من بين المواضيع العربية البارزة التي عالجتها الصحف الالمانية هذا الأسبوع كانت المواضيع التالية: اعتقال صدام حسين وآفاق المستقبل . اعتقال صدام حسين وآفاق المستقبل اجمعت الصحف الالمانية في مطلع الاسبوع على الترحيب بالقبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين لكن الكثير منها اشار الى ان الطريق لا يزال طويلا لاحلال الاستقرار في العراق. صحيفة "فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ" المحافظة والصادرة في فرانكفورت اكدت بهذا الصدد: "واخيرا القت قوات الاحتلال القبض على صدام حسين... ولاشك ان حقبة من الامل قد تكون بزغت في هذا اليوم في العراق." ورأت صحيفة "تاغس شبيغل" المعتدلة ان الطريق باتت مفتوحة بهذا الحدث امام حل المعضلات الكبرى التي تواجه العراق وقالت: "لم يعد لمواصلة الاعمال المسلحة اي معنى بالنسبة للكثير من انصار صدام حسين، و لم يعد للكثير من العراقيين الاخرين ما يخشونه ويمكنهم دعم بناء عراق جديد... ومن المؤكد ان القبض على صدام حسين وفر للولايات المتحدة فرصة لتغيير الاجواء... ومن المتعين ان يمثل صدام حسين امام محكمة عراقية وان يحاكمه ممثلون عن شعبه باسم العدد الذي لا يحصى من ضحاياه". اما صحيفة "دي فيلت" المحافظة والواسعة الانتشار والصادرة في العاصمة برلين فقد ركزت على الفوائد التي يمكن للادارة الاميريكية ان تجنيها من هذه العملية وقالت: "لاشك ان الاميركيين حققوا نجاحا حاسما سيعزز الثقة في سلطتهم. وبذلك يكون الرئيس بوش ضمن على الارجح فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة... ولابد هنا ان تنظر بعض الدول الاوروبية ولا سيما تلك التي عارضت الحرب على العراق لا كخطر وحسب وانما ايضا كفرصة للانضمام الى عملية اعادة الاعمار..." بيد ان "زودويتشي تساينتونغ" التي تمثل يسار الوسط والصادرة في العاصمة البافارية ميونيخ فقد نظرت الى الامر من زاوية اخرى ولم تعبر عن الكثير من التفاؤل وقالت: "على الرغم من النجاح في اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين الا انه يجب عدم توقع تحول سريع في العراق.... فالهجمات لن تتوقف بشكل مفاجئ. وباختصار لقد قبضوا على صدام حسين وعليهم الان اعادة التيار الكهربائي. وتوفير افاق للشعب العراقي هو السبيل الوحيد لاحلال الاستقرار في هذا البلد". وفيما يتعلق باحتمالات تأثير هذا الحدث على مجلس الحكم العراقي المؤقت الذي عينته قوات الاحتلال حذرت صحيفة "فرانكفورتر رندشاو" الليبرالية والصادرة في فرانكفورت بقولها: "ان القاء القبض على صدام حسين قد لا يغير شعور الاحتقار الذي يكنه الشعب العراقي لمجلس الحكم وللحكومة المؤقتة وللمحتلين الاميركيين. ومن المؤكد انه اذا تأخر الانتعاش الاقتصادي في العراق وفي حال لم يستعد الشعب العراقي كرامته فان صدام قد يتحول الى بطل". صحيفة "هاندلسبلات" التي تعنى بالشؤون الاقتصادية والصادرة في دسلدورف سعت الى التكهن على المدى الطويل بنتائج هذه العملية وقالت: "لاشك ان اتباع صدام الذين تجتاحهم الآن المرارة سيعمدون الى صب جام غضبهم من خلال عمليات ارهابية، الاّ انه على المدى الطويل من المتوقع ان تتراجع المقاومة شيئا فشيئا لأن البنى التحتية المالية والتجهيزية لتموين الإرهابيين ستنضب أكثر فأكثر. ولكن الأميركيين لن يكونوا قادرين على اعادة الإعمار بمفردهم، وهذا ما اظهرته الأشهر الماضية. وسيكون بامكان العراق التطلع بثقة الى المستقبل فقط اذا حمّل بوش المسؤولية الى تحالف دولي عريض". كما انتقدت الصحف الالمانية قرار الولاياتالمتحدة باستبعاد الدول التي لم تؤيد الحرب على العراق من عملية اعادة الاعمار هناك. مجلة "دير شبيغل" الاخبارية الواسعة الانتشار اجرت مقابلة مع وزيرة التعاون الاقتصادي المسؤولة عن المعونات الانمائية الالمانية هايدي ماري فيتشوريك – تسويل بمناسبة زيارة وزير الخارجية الاميريكي السابق والمسؤول عن حل مشكلة الديون العراقية جيمس بيكر الى برلين. واكدت الوزيرة ان مهمة بيكر مصيرها الفشل اذا لم تغير اميركا مواقفها حول العراق ونقلت المجلة عن الوزيرة قولها: "لا يمكن ان تطلب من الجميع المشاركة في المخاطر وفي الوقت ذاته تبقي المزايا الاقتصادية في ايدي دولة واحدة". الجنود الاميريكيون ومهمتهم في العراق على صعيد آخر نشرت صحيفة "فيلت أم زونتاغ" الصادرة في برلين مقابلة اجرتها مع وزير الدفاع الالماني بيتر شتروك اكد فيها ان الجنود الامريكيين لم يتلقوا التدريب الكافي لمهمتهم الحالية في العراق ويحتاجون برأيه للتدريب على المساهمة بعملية اعادة الاعمار واعادة تشكيل المجتمع في العراق، ونقلت الصحيفة عن الوزير قوله: "الجنود الامريكيون يشكلون قوات مقاتلة جيدة لكن لم يتم تدريبها بدرجة كافية على المهام المتعلقة ببناء امة... وتاسيس هياكل ديمقراطية واقتصادية... فالجنود الالمان الذين ارسلوا الى افغانستان في مهمة حفظ سلام حصلوا على تدريب خاص... وجنودنا الذين ذهبوا الى كابول تلقوا تعليما في مدرسة بشأن طريقة تفكير الافغان وتاريخهم ويعلمون ايضا بأمر الخلافات بين الطوائف المختلفة." المصدر: dw