شهد مؤتمر الحوار الاسلامي الاميركي المنعقد حاليا بالدوحة جلسة مناقشات ساخنة حول العمليات الاستشهادية في فلسطين كان طرفاها الرئيسيان: الدكتور يوسف القرضاوي الداعية الاسلامي ومن الجانب الاميركي د. خالد ابوالفضل رئىس قسم القانون الدولي بجامعة كاليفورنيا وبحضور لفيف من الباحثين والمتخصصين من الجانبين الاسلامي والاميركي. وجرت المناقشات تحت عنوان شهداء أم قتلة؟.. مشكلة الارهاب والانتحاريين . وقد اوضح د. القرضاوي قناعاته برفض اطلاق صفة الارهابيين على من يمارسون المقاومة ضد اسرائيل وبالذات الذين يقومون بتفجير انفسهم معتبرا ان هؤلاء شهداء ورافضا بشدة وصفهم بالقتلة منحيا باللائمة على الجانب الاسرائيلي الذي يمارس ابشع صنوف القتل والاهانة وارتكاب المذابح ضد الابرياء والمدنيين الاسرائيليين. بينما عبر الدكتور ابوالفضل وهو من اصل مصري عن رفضه اطلاق صفة شهداء على أصحاب هذه العمليات وفي الآن ذاته رفض اطلاق صفة قتلة عليهم على وجه التعميم، وقال انه يؤيد هذه العمليات اذا كانت مصوبة ضد اهداف عسكرية وشخصيات عسكرية داخل الاراضي المحتلة. وقال انه عبر عن رؤيته استنادا الى ثوابت اخلاقية تنص عليها الشريعة الاسلامية ورغبة في كسب المعركة الاخلاقية العالمية. وتدخل في النقاش ماريان كرامر من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، والمعروف باتجاهاته الصهيونية رافضا طروحات د. القرضاوي ورأى انه وغيره من الذين ينتهجون فكره يستهدفون تدمير اسرائىل من خلال دعمهم لما وصفه بالعمليات الانتحارية وعقب عليه الدكتور القرضاوي متسائلا: ما الذي يمكن ان نقدمه اكثر مما قدمنا كأطراف عربية واسلامية مطالبا بانسحاب اسرائىل من الضفة الغربية وغزة لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. ونفى وجود اي توجه للرمي باسرائيل في البحر في المنطقة العربية حسبما تردد ذلك الآلة الاعلامية والسياسة الأميركية الصهيونية. وفي تصريحات خاصة ل الراية افاد الدكتور ابوالفضل: انني لا يمكنني ان أصف الفلسطيني الذي يقاوم هدفا اسرائىليا عسكريا بأنه قاتل او مجرم وذلك رغم ان الولاياتالمتحدة تصنف كل فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان وبالذات حزب الله حركات ارهابية وشخصيا لا اعتبر حزب الله حركة ارهابية. واضاف ان من يهاجم هدفا عسكريا هو الشهيد وذلك من منظوري.. الخاص. وردا على سؤال من هم القتلة اجاب ان الاسرائيليين الذين يستهدفون الفلسطينيين قتلة ولا شك في ذلك وأنا هنا اختلف مع الرؤية الأميركية في هذا الصدد فالذي يقوم باحتلال اراضي غيره ويغتصب حقوقهم ويقتلهم ويمارس ضدهم ألوان التعذيب المختلفة لابد ان يكون قاتلا ومغتصبا. ولكن في الآن ذاته اقول من يستهدف طفلا او شخصا ليس من اهل قتال حسب منطق الشريعة هو خائن لأخلاقيات الاسلام سواء كان ذلك متوافقا مع الرؤية الأميركية ام غير متوافق. المصدر: جريدة الراية 21/10 2002