قال يحيى هندي الداعية والإمام الأمريكي "إن النظرة الأحادية وقهر الشعوب أمر مرفوض من أمريكا والغرب المسيحي كما هو أمر مرفوض في صميم الدين الإسلامي". وأكد يحيى هندي الأستاذ والإمام من أصل فلسطيني بجامعة جورج تاون بالولاياتالمتحدة في لقاء عبر الأقمار الاصطناعية، من داخل قسم العلاقات العامة بالسفارة الأمريكية بالرباط أن "نظرة الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى الإسلام يحكمها توجهان ومدرستان". وحسب هندي، "فالمدرسة الأولى تزعم أن الإسلام عدائي بطبعه دموي بأحكامه وتعاليمه، وهذه المدرسة تيار متنفذ في السياسة الأمريكية" وأضاف هندي أن "التيار المعاكس هو من غالبية الشعب يعتقد بإمكانية الالتقاء والتعايش مع المسلمين وضرورة الاستفادة من الإسلام والمسلمين، لايجاد سبل التعاون وما من شأنه أن يأتي بالسلام والأمن للعالم كل العالم". "وهذه المدرسة يقول الإمام هندي غير متنفدة، لكنها تنمو وتكبر، بدليل أن الشارع الأمريكي بدأ يخرج في مظاهرات كبيرة تدعو إلى فتح الحوار مع المسلمين والعرب، وكان آخر هذه المظاهرات تلك التي خرج فيها ربع مليون من غير المسلمين والعرب ضد الحرب على العراق". وقال الأستاذ يحيى هندي جوابا على سؤال ل"التجديد" حول مسؤولية أمريكا إزاء العالم الإسلامي التي لا تفتأ تطالبه بالاعتدال: "إن مطلب الاعتدال واحترام الآخر وحريته وعدم استعباد الشعوب من مسؤولية أمريكا كما هو مطلب من المسلمين". وأكد يحيى هندي في هذا الشأن أن المسلمين في أمريكا يطالبون المسؤولين والإدارة الأمريكية ليل نهار بأن يكونوا معتدلين، لأن الحرب لن تأتي بخير على أمريكا ولا على العرب والمسلمين". وفي حديثه عن وضع المسلمين داخل أمريكا قال هندي إن "المسلمين (وهم اليوم 7 مليون والعرب من غير المسلمين 5 مليون) كانوا من قبل منطوين على أنفسهم، ولم يكن لهم أي تحرك واضح باستراتيجيات واضحة للتأثير على السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية"، وأضاف "أن المسلمين لم يبدؤوا حركة التغيير إلا قبل عشر سنوات، حيث أسسوا مؤسسات سياسية، وشرعوا في الالتقاء بصناع القرار السياسي الأمريكي، وإرسال أبنائهم إلى الجامعات الأمريكية لدراسة العلوم السياسية والدبلوماسية والدراسات الاقتصادية والتاريخ والعلاقات العامة والصحافة". وأشار إمام جامعة جورج تاون إلى "أن المسلمين أصبح لهم اليوم مؤسسات (كالمجلس الإسلامي الأمريكي والمؤسسة العربية لمكافحة التمييز العنصري ومجلس العلاقات الإسلامي الأمريكي) تعمل بجدية من أجل تقديم صورة ناصعة للأمريكيين عن الإسلام ومن أجل التأثير في السياسة الأمريكية الخارجية". وحمل يحيى هندي المسؤولية من ذي قبل للمسلمين في انفراد اليمين المتطرف ودوائر أخرى متنفذة في القرار الأمريكي وذلك ب"انطوائهم على أنفسهم وابتعادهم عن بعضهم مع أن المسلمين شاركوا في بناء الولاياتالمتحدة منذ البدايات، على عكس اليهود والأسيويين الذين شكلوا قوة فاعلة، استطاعت بطريقة ذكية وإيجابية خلق جاليات متعاونة، وأبناء دين متفاهمين فيما بينهم حول أهداف واضحة وجلية..". واعتبر الأستاذ يحيى هندي أن "أحداث 11 شتنبر، مع كرهنا لها واستنكارنا لها، جاءت بالخير الكثير للمسلمين في أمريكا، بحيث استطاع المسلمون أن يستثمروا الأحداث لتقديم الصورة الحقيقية عن الإسلام والمسلمين، إذ لا يمر يوم ولا ليلة إلا وعالم أو إمام مسلم يتكلم عن الإسلام عبر شاشات التلفزيون الأمريكي، ولا يمر يوم ولا ليلة إلا وعشرات المقالات تكتب بطريقة إيجابية عن الإسلام والمسلمين. ولا يمر يوم ولا أسبوع إلا وهناك كتاب جديد، أو محاضرات في الجامعات والمدارس والمنتديات والنوادي العامة والكنائس، وحتى المعابد اليهودية تتكلم عن المسلمين بشكل حسن". وأشار الداعية الأمريكي في هذا الصدد أن "الذين اعتنقوا الإسلام بعد 11 شتنبر ثلاثة أضعاف الذين كانوا يعتنقون الإسلام قبل ذلك، فإذا كان يقول هندي تعداد الذين يعتنقون الإسلام قبل 11 شتنبر 17 ألف فرد، فإنهم أصبحوا ما يقرب 50 ألفا وهناك إحصائيات تدل على ذلك". ع. الهرتازي