أكدت قيادات دينية مسلمة ومسيحية ويهودية في مؤتمر صحفي باختتام فعاليات مؤتمر الدوحة العالمي للأسرة في فندق شيراتون بالعاصمة القطرية أن الشرائع السماوية لا تعترف بالجيزات التي تتم خارج مؤسسة الزواج وأن تعريف الأسرة يستمد من إجماع الديانات السماوية باعتباره علاقة شرعية بين رجل وامرأة. فقد أكد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي أن مؤتمر الدوحة يشكل لبة جديدة ومختلفة عن باقي المؤتمرات التي تبنت تعريفات عارضها علماء الإسلام في المنطقة العربية والإسلامية باعتبارها تخالف القيم والثقافة التي نؤمن بها، أما هذا المؤتمر فتميز بمشاركة علماء دين ودعاة وغيرهم فظهر المؤتمر بشكل مغاير، حيث كان هناك اتافق بين الأديان الثلاث على ضرورة الحفاظ على الأسرة وحمايتها من الأفكار التي تريد تمزيق الأسرة وتفكيكها. وشدد الشيخ القرضاوي على أهمية الحوار بين الديانات والحضارات في ظل هذه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها مؤسسة الأسرة، وأوضح لو أن الأمور سارت كما يريد دعاة الشذوذ الجنسي لانتهت البشرية بعد جيل أو جيلين. من جانبه أشار الحاخام دانيال لابن رئيس منظمة "نحو التقاليد" في أميركا إلى أن مؤتمر الدوحة ليس مؤتمرا دينيا وإنما كانت فيه مشاركة لكل الأطراف الحكومية وغير الحكومية والدينية، مشددا على أن السياسة ينبغي أن تأكد على القيم وتحفظها، وذلك ردا على سؤال حول مدى إمكانية تطبيق إعلان الدوحة من طرف الأممالمتحدة. وأكد الحاخام دانيال أن الأسرة هي مؤسسة تجمع رجلا وامرأة برباط شرعي، مؤكدا أن الأفكار التي تدعو إلى إعادة تعريف الأسرة أشد خطرا من التهديدات السياسية أو التكنولوجية. ورفض التعليق على وضع الأسر الفلسطينة والعراقية في ظل الاحتلالين الصهيوني والأميركي مذكرا بأن المؤتمر يبحث في قضايا الأسرة وحلولها بعيدا عن السياسة. من جهته شدد قداسة البابا شنودة الثالث رئيس المجلس الأعلى للكنيسة القبطية في مصر على أن الكل اعترف بأهمية إقامة الأسرة على أساس أنها تنفيذ لأمر الرب وأن كل ممارسة خارج إطار الزواج وأمر الرب تعد فسادا وخطيئة، مشيرا إلى أن مؤتمر الدوحة خرج بتعريف للأسرة عليه إجماع من الديانات السماوية باعتباره علاقة شرعية بين رجل وامرأة. وقد رفض د. ريتشارد ويلكز مدير المركز العالمي لسياسة الأسرة بأميركا الإجابة على سؤال حول دور المؤتمر في حل ما تعيشه الأسرة الفلسطينية والعراقية من مآس في ظل الاحتلال الصهيوني والأميركي. وأكد أنه ليس هناك جهة أخرى على حد علمه ستصدر بيانا آخر يمكن أن يعاكس إعلان الدوحة خاصة ما قرب انعقاد الاجتماعات حول الأسرة في الأممالمتحدة في 6 من ديسمبر/ كانون الأول الجاري. الدوحة – عبد الحكيم أحمين