ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    بوريطة: المقاربات الملكية وراء مبادرات رائدة في مجال تعزيز حقوق الإنسان    ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'        أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره        أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في التعليم الثانوي التأهيلي ..كتب تسب الله والدين وتسخر من المتدينين.. وعلى الأباء دفع الثمن
نشر في التجديد يوم 11 - 06 - 2002

إن تعديل منهاج تدريس اللغة الفرنسية بالتعليم الثانوي التأهيلي هو في حد ذاته إجراء مقبول ويفترض أنه يأتي في انسجام مع مقتضيات ميثاق التربية والتكوين. إلا أن التغييرات التي قامت بها وزارة التربية الوطنية أظهرت عن ارتباك واضح في التدبيرين الإداري والتربوي لهذه العملية، كما أنها ابتعدت عن جملة من المقتضيات الأساسية للميثاق المذكور حيث تصادمت مع العقيدة الإسلامية.
أولاً: في التعريف بمكونات المنهاج الجديد
من أجل تجاوز محدودية الكتاب المدرسي عمدت وزارة التربية الوطنية إلى نهج استراتيجية تدريس اللغة الفرنسية بالارتكاز على مؤلفات أدبية (شعرية، نثرية ومسرحية) جلها لمؤلفين فرنسيين. كما اقتضى التعديل توجيه الأساتذة إلى العمل بمشاريع تربوية تجعلهم أكثر التحاماً بتلاميذهم وأكثر قدرة على تشخيص نقط القوة والضعف عندهم بغية مساعدتهم على التمكن من اللغة المستهدفة بكيفية أفضل. وشمل التغيير أيضاً إضافة ساعة للحصص الأسبوعية المخصصة لهذه المادة حيث أصبحت خمس ساعات. وبالنسبة للسنة الثانية من سلك البكالوريا، فتخصص الساعة الأسبوعية الخامسة المضافة لدراسة مؤلفين أدبيين في إطار المطالعة (Lecture suivie).
جاءت ملامح المنهاج الجديد في المذكرة الوزارية رقم 100 التي التزمت بتوفير مراكز للتوثيق تشمل ملفات خاصة بالأساتذة وأخرى بالتلاميذ وكذا مؤلفات أدبية موزعة على المستويات الثلاثة وعلى الدورات. كما وضعت شهر شتنبر 2002 بداية لانطلاق المنهاج الجديد.
ثانياً: في الارتباك الإداري والتربوي
*- الارتباك الإداري:
في نهاية شهر شتنبر المنصرم، وبعد أن اشترى التلاميذ الكتب المدرسية التي كانت مقررة في السنتين الأولى والثانية بكالوريا، نزلت مذكرة وزارية تحمل رقم 100، وذلك بتاريخ 26 شتنبر في الوقت الذي وقع فيه الأساتذة محضر الدخول يوم 04 من نفس الشهر والتحق التلاميذ يوم 12 حيث اشتروا الكتاب المدرسي المقرر. فكان عليهم تحت سلطة المذكرة المتأخرة التخلص من الكتاب المذكور وشراء مؤلفات جديدة: فثمن Antigone هو 66 درهماً، و= La gloire de mon père 58 درهماً، وEugénie Grandet 82 درهماً. وإذا أضفنا إلى هذه الأرقام ثمن الكتاب المدرسي الذي اشتري بدون فائدة بمبلغ 31 درهماً تكون الحصيلة 237 درهماً فقط لمادة واحدة هي اللغة الفرنسية في مستوى دراسي واحد. ولنا أن نتصور فرحة آباء التلاميذ وأولياء أمورهم بهذه المبالغ المالية.
*- الارتباك التربوي:
إن أجرأة ميثاق التربية والتكوين هاته تركت عند العاملين في حقل التربية والتكوين انطباعاً بأن العشوائية والارتجال حاضران بقوة، ومن مظاهرهما نذكر ما يلي:
+ اكتفت مفتشيات اللغة الفرنسية بتنظيم تأطير تربوي مدته ثلاثة أيام، وذلك خلال 8-9 و10 يوليوز 2002. لكن هذه اللقاءات لم تشمل جميع الأساتذة المعنيين، ولم تكن الثلاثة أيام اليتيمة كافية للتعريف بفكر وآداب موليير Molièreوموبسان Maupassant وفولتير Voltaire، وبالتالي نقلهم إلى جبال الريف والأطلس والسهول والتخوم الصحراوية المغربية.
+ يجمع أساتذة اللغة الفرنسية على أن المنهاج الجديد لا يأخذ بعين الاعتبار المستوى المتواضع جداً لأغلبية التلاميذ في هذه المادة، كما أنهم يرون أن سنة الجذوع المشتركة قد لا تكفي فقط لما أسمته المذكرة رقم 100: La mise à niveau linguistique. بل إنه من الأنسب تخصيص سنة الجذوع المشتركة والنصف الأول من السنة الموالية للمكون المذكور بالإضافة إلى: Textes divers، مع التركيز على تعامل التلاميذ مع قواميس اللغة والقواميس المتخصصة.
+ إن العمل بالمشروع التربوي يتطلب، من بين ما يتطلب، ولكي يكون ناجعاً وناجحاً، عدداً محدوداً من التلاميذ في كل مجموعة لا يفوق 20 أو 25 على أكبر تقدير؛ أما ونحن أمام أقسام يناهز عدد تلامذتها الخمسين في غالب الأحيان وخاصة في أقسام الجذع المشترك، بل منها ما وصل إلى 68 تلميذاً كما هو حال ثانوية جابر بن حيان بسلا وفقاً لما قدمته تصريحات الأساتذة المعنيين للقناة الثانية. فكل هذا الاكتظاظ هو في الواقع من أكبر العوائق. فكيف يمكن تدريس Eugénie Grandet لتلاميذ بهذا العدد وهم في الأصل لا يستطيعون كتابة جملة مفيدة باللغة الفرنسية إلا بصعوبة كبيرة. أما تلاميذ البادية الذين لا يتوفرون على بنيات ثقافية موازية، فحدث ولا حرج.
+ إن عمل أساتذة اللغة الفرنسية بالمشروع التربوي لن يؤتي أكله كاملاً إلا إذا أدمج في مشروع شامل ومتكامل يهم المؤسسة ككل. فقد كان من الضروري التريث حتى ينضج التفكير في تغيير برامج المواد الأخرى. كما أن تدريس السياق التاريخي والسياسي لإحدى المؤلفات المقررة وفقاً لما هو وارد في كتيب التوجيهات التربوية (ص 27-28) لا يتطلب أستاذاً متخصصاً في الآداب (وليس في اللغة) الفرنسية فقط، بل يستلزم تكويناً تاريخياً دقيقاً، وهو الشرط الذي قد لا يتوفر في جميع أساتذة الاجتماعيات أنفسهم، فمنهم من يكون حاصلاً على الإجازة في التاريخ أو الجغرافيا، ويكون بحثه وميله أكبر إلى التاريخ القديم مثلاً أو تاريخ أفريقيا جنوب الصحراء أو الجيومورفلوجيا أو المناخ أو غير ذلك.
+ في مقابل الملاحظة السالفة الذكر يطرح مشكل آخر يكمن في أن المنهاج الجديد يوحد تدريس اللغة الفرنسية بين مختلف الشعب سواء كانت أدبية أو علمية أو تقنية. هذا الأمر وإن كان إيجابياً في حد ذاته إلا أنه لا ينبغي أن ينسينا خصوصيات كل تخصص.
+ يلاحظ باستغراب أن الوزارة أقرت مؤلفات لا تتوفر بالعدد المطلوب في المكتبات. وهذا أمر كان من الواجب تفاديه بالعمل على إحضار الأعداد الكافية منها قبل بداية السنة الدراسية، مما طرح من جديد مسألة استنساخ المؤلفات الأدبية وعلاقة ذلك بحقوق التأليف.
+ إن المنهاج الجديد يتحدث عن تكوين فاعل للتلميذ يعتمد ثلاث مراحل أساسية: مرحلة "التأهيل Initiation " في السنة المشتركة، ومرحلة "التمكن Maîtrise " في السنة أولى، ومرحلة الاستقلالية Autonomie في السنة الثانية. لكن هل يمكن تحقيق هذه المؤهلات دون الأخذ بعين الاعتبار ما تلقاه التلميذ عملياً في التعليم الأساسي؟. ألا يمكن القول إن الإصلاح قد طبق بالمقلوب، حيث كان الأولى البدء بالمستويات التعليمية الابتدائية؟.
+ تلزم المذكرة 100 أساتذة السنة ثانية بكالوريا بتخصيص الساعة الخامسة لمطالعة (Lecture suivie) مؤلفين مقررين هما:
Candide de Voltaire de Stendhal & Le rouge et le noir
وذلك بالتوازي مع باقي دروس اللغة الفرنسية. إلا أن الشعبة الأدبية لا تتوفر على أية ساعة خامسة، والغلاف الزمني المخصص لها يكفي بصعوبة ما هو مقرر سابقاً. فما هي الأنشطة التي يجب حذفها من أجل تطبيق التوجيهات الجديدة؟. وهل يتعلق الأمر بسوء تقدير أم أن التغيير سيهم التخصصات العلمية فقط؟. وهل يمكن تكييف المؤلفان المذكوران مع المستوى الواقعي لتلامذتنا في اللغة الفرنسية، وهو الإشكال الذي يطرح في بلدان فرنكوفونية كلية؟. علماً بأن التعليم الجامعي بالمغرب يقتصر على مؤلف واحد في جنس أدبي واحد يدرس طيلة السنة. فهل النمو العقلي للتلميذ في المستويات الثانوية هو أفضل من مستواه في المراحل الجامعية الموالية؟ وهل بإمكان تلميذنا في المرحلة الثانوية أن يدرس باللغة الفرنسية أكثر من ثلاثة مؤلفات أدبية راقية الصعوبة، فضلاً عن أشعار ومقتطفات أخرى، وكل ذلك في السنة الواحدة؟.
+ من أجل مواجهة الخصاص في الأساتذة وهو الشيء الذي طرحته إضافة ساعة في الحصة الأسبوعية، لجأت بعض النيابات (مثل بني ملال) إلى الاستعانة بأساتذة السلك الثاني من التعليم الأساسي، أو بمعلمين عرضيين حاصلين على الإجازة في الأنجليزية أو العلوم الطبيعية أو غير ذلك.
+ أدى إقرار مناهج جديدة دفعة واحدة على مختلف مستويات التعليم الثانوي التأهيلي إلى إرغام الأساتذة الذي يعملون 20 ساعة في الأسبوع على بذل مجهود كبير إضافي من أجل تحضير الدروس وإعداد الملفات وفقاً لمقتضيات المشروع التربوي. فبعضهم مطالب بتدريس أربع مستويات. فكيف ستكون المردودية؟. وهل سيتبقى وقت لإنجاز أبحاث تربوية أو استكمال التكوين حيث أصبح يتحتم على أستاذ اللغة الفرنسية أن يصبح أيضاً أستاذاً للآداب الفرنسية وللتاريخ الأوروبي وعلوم التربية وغير ذلك. فهل سيكون هذا الأستاذ مدرساً عاماً على غرار الطبيب العام؟.
ثالثاً: في التصادم مع العقيدة الإسلامية
إذا كانت المقالات المحال عليها أدناه، قد تطرقت بما يكفي إلى الارتباك التربوي الذي رافق عملية إقرار المنهاج الجديد لتدريس اللغة الفرنسية بالتعليم الثانوي التأهيلي، فإنها في المقابل لم تنتبه إلى إشكال آخر أكثر تعقيداً وأبلغ أثراً على التلقي النفسي والديني للتلميذ المغربي في مرحلة حرجة من عمره وهي مرحلة المراهقة التي تتميز بحساسية شديدة وباستعدادات أكبر للتشكيل الذهني والشخصي. فما من شك أن مطالعة وتحليل نصوص علمانية محضة ستحدث هزات عميقة في القناعات الدينية المكتسبة لتلميذ تعليمنا الثانوي، سيما إذا رافقت العملية قصدية متعمدة من قبل بعض الجهات والتنظيمات الفكرية والإديولوجية. فكيف تقبل الوزارة الوصية وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ وعموم المغاربة المسلمين أن يدرس لآبائهم النصوص المقتطفة من قراءة أولية لثلاث مؤلفات فقط والتي سنعرض إليها بعد قليل على سبيل الاستدلال والبرهنة؟. ولماذا ركزت وزارتنا المحترمة على نصوص تصطدم مع المقدس الديني ولم تقرر مؤلفات أخرى، وهي كثيرة، تنتقد بلهجات قاسية الأنظمة السياسية الأوروبية التقليدية أو المعاصرة سواء المؤلفات التي أطرت الثورة الأنجليزية أو الفرنسية أو
غيرهما، أو حتى المؤلفات التي كتبت في القرن 20 مثل الأشعار السياسية التي أبدعها J. Prévert في ديوانه الموسم بParoles؟؟. ولماذا لم تعتمد الوزارة المعنية إبداعات أباحت ونافحت عن الغزو النازي لفرنسا ضداً عن كل مبدإ وطني تحرري أو وحدوي؟. فلماذا إذن تمس الوزارة مقدس الدين ولا تقرر إبداعات تتجرأ على كشف اختلالات الأنظمة السياسية الحديثة والمعاصرة؟. وهل تكون وزارة التربية الوطنية بإقرارها لمثل هذه النصوص العلمانية الصادمة منسجمة مع مقتضيات الدستور المغربي وميثاق التربية والتكوين التي تلزم بوضوح احترام العقيدة الإسلامية؟.
1- يقول شارل بودلير Charles Beaudelaire في قصيدة الغريب Liétranger:
"إنني أكرهه كما تكرهون أنتم الله"
Je le hais comme vous haïssez Dieu
2- ويقول مارسيل بانيول Marcel Pagnol في روايته La gloire de mon père (ص 45-46):
"هذا هو عدم تسامح هؤلاء المتطرفين. هل أمنعه أنا من أن يذهب ليأكل ربه كل يوم أحد؟"، وغير ذلك من التهجم على الدين والانتصار لليبرالية.
Voilà ! Voilà liintolérance de ces fanatiques !
Est-ce que je liempêche, moi dialler manger son Dieu tous les dimanches ? Est-ce que je te défends de fréquenter ta suur parce quielle est mariée à un homme qui croit que le créateur de liUnivers descend en personne, tous les dimanches, dans cent mille gobelets ? Eh bien je veux lui montrer ma largeur diesprit. Je le ridiculiserai par mon libéralisme.
ويضيف نفس المؤلف حواراً علمانياً يتنكر فيه صاحبه لوجود الله ويتحدث عنه بلهجة ساخرة لا يمكن أن تنقل إلى مجتمع مسلم بكل هذه السهولة التي قامت بها الوزارة المذكورة. يقول الروائي الفرنسي العلماني (ص 89):
A ce nom, si clairement +obscurantiste ؛, mon père fonça un sourcil laïque, et demanda :
- Vous allez à la messe, le dimanche ?
- Ca dépendO Quand nous avons la sécheresse, moi je niy vais pas, jusquià tant quiil pleuve. Le bon Dieu a besoin quion lui fasse comprendre.
Je fus tenté de lui révéler que Dieu niexistait pas, ce que je savais de très bonne source ; mais comme mon père se taisait, je gardai modestement le silence.
وتتضمن نفس الرواية في ص 171 التصريح التالي:
"سأعبد الله إذا كان موجوداً"
Je priai Dieu- sil existait
3- أما كاي موبسان Guy Maupassant في قصة "Le Horla" فيتحدث عن أسطورة الله ويجعلها الاختراع الأكثر رداءة وبلادة، وذلك بقوله:
De là sont nées les croyances populaires au surnaturel, les légendes des esprits rôdeurs, des fées, des gnomes, des revenants, je dirai même la légende de Dieu, car nos conceptions de liouvrier-créateur, de quelque religion quielle nous viennent, sont bien les inventions les plus médiocres, les plus stupides, les plus inacceptable sorties du cerveau apeuré des créatures. Rien de plus vrai que cette parole de Voltaire : + Dieu a fait lhomme à son image, mais lhomme le lui a bien rendu ؛
رابعاً: في ردود الفعل الأولى
+ بدأت أولى ردود أفعال الأساتذة المعنيين تسجل منذ نهاية شهر شتنبر: ففي بني ملال مثلاً أعلن المدرسون رفضهم الجزئي للمذكرة 100، ورغبتهم في الاحتفاظ بالتعديلات التي تهم سنة الجذع المشترك فقط. لكن زيارة لمجموعة من المفتشين حملت جواب الوزارة: إن تطبيق المنهاج الجديد بأكمله "هو واجب". فهدأت الرؤوس المتذمرة.
+ وفي فاس عبر الأساتذة العاملون في عريضة احتجاجية عن استنكارهم و"رفضهم للقرارات المرتجلة والعشوائية التي لا تراعي أبسط أبجديات تدبير الإصلاحات والتغييرات البيداغوجية". كما نظموا وقفات احتجاجية ببعض الثانويات والنيابات الإقليمية. ومن جهتها أصدرت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم بنفس المدينة بياناً يوضح مختلف مظاهر الارتباك ويطالب بعدة استدراكات عاجلة ويشجب تصادم بعض المؤلفات المقررة مع العقيدة الإسلامية.
+ وفي مكناس نظم أساتذة اللغة الفرنسية بثانوية المولى إسماعيل احتجاجات صارخة وصلت حد العزوف عن التدريس والإضراب عن العمل.
خامساً: في المراجعات والاستدراكات
+ يجب حتماً التراجع عن المؤلفات المتصادمة مع العقيدة الإسلامية واستبدالها بالتي لا تحقق هذا التعارض مع دين المغاربة ودستورهم وكذا ميثاق التربية والتكوين الذي أنجز في ظل إجماع وطني يصد أي مساس بثوابت المغاربة وعلى رأسها الإسلام. ومن المعلوم أن نفس المؤلفين المعتمدين في منهاج الفرنسية الجديد يتوفرون على أعمال أدبية لا تحقق التصادم المرفوض.
+ على الوزارة أن تتجنب الارتباك وتعمل على تعميق التفكير والاستشارة الفعلية قبل أن تقدم على أي تغيير جديد في المقررات والبرامج.
+ يتطلب إنجاز المشروع التربوي الخاص بالمنهاج الجديد للغة الفرنسية تكاليف مالية جديدة سواء بالنسبة للأستاذ أو التلميذ على حد سواء. لذلك وجبت عناية خاصة بالشروط المادية (منح تعويضات للأساتذة وتوفير المراجع اللازمة للتلاميذ في خزانات الثانويات).
+ على الوزارة أن تدعم جودة التعليم والتحصيل المتعلقين باللغة الفرنسية على المدى المتوسط، فأي منهاج طموح يصطدم عند تطبيقه بتراجع المستوى العام لهذه اللغة.
+ إن تعميم المنهاج الجديد على مختلف مستويات التعليم الثانوي التأهيلي دفعة واحدة يتطلب بالضرورة موارد بشرية جديدة، وهو ما ليس متوفر الآن. لذلك وجب نهج الإصلاح تدريجياً.
+ إن إرادة الإصلاح لدى وزارة التربية الوطنية لم تتغلب فيما يبدو على ضغوطات أجنبية مرافقة للعملية تسعى إلى تعميق نظرة خاصة لتعليم اللغة الفرنسية وآدابها. ولهذا فإن أية شراكة مع مؤسسات أجنبية يجب أن تقوم على شفافية واضحة ودفتر تحملات سليم وملزم للأطراف المتعاقدة.
خاتمة
قدم التقرير الحالي أدلة على ارتجالية التشريع التربوي والإداري الذي تقوم به وزارة التربية الوطنية التي يغيب عنها تصور واضح لمفهوم وتطبيق الإصلاح البيداغوجي.
وإذا كانت كل الملاحظات السالفة الذكر تهم منهاج اللغة الفرنسية، ترى كيف هو حال باقي اللغات الأجنبية علماً بأن وزارة التربية الوطنية كانت قد تعهدت في بلاغ لها أصدرته خلال شهر غشت المنصرم بتطبيق إصلاحات مماثلة. فهل من متابعة لباقي اللغات وفق نفس المقاربة؟.
لائحة الإحالات:
1- أبو طه: "بعض مظاهر تعثر تطبيق ميثاق التربية والتكوين: منهاج اللغة الفرنسية في التعليم الثانوي التأهيلي نموذجاً". جريدة التجديد 24-10-2002.
2- الخياطي الهاشمي: "استياء في أوساط أساتذة اللغة الفرنسية: المطالبة بتوحيد منهجية تدريس اللغة الفرنسية بجميع الجذوع المشتركة وتوفير جميع المؤلفات". جريدة العلم 09-10-2002.
3- Ben Hdidou Lakbir, + Enseignement : La Vérité est ailleurs ! ؛ Libération, Sam/Dim 12-13 Octobre, 2002.
4- Salah SBYEA, + Enseignement secondaire : Etude des uuvres Littéraires, La Pénurie de livres reste posée ؛. Libération, Jeudi 17 Octobre 2002.
5- M. Mouloudi, + Réforme de l enseignement du Français : Des Enseignants Critiquent la Démarche Précipitée du Ministère ؛, Libération, Mercredi 23 Octobre 2002.
6- Arraichi Rachid, + Pour Une Personnalisation de L enseignement- apprentissage du Français ؛. Libération, Mardi 22 Octobre 2002.
7- Moulay Idriss Chafik, + "Le Horla" de Maupassant ou Lecriture de langoisse ؛ Libération, Vendredi 25 Octobre 2002.
8- Royaume du Maroc, Ministère de LiEducation Nationale, Journée de formation des professeurs de Français. (Cycle Secondaire Qualifiant), Juin 2002.
المؤلفات الجديدة التي تمت مراجعتها
9- Charles Beaudelaire. Liétranger, Extrait du Recueil + Petits Poèmes en Prose ؛
10- Maupassant. Le Horla.
11- Marcel Pagnol, La gloire de mon père: Souvenirs dienfance, Edition de Fallois.1988.
إعداد: الدكتور سعيد سامي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.