وأخيرا خرجت جامعة كرة القدم عن صمتها لتبلغ الاتحاد الدولي لكرة القدم رسميا نية المغرب في الترشيح لاحتضان نهائيات كأس العام 2010 المقرر إقامتها بالقارة الإفريقية، إعلان وإن كان متوقعا فإنه يأتي في ظروف تمر فيها كرة القدم الوطنية بأسوأ مراحلها، كما أن جامعتنا الموقرة تعيش ظروفا مادية عصيبة من نتائجها عدم أداء أجور العاملين والموظفين والأطر الوطنية المسؤولة عن المنتخبات. لن نناقش ما أقدمت عليه جامعتنا وهي بطبيعة الحال مدعومة من طرف الدولة المغربية بكل مؤسساتها، ولكن فقط نود أن نسأل المسؤول الأول في الجامعة الذي من دون شك تابع مبارتي الأسبوع الماضي ووقف على المهزلة التي كان عليها مركب محمد الخامس، كما أنه يعي جيدا ما تعانيه الأندية الوطنية المفروض أن تكون المرآة التي من خلالها نسوق كرتنا عبر العالم، ألم يضع في اعتباره كل هذه المعطيات وهو يورط نفسه ويورط كل مكونات المغرب، في موضوع حسمه الاتحاد الدولي من قبل، حين رفض لثلاث مرات منحنا حق استضافة الكأس العالمية، وكنا في كل مرة نواجه بنفس التبرير، لا تتوفرون على بنية تحتية تضمن لكم إمكانية إنجاح هذا العرس العالمي، وكل ما تقدمونه مجرد أوراق وصور وماكيت لملاعب لا توجد سوى في مخيلة مسؤوليكم، الذين يفضلون التفاوض من وراء مكاتبهم الفسيحة. كم كنا نتمنى أن يعفينا الرجل من "حلم جديد" سيكلفنا ملايير ما أحوجنا إليها لإصلاح جسد كرتنا المريض، ملايير جزء منها سيذهب إلى الجيوب (...) وجزء آخر سيذهب في السفريات السندبادية، وقد يخصصون جزءا ولو يسير للترويج لملف مغشوش وفارغ لأن أهم مقوماته هي التوفر على حسن النية، والمسؤولون لدينا للأسف الشديد لم تكن نواياهم أبدا صادقة، وقد برهنوا لنا على ذلك منذ 4991، وربما قبل هذا التاريخ، لما ألفوا تنفيذ كل شيء يخطر على بالهم، حتى وإن كان سيكلف المغرب أموالا طائلة، وسيجعلهم أضحوكة بين الآخرين. عفوا قراءنا الأعزاء، لأننا لم نكن نرغب في ملء هذا الحيز بكلام مستهلك منذ سنوات، لكن ولأن المناسبة شرط، كان لابد أن نذكر من أعماهم الهوى بأننا لسنا فئران تجارب تدخل إلى المختبرات متى شاؤوا، وتقدم تخاريفهم باسم الشعب الذي تفرج على المهازل في الأسبوع الماضي، لأننا لن نحتاج إلى بلاشير ولا إلى أصوات الدول الأخرى لترفض هذا الترشيح، فملايين المغاربة المهووسين بكرة القدم يرفضون ذلك، ويقولون للمسؤولين كفى، فقد طفح الكيل.