اتهم أخيرا الادعاء العام الألماني مواطنا مغربيا يدعى عبد الغني المزودي بتقديم العون لتنظيم "القاعدة" في الهجمات التي استهدفت الولاياتالمتحدةالأمريكية في شتنبر 2001. ويعد المزودي، البالغ من العمر ثلاثين عاما، ثاني مغربي يدان بتهمة الضلوع في أحداث الحادي عشر من شتنبر بعد منير المتصدق الذي قضت فيه محكمة هامبورج الألمانية بالسجن خمسة عشر عاما بتهمة مساعدة خاطفي الطائرات التي انفجرت في نيويورك وواشنطن الأمريكيتين. ويزعم الادعاء العام الألماني، وفق ما نقلته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، أن المزودي كان عضوا في خلية تدعى خلية "هامبورج" التي كان ضمنها كل من محمد عطا ومروان الشيحي المتهمين الرئيسيين في تنفيذ الهجمات المذكورة. كما يزعم الإدعاء أن المواطن المغربي المتهم قضى فترات تدريب سابقة في معسكرات تابعة لتنظيم "القاعدة" في أفغانستان، قبل أن يلتحق بكلية "هامبورج" الألمانية حيث انخرط ضمن مجموعة مؤلفة من عشرة أفراد قاموا بدعم منفذي هجمات 11 شتنبر. وتعد التهم الموجهة إلى المزودي نفسها التي كانت وجهت إلى منير المتصدق في وقت مضى قبل أن تحكم عليه محكمة هامبورج بالسجن 15 عاما بتهمة المشاركة المباشرة في هجمات شتنبر، وذلك على الرغم من النفي القاطع الذي أبداه المتصدق للتهمة الموجهة إليه وتأكيده على مدى أطوار المحاكمة، التي استمرت زهاء ثلاثة أشهر ونصف، أنه لم يكن على علم مسبق بخطط هجمات شتنبر وأن كل ما قام به هو أنه ربط علاقات صداقة مع شبان مسلمين في مدينة هامبورج. فيما ركز محامو المتصدق في دفاعهم على بطلان الاتهامات الموجهة لموكلهم على اعتبار أنها انبنت، في رأيهم، على "فرضيات فقط، وليس على براهين ثابتة"، وأن المتصدق ما كان على علم بمخططات كل من محمد عطا ومروان الشيحي، وإن قدم لهما مساعدات أثناء دراستهم المشتركة بجامعة هامبورج. واعترف المتصدق، من جهة أخرى، بتلقيه تدريبات في أحد معسكرات أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، في أفغانستان عام 2000، إلا أنه نفى أن تكون له علاقة بأي منظمة "إرهابية". واتهم الادعاء العام الألماني المتصدق بلعب دور كبير في التحضير لهجمات شتنبر، بعد أن أدار حسابا مصرفيا يخص مروان الشيحي، أحد منفذي الهجمات، وأن هذا الحساب، على حد زعم الادعاء، كان بمثابة صندوق لتمويل خلية تنظيم القاعدة في هامبورج واستخدم لتسديد مصاريف التحاق منفذي الهجمات بمدارس لتعليم الطيران في الولاياتالمتحدة. و بقضية عبد الغني المزودي الجديدة، ارتفعت لائحة المتهمين المغاربة بالمشاركة في أحداث شتنبر2001 إلى أربعة متهمين، بعد كل من المتصدق في ألمانيا وزكرياء الموساوي، المحاكم حاليا في الولاياتالمتحدة منذ السادس من يناير الماضي بست تهم يمكن أن تؤدي أربع منها إلى الحكم عليه بالإعدام، ثم المتهم المغربي الأخير "ياسين شقوري"، الذي ألقت القبض عليه السلطات الأمنية بميلانو الإيطالية العام المنصرم في إطار أكبر عملية قامت به مصالح الأمن هناك ضد ما تسميه "إرهابا" عقب أحداث الحادي عشر من شتنبر. يونس البضيوي