انطلقت يوم الإثنين الماضي بالمعرض الدولي بالدار البيضاء الدورة التاسعة للمعرض الدولي للنشر والكتاب. وأكد السيد محمد الأشعري وزير الثقافة أن هذه التظاهرة المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أضحت من أهم المواعيد الثقافية بالمغرب. وقال الأشعري خلال لقاء مع الصحافة إن ارتفاع عدد المشاركين في هذه التظاهرة التي تنظمها الوزارة إلى غاية 15 دجنبر الجاري مؤشر جيد على أن المعرض يلقى من دورة إلى أخرى إقبالا متزايدا على جميع المستويات بما فيها التجاري. وأضاف الوزير أن الدورة الحالية للمعرض ستتميز بالتركيز على الإصدارات التي لا يتجاوز تاريخ طبعها خمس سنوات، مع تخصيص فضاء مقلص إلى أبعد الحدود للكتب القديمة، وذلك من أجل إعطاء المعرض صبغة الجدة والمهنية. وأبرز أن هذه التظاهرة التي ستتميز كذلك بمشاركة عدد كبير من الناشرين المغاربة تفسح المجال واسعا أمام مهنيي النشر والكتاب ومختلف المتدخلين للتحاور والتبادل بما يسهم في توسيع دائرة القراءة وتنشيط تجارة الكتاب بالمغرب، على اعتبار أنه لا حداثة ولا تقدم في بلد لا يقرأ . وذكر في هذا الصدد بالإجراءات التي اتخذتها الوزارة في مجال دعم الكتاب من خلال تحمل 05 في المائة من كلفة طباعة بعض الإصدارات وفق معايير تراعي الجوانب الفكرية والإبداعية والثقافية، والدعم المقدم للمشاركين في المعارض الدولية للكتاب وتنظيم اليوم الوطني والأيام الجهوية للقراءة وإرساء نظام لمنح جوائز لمختلف فئات الكتاب، وضمنها إصدار الكتاب الأول للكتاب الشباب، فضلا عن طبع الأعمال الكاملة لعدد من الكتاب وبيعها بأسعار مناسبة. وشدد السيد الأشعري على ضرورة تظافر جهود جميع المتدخلين، حتى يتأتى للكتاب المغربي تجاوز سقف الخمسة آلاف نسخة عند السحب، وثلاثة آلاف نسخة من المبيعات سنويا على اعتبار أن هذا العدد لا يتناسب إطلاقا وتوفر المغرب ذي الثلاثين مليون نسمة على 14 جامعة و300 ألف طالب وحوالي 14 ألف أستاذ باحث فضلا عن أساتذة مختلف أسلاك التعليم . وأوضح أن إشكالية القراءة بالمغرب مسألة سوسيو ثقافية متشعبة تقف وراءها عوامل شتى ترتبط بدور كل من الأسرة والمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام، وخاصة المرئية منها، معربا في هذا الصدد عن أسفه لاختفاء بعض البرامج المخصصة للكتاب، على قلتها وقصر مدتها، من شبكة برامج قناتي التلفزة الوطنية، لافتا الانتباه في الآن ذاته إلى ضرورة تحسين طرق تقديم هذا النوع من البرامج . وتجدر الإشارة الى أن المساحة الإجمالية للمعرض الدولي التاسع للنشر والكتاب الذي يشارك فيه نحو 395 عارضا من ثلاثين دولة تبلغ 18 ألف متر مربع منها 6199 متر مربع مخصصة للعرض . وتتخلل أيام المعرض برامج ثقافية متنوعة من توقيع الإصدارات الجديدة ولقاءات وندوات فكرية حول مواضيع الساعة مثل الحوار الثقافي وحقوق المؤلف وإشكالية الكتابة الأمازيغية، وذلك بمشاركة نخبة من المثقفين من داخل المغرب وخارجه . وكالة المغرب العربي للأنباء