أعرب رئيس مجلس النواب البلجيكي السيد هيرمان دو كرو عن استعداده للقيام بوساطة بين الجارين: المغرب والجزائر لحل النزاع القائم بينهما. وقال هيرمان دو كرو خلال الندوة الصحفية التي عقدها أول أمس بالبرلمان إنه سيناقش مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وضعية المحتجزين في مخيمات تندوف خلال زيارته لهذا البلد قبل متم السنة الجارية. ونوه هيرمان بالشفافية التي مرت فيها هذه انتخابات 27 شتنبر الماضي الشيء الذي مكن من حصول المرأة على تمثيلية هامة في المشهد السياسي المغربي. ونوه في هذا السياق بتضافر جهود كل الأحزاب السياسية من أجل التوصل إلى ذلك.وقال :"ان الانتخابات التشريعية ل 27 شتنبر الماضي تمثل "مكتسبا إضافيا" في المسار الديموقراطي للمغرب". وبخصوص الهجرة إلى الشمال أوضح أن بلجيكا تؤيد الهجرة الشرعية المنظمة، مضيفا بالمناسبة أن بلاده تمنح كل سنة الجنسية البلجيكية ل 15 ألف أجنبي. وقبل ذلك أجرى هيرمان مباحثات مع ممثلي أربعة أحزاب سياسية - الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال وحزب العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار- ركزت على قضايا الهجرة والتنمية الاقتصادية والبطالة. والتقى رئيس مجلس النواب البلجيكي مع محمد بن عيسى وزير الشؤون الخارجية والتعاون وتطرقا حول سبل تعزيز التعاون الثنائي . وتناولت المباحثات بينهما العلاقات بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي والوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والقضية العراقية. ووصف السيد دو كرو مباحثاته مع السيد بن عيسى بأنها كانت "صريحة ومثمرة وودية"، مؤكدا أن المغرب يشق خطاه بثبات ضمن فضاء الحريات الاقتصادية والمدنية وتوسيع سلطات مؤسساته التشريعية". وقال إن المغرب بالنظر إلى تاريخه وتميزه في الحوض المتوسطي يعتبر شريكا مفضلا لبلجيكا والاتحاد الأوروبي معتبرا أن العلاقات المغربية البلجيكية بلغت مستوى جيدا في المرحلة الراهنة. وأثناء لقاءه مع عبد الواحد الراضي أكد أن "الغنى الثقافي والإمكانيات التي يتوفر عليها المغرب وموقعه الجغرافي وتاريخه واستقرار مؤسساته واعتدال سياسته الخارجية ووزنه الإقليمي والقاري عناصر تجعل منه شريكا مفضلا ومتميزا لبلجيكا والاتحاد الأوروبي على العموم. وأشاد دي كرو بالاستقرار السياسي الذي يتمتع به المغرب وما يحققه من خطوات ديمقراطية مشيرا بالخصوص إلى ما حققته الديمقراطية المغربية بانتخاب مجلس نواب جديد في 27 شتنبر الماضي . وقال "إنه مجلس يكرس السيادة الشعبية". وذكر بلاغ لمجلس النواب أن المباحثات بين الراضي ودي كرو تناولت العلاقات الثنائية ودور المؤسستين التشريعيتين في تعزيزها والعلاقات المغربية الأوروبية والعلاقات بين ضفتي المتوسط في أفق توسيع الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى عدد من القضايا موضوع الاهتمام المشترك. وشدد على دور مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية البلجيكية في تعزيز التعاون بين البلدين وفتح قنوات للاتصال والتشاور المستمرين بين المملكتين بما يخدم مصلحتيهما ويساهم في تحقيق التنمية . واعتبر رئيس مجلس النواب البلجيكي من جهة أخرى أن توسيع الاتحاد الاوروبي وسط وشرق أروبا يجب أن لا يكون على حساب الضفة الجنوبية لحوض المتوسط داعيا الى استكشاف مجالات جديدة للتعاون الثنائي. ومن جهته استعرض السيد عبد الواحد الراضي مرتكزات الديمقراطية المغربية وحرص المغرب على أن يظل بلدا ديمقراطيا عاملا على صيانة حقوق الإنسان ومدافعا عن القيم الإنسانية. وأكد على الأهمية التي يوليها المغرب لعلاقاته مع بلجيكا التي تربطه بها علاقات تعاون اقتصادي وثقافي ويتقاسم معها العديد من القيم والتعاطي مع عدد من القضايا الإقليمية والدولية. وبين في هذا الصدد دور الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا والتي تعتبر صلة وصل أخرى بين البلدين شاكرا لشعب وحكومة وبرلمان بلجيكا الاهتمام الخاص وحسن الضيافة التي تلقاها هذه الجالية في الديار البلجيكية. ودعا عبد الواحد الراضي الاتحاد الأوروبي إلى الاهتمام أكثر بتعاونه مع بلدان جنوب ضفة المتوسط مشيرا إلى دور بلجيكا في إعمال هذا المبدأ. وأضاف أن المغرب ذي الهوية المركبة والغنية يستحضر في التزاماته الدولية علاقاته المتميزة مع أروبا في مختلف المجالات. وأكد الراضي من جهة أخرى على تشبث المغرب بقيم السلام والتسامح والانفتاح على الآخر . كما قدم توضيحات حول الضمانات التي يمنحها المغرب للمستثمرين الأجانب وإمكانيات وآفاق الاستثمار في المغرب والآليات القانونية والمؤسساتية التي وضعها لهذا الغرض . يذكر أن هيرمان دي كرو يزور المغرب بدعوة من رئيس مجلس النواب عبد الواحد الراضي رفقة عدد من رؤساء الفرق والمجموعات النيابية. وقد عقد الوفد البلجيكي جلسة عمل مع ممثلي الفرق البرلمانية تناولت عددا من القضايا الثقافية ودور برلماني البلدين في تعزيز وتنويع العلاقات القائمة بينهما. وزار الوفد البلجيكي كلا من مدن الدارالبيضاء ووجدة، هاته الأخيرة يذكر أنها عقدت توأمة مع مدينة بلجيكية. عبد الغني بوضرة