اعتبر الدكتور محمد الطوزي، أستاذ العلوم السياسية، أن إصلاح الأحزاب السياسية وتأهيلها بات حديث الساعة على مستوى النية والخطاب المتفائل فقط، دون أن يتحول إلى واقع معيش. وأضاف الطوزي، الذي حل مساء أول أمس ضيفا على برنامج لكل الناس بالقناة الثانية، بأن المشكلة لا تكمن في طبيعة القوانين التي ستضبط العمل الحزبي بقدر ما تكمن بالأساس في غياب الأخلاق السياسية بين الهيئات السياسية وبين الحزب وأعضائه، معطيا مثال ظاهرة ما يعرف بالرحيل والهجرة داخل البرلمان أو غيره من حزب لآخر. ولاحظ أستاذ العلوم السياسة أن واقع الأحزاب السياسية المغربية التي لا يمكنها أن تسهم بشكل مهم في صناعة القرار السياسي، واكتفاءها بدور الوسيط والممثل أسهم في العزوف عن العمل السياسي، وكرس اتجاهه نظرة سلبية سواء داخل النخبة أو داخل المجتمع، مؤكدا في الوقت نفسه على أن إعادة الاعتبار للعمل السياسي ورش كبير يجب أن يسهم فيها الجميع انطلاقا من المدرسة والأسرة والمجتمع. وأوضح ضيف عبد الصمد بن شريف، أن أزمة الأحزاب السياسية هي أزمة عامة، ولا تقتصر على المغرب، نظرا لمعاناة العمل الحزبي من منافسة قنوات أخرى، مشددا في الوقت نفسه، على أن المغرب في حاجة إلى قوة اقتراحية خاصة، بعدما فشلت المقاربة التقنوقراطية في التدبير الحكومي وأكد الطوزي أن الحداثة في المغرب ما زالت شكلانية، سواء في الجانب السياسي أو الاقتصادي. وبخصوص إصلاح الحقل الديني، لاحظ محمد الطوزي، أن موقف الدولة كراعي للممارسة الدينية غير واضح من الدين، مشيرا في السياق نفسه، إلى الرهانات التي تطرحها إعادة هيكلة الحقل الديني في عالم مفتوح، وعلى رأسها التأطير الديني، وإنتاج ما سماه بالرموز الدينية، بالشكل الذي ينافس ما يطرح في العديد من القنوات. وعلى خلاف ما طرحه محمد الطوزي من أن الفصل بين الدين والسياسة وتفادي تحكم أحدهما في الآخر، أكد الدكتور محمد ضر يف في شهادة له أوردها البرنامج لكل الناس، أن نجاح ما سماه بالسياسة الدينية الجديدة رهين بأمرين أساسيين: الأول: أن تكون السياسة الدينية متناغمة مع السياسات الأخرى بعيدا عن الاختزال. الثاني: تجاوز الفجوة الموجودة بين الخطاب الديني الرسمي والخطاب الشعبي، وإحداث تصالح بينهما. يشار إلى أن ضيق وقت البرنامج، أثر على مناقشة المحاور الهامة التي أثيرت بحيث لم تأخد حقها من التدقيق، وتم الاكتفاء ببعض الإشارات العابرة، ولوتم تخصيص الحلقة لمحور واحد، من قبيل محور الإصلاح السياسي، أو إصلاح الحقل الديني، لكان أفضل وأفيد. محمد عيادي