بعد انقضاء نهار كامل من إمساكنا عن كل الشهوات، وصومنا عن العمل الفاحش واللغو الطائش. نجلس وأبناءنا عند أذان المغرب على مائدة الإفطار، مطمئنين على صحة صيامنا، طامعين في توبة ومغفرة ورحمة من خالقنا عز وجل. في هذه الأجواء الدينية، وفي هذا الوقت بالذات، تأبى القناة التلفزية الثانية إلا أن تخفف علينا وعلى أبنائنا بعض عناء الصيام، فتسعى لتسليتنا وإضحاكنا بتقديمها سلسلة " لالة فاطمة" الكوميدية، كما يزعم منتجوها ومقدموها وممثلوها. والحقيقة أن أفضل وصف يليق بهذه السلسلة الكوميدية، هو أنها سلسلة إباحية وتخريبية، تخرب قيمنا الإسلامية وتميع أخلاق أبنائنا وتفسد عقول ناشئتنا، وذلك من خلال مضامين حلقاتها ومواقف ممثليها المخزية وعباراتهم السوقية. إن ما تغرسه المدرسة في نفوس وعقول ناشئتنا من تمسك بالقيم الإسلامية وتشبت بالهوية المغربية وتشبع بالمادئ الوطنية طيلة السنة، تفسده لالة فاطمة وعائلتها في شهر واحد. فهل من قيمنا الإسلامية وعادتنا المغربية أن تتجرأ البنت على أبيها وتشكوله حالتها البئيسة لأنها لم تجد صاحبا يخرج معها في الشارع! هل من قيمنا الإسلامية وعاداتنا المغربية أن يوافق الأب ابنه بل ويصحبه للسهر والرقص مع ثلة من المراهقين على أنغام آخر صيحة موسيقية غربية والتي من شروط المشاركة فيها التشبه بالأنثي! هل من مبادئنا الوطنية أن تشجع الأم ابنها على الرشوة، فهي ترشيه بالمال لكي يشهد معها الزور. إن الرشوة ضاربة أطنابها في عائلة لالة فاطمة، الجد والجدة يرشيان ويرتشيان والأب والأم يرشيان ويرتشيان والأبناء يرشون ويرتشون والجيران يرشون ويرتشون. نحن نربي التلاميذ بالمدارس المغربية على رفض ظاهرة الرشوة ومحاربتها وعائلة للالة فاطمة تسعى لتكريسها كأداة لقضاء كل المآرب. أبهذا تريدون تسليتنا وإضحاكنا" بالمسخ والخزي" الذي نراه عند أذان كل مغرب؟ برجال يتشبهون بالنساء ونساء يتشبهن بالرجال، بل إن إحداهن في هذه السلسلة وافقت بروح رياضية الزواج من ثلاثة ذكور في وقت واحد! هل هذا موجود في شرعنا وفي ديننا الحنيف؟ أهذه هي المبادئ التي تريدون غرسها وتنشئتها في نفوس الشبان والشابات؟. قبح الله سعي كل من سولت له نفسه إبطال صيامنا وإفساد ذوقنا الفني وتخريب عقول أبنائنا. خالد بوفلوس القنيطرة