اعلنت جريدة "ذي تايمز" البريطانية السبت ان ديبورا هينز التي تعمل في الصحيفة هي اول صحافة بريطانية تمكنت من دخول ضريح الرئيس العراقي السابق صدام حسين في قرية العوجة قرب مدينة تكريت شمال بغداد. "" ونقلت هينز عن رئيس حرس الضريح انه شاهد على جثة صدام قبل دفنه ست طعنات. ولكن رئيس قبيلة صدام والحكومة العراقية نفيا ان يكون قد جرى التمثيل بجثة الرئيس العراقي السابق بعد اعدامه في اول ايام عيد الاضحى في 30 دجنبر 2006. وكتبت هينز تقول: "تصف الخربشات المكتوبة على جدار القاعة التي تضم قبر الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي نفذ فيه حكم الإعدام شنقاً بانه "شهيد الأمة العربي" ويقول سطر آخر ببساطة "عاش صدام". وداخل الضريح الذي يعامل كما لو أنه مزار يزداد الشعور بالإعجاب، إذ ان على الجدران صوراً للرئيس العراقي السابق مبتسما الى جانب هدايا وقصائد مستوحاة من موته. والرئيس السابق مدفون تحت وسط الغرفة، ويحيط بقبره أزهار بلاستيكية وهو مغطى بشرشف أبيض مطرز بخيوط ذهبية. وقد وضع العلم العراقي القديم عند شاهد القبر في لفتة تحد للحكومة العراقية الجديدة. وبعد ما يقرب من سنتين على إعدام صدام لإرتكابه جرائم ضد الانسانية ما زالت صورته تعيش في قلوب انصاره وهم يتقاطرون باعداد متزايدة الى موقع دفنه في قرية العوجة القريبة من مدينة تكريت شمال بغداد. وقال فلاح حسن ابو النصر (35 عاما) ابن رئيس قبيلة صدام لصحيفة "ذي تايمز" خلال زيارة الى الموقع: "هذا من اجل ضمان انه لن ينسى ابدا". وتقوم قبيلة ابو النصر بالمحافظة على الضريح والدفاع عن ذكرى صدام. وقد احتفل عراقيون كثيرون عندما القي القبض على صدام قبل خمس سنوات تقريبا. وعندما اعدم بعد ثلاث سنوات من ذلك احتفل اعداؤه بإطلاق النار في الهواء. وخلف اضطهاده للأكراد في الشمال والشيعة في الجنوب آلافا من القتلى كما سببت حربه مع ايران وغزوه للكويت مزيدا من المعاناة. وخلال حكمه جرى قمع المعارضة بوحشية. ولكن الفوضى التي عمت العراق في فترة ما بعد الغزو، وسنوات العنف المذهبي الوحشي، ادت بالعراقيين الى اعادة النظر في مواقفهم من فترة حكم صدام حسين التي امتدت ل35 عاما واتسمت بالقسوة ولكن بالاستقرار ايضا. ويزداد عدد من يشعرون بالندم لموته وينظرون بحنين الى فترة حكمه تلك. ويدل على هذا الاتجاه عدد من يأتون لزيارة ضريحه. اذ انهم يأتون من جميع انحاء العراق، من البصرة في الجنوب ومن المنطقة الكردية في الشمال. وقال احد سكان بغداد بعد زيارة للضريح في الآونة الاخيرة: "شعرت بحزن شديد عندما دخلت الضريح. كانت الامور سيئة في عهد صدام، لكنها اشد سوءا الآن بالرغم من ان الوضع الامني قد تحسن عما كان عليه قبل 12 شهرا". ويوجد دفتر كبير لتسجيل اسماء الزوار عند مدخل قاعة الدفن عليه تواقيع عدد كبير من الزوار. وقد امتلأت قبل ذلك خمسة دفاتر اخرى بالتواقيع. وقال احمد دهان، احد الحراس: "اصبحح هذه المكان تدريجيا مثل مزار، ليس كمزار يأتي الناس لنيل البركة وانما يأتون بسبب محبتهم له. احيانا يبكي الزوار وتجيش عواطفهم ونشعر حينئذ ان علينا ان نذهب الى الخارج". ويتوقع دهان ان ياتي آلاف الناس الى الضريح في الذكرى السنوية الثانية لإعدام صدام في 30 دجنبر. وخارج المبنى توجد قبور إبني صدام عدي وقصي وحفيده مصطفى (14 عاما) الذين قتلوا جميعا في هجوم اميركي في 2003، كما يوجد قبران لاثنين من مساعدي صدام. وقبل اسبوعين جدد اعضاء من قبيلة صدام مكتبا في القاعة استخدمه صدام ذات مرة، وهو يضم صورا له من بينها واحدة وهو يتحدث على الهاتف واخرى مشهرا فيها بندقية. وقال طلال مسراب رئيس حرس ضريح صدام واحد حراسه السابقين: "لقد حكم ل35 عاما تخللها ما هو جيد وما هو سيء. اننا نحبه". وذكر مسراب الذي ساعد في دفن جثمان صدام حسين ان الجثمان كانت عليه آثار ست طعنات بعد تنفيذ حكم الاعدام فيه. وتقول صحيفة "ذي تايمز" اللندنية ان رئيس القبيلة التي ينتمي اليها صدام حسين نفى ذلك نفيا تاما. كما نفت الحكومة العراقية حصول عملية تشويه بعد شنق صدام حسين . أما رئيس الحرس طلال مسراب (45 سنة) فيقوم على حراسة القبر الذي اقيم في قاعة واسعة بقرية العوجة، وهي قرية صغيرة في شمال بغداد، حيث قضى صدام معظم سني طفولته. وفي لقاء مع الصحيفة اللندنية قال: "كانت هناك اثار ست طعنات في جثمانه". وادعى مسراب ان اربعا منها كانت في الجزء الامامي للرئيس السابق واثنتان في الجزء الخلفي. وقال ايضا ان هناك 300 شخص اخر شاهدوا اثار الجراح عند دفن الجثمان في الساعات المبكرة من صباح اليوم الذي اعدم فيه صدام. وقال رجل اخر من افراد القبيلة ان رئيس قبيلة صدام السابق الشيخ علي النداء الذي توفي ايضا في تلك الفترة ان الطعنات كانت ظاهرة على الجثة. لكن مستشار الامن العراقي موفق الربيعي نفى تلك الادعاءات. وقال: "لقد اشرفت على العملية من ألفها الى يائها، ولم يُطعن جثمان صدام حسين او يتعرض لتمثيل كما انه لم يتعرض للتحقير بعد تنفيذ الاعدام". ورفض زعيم قبيلة صدام الحالي الشيخ حسن النداء تلك الاقوال بان اي شخص تدخل في أي شيء يتعلق بالجثمان. وقال الشيخ النداء "اقسم بالله ان جثمانه كان خاليا من اي اثار باستثناء كدمة على صدغه. وعندما تسلمنا الجثة في بغداد قيل لنا انهم (السلطات العراقية) قاموا بغسلها ولفها وفقا للعقيدة الاسلامية، ومع ذلك فقد قمنا بغسلها مرة أخرى في تكريت". وواصل كلامه قائلا: "كان ابني احمد هناك، وصرح لاحدى الصحف السعودية بان الجثة لم تتعرض للتشويه باي شكل من الاشكال". وليس هناك خلاف حول وفاة صدام.. وان كان اعدامه قد اثار ضجة عالمية بعد تسرب شريط فيديو كشف عن اساءات الحراس له الذين صاحوا بشعارات شيعية اثناء وضع الحبال حول عنقه في المشنقة. وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لصحيفة "ذي تايمز" الشهر الماضي انه يشعر بالاسف للطريقة التي تم فيها تنفيذ الحكم. واضاف: "لقد عوقب الذين صاحوا بالشعارات. ولم تكن هناك اي انتهاكات رئيسة عدا عن الصياح".