة بالمذيعة الناجحة إذاعياً رغم حجابها؛ أم ستضيق عليها لتدع العمل؟ كما تساءلوا: هل يمكن أن تصمد خديجة بن قنة في حجابها أمام مضايقات الآخرين وتتقي رب العالم، أم ستتراجع؟ كل هذه التساؤلات ما كانت لتتوجه لخديجة لو كانت شخصية متوارية، ولكن ما دامت ظاهرة فلا بدَّ أن تتحمل هذه التساؤلات، ولا بدَّ أن تصمد في وجه التحديات؛ لأنَّها تعلم أنَّ هذا الاختيار الصعب له ما بعده، ولكنَّ اختيارها هو عين العقل، فالحياة ليست هملاً ولا سبهللاً، ولكنها حياة عبادة وتكليف، وهي اليوم بحجابها تلقى مشقة أكثر، فالقابض على دينه كالقابض على الجمر، وستلقى جزاء صبرها على التكليف والثبات في وجه الفتن إن شاء الله تعالى (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ...). وإذا كانت الكثيرات من النساء أسلمن وتعبدن لله تعالى؛ فإنه لم يذكر كامرأة فرعون المؤمنة التي ضرب الله بها مثلاً للذين آمنوا؛ لأنها آمنت وسط فتنة عظيمة وثبتت رغم كل التحديات.. أسأل الله لأختي خديجة الثبات والتوفيق، ولسائر زميلاتها المذيعات التوبة والإنابة والعود د. رقية المحارب