دعت اللجنة العربية لحقوق الإنسان السلطات القضائية الألمانية بضمان محاكمة عادلة ومحايدة للمغربي منير المتصدق المتهم من طرف النيابة العامة الألمانية بمساعدة منفذي هجمات الحادي عشر من شتنبر من العام الماضي على الولاياتالمتحدةالأمريكية. وصرح مصدر مسؤول في اللجنة العربية لحقوق الإنسان أمس (الجمعة) ل"التجديد" أن «اللجنة تطالب القضاء الألماني بالتزام الحياد والعدل في محاكمتها للمتهم المغربي وذلك طبقا للمواثيق الدولية المصادق عليها في هذا الإطار». وأضاف المصدر ذاته أن «اللجنة تنتظر انتهاء المحاكمة لإصدار بيان تكشف فيه إن كانت هناك خروقات أم لا قبل إصدار الحكم على المتهم»، وتابع بالقول «لا نريد داخل اللجنة إبداء أي تصريح حول ظروف المحاكمة الآن حتى لا يؤثر ذلك على مجرى عمل العدالة الألمانية». وأشار المصدر نفسه إلى أن اللجنة «لم تطالب بالتدخل في قضية المتهم المغربي نظرا لأن المحاكمة تجري عموما ولحد الساعة، في رأيه، وفق مسراها الطبيعي، على عكس مطالبتها سابقا بالتدخل في قضية أسرى المعتقل الأمريكي "غوانتنامو" لاعتماد السلطات الأمريكية محاكمة عسكرية في حق المعتقلين به، لكن الولاياتالمتحدة، يضيف المصدر، ترفض لحد الآن طلب اللجنة زيارة الأسرى العرب للإطلاع على ظروفهم بالمعتقل». وتتهم النيابة العامة الألمانية المتصدق بمساعدته لاثنين من المتهمين الرئيسيين في اعتداءات الحادي عشر ممن شتنبر صيف العام الماضي وهما المصري محمد عطا والإماراتي مروان الشيحي حين كان زميلا لهما في الجامعة في هامبورغ الألمانية. وكانت جلسات محاكمة المتصدق ابتدأت في الثاني والعشرين من شتنبر المنصرم بالمحكمة الجنائية في هامبورغ الألمانية، ثم استؤنفت بداية الأسبوع الجاري بالاستماع لدفاع المتهم والشهود المقدر عددهم نب 160 شاهدا. وضمن جديد محاكمة المتصدق، نفى الأخير أن يكون النادي الإسلامي في الجامعة «مرتعا للمتآمرين» وقال إنه «لم يكن أكثر من غرفة صلاة»، مضيفا أنها «كانت غرفة صغيرة ولم تكن تنظم فيها أية مناسبات أو اجتماعات»، حسبما تناقلته وكالات الأنباء أول أمس (الخميس). يشار إلى أن النادي الإسلامي، الذي كان المتصدق عضوا فيه بمعية عطا والشيحي، أسس بجامعة هامبورغ لأداء الصلوات الخمس، ويظن المحققون أنه، أي النادي، أفاد المصري محمد عطا كمكان لتجنيد الطلبة الذين كانوا يدرسون في ألمانيا لمهاجمة مواقع حساسة بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وأقر المتصدق من جديد بتلقيه تداريب عسكرية بأفغانستان على يد تنظيم القاعدة بزعامة "أسامة بن لادن"، وصرح أنه "كانت هناك أربعة مستويات متوفرة من التدريب في قندهار الأفغانية»، وأنه "لم يتلق غير تداريب تخص المستوى الأساسي". من جهة أخرى، من المقرر أن تطالب هيئة الدفاع عن المتهم المغربي محكمة هامبورغ باستدعاء كل من رمزي بن شيبة المشتبه فيه بمشاركته في التخطيط لتفجيرات شتنبر من العام الماضي، وكذا قائد الشرطة الفدرالية الأمريكية «اف، بي آي» "روبرت مولر" للإدلاء بشهادتيهما. وقال الدفاع إن قائد الشرطة الفدرالية بإمكانه "إثبات أن خلية هامبورغ لم تقم بتحريك الاعتداءات على الولاياتالمتحدة وإنما من قام بذلك هم مسؤولو القاعدة في أفغانستان". واعتبرت هيئة الدفاع في وقت سابق الاتهامات التي توجهها النيابة العامة الألمانية للمتصدق بأنها «مبنية فقط على فرضيات وليست على براهين ثابتة»، وأن المتهم المغربي "لم يكن على علم بمخططات محمد عطا ومروان الشيحي وإن قدم لهم دون قصد مساعدات أثناء دراستهم المشتركة بجامعة هامبورغ". ومن المنتظر أن تمتد محاكمة المتصدق إلى غاية متم شهر يناير المقبل بالنظر إلى كثرة عدد الشهود في القضية. يونس