تمثل منافسات كأس العرش، مناسبة سانحة لالتقاء القمة بالقاعدة، بفعل رئاسة الملك للمباراة النهائية، وكانت في السابق تشكل حدثا رياضيا غير مسبوق، وجل الفرق تتنافس للوصول إلى النهاية حتى تحظى بشرف اللعب أمام الملك. والمثير للدهشة أنه ومنذ سنوات عديدة، لم تعد لهذا الحدث التاريخي تلك القيمة والخطوة، وفقد طعم التشويق والإثارة، بسبب التأخير الذي تعرفه إجراء المباريات النهائية، إذ غالبا ما يتم إجراء نهايتين مؤجلتين في وقت واحد، والآن فهناك ثلاث نهايات لم تجر حتى الآن، مع أن الجامعة قررت البدء في المنافسات التمهيدية للموسم الحالي. وإذا كانت الجامعة والمسؤولون عن كرة القدم يتذرعون بكون هذه المناسبة تخضع لضوابط خاصة أهمها يتعلق بالبروتوكولات الملكية، فإن عدم إجرائها في الوقت المناسب يفقدها مصداقيتها، خاصة في الجانب المتعلق بالمنافسات الإفريقية، فالمغرب يشارك في هذه المسابقة دون أن يكون لديه فائز بالكأس، وبالتالي يطرح السؤال ما الداعي إلى صرف ملايين الدراهم للمشاركة في الكأس الإفريقية بفريق يتم اختياره بمزاج المسؤولين، وقد أثيرت هذه القضية في الموسم السابق حين تم اختيار فريق الوداد الرياضي رغم أنه لم يفز بالكأس وتم إرضاء المغرب الفاسي بمنحه شرف تنظيم البطولة العربية للأندية البطلة، فيما استبعد فريقي نهضة سطات ومجد المدينة، مع أنهما طرفان في إحدى النهايات المؤجلة. فمعظم الدول التي تحترم نفسها وتحترم جمهورها تبرمج منافسات الكأس موازاة مع إجراء البطولة، وتلعب النهاية فور انتهاء الموسم الكروي، حيث يكون لزاما على حامل اللقب أن يلعب مع حامل الكأس للفوز بالكأس الممتازة تكون إيذانا ببدء الموسم الجديد، لكن هذا التقليد لا وجود له في مفكرة الجامعة، التي لا يعنيها ما تعارف عليه الجميع، ويبقى إجراء نهاية كأس العرش مجردة من أي اعتبارات رياضية، ولا نعرف كيف يمكن برمجة نهايتين في وقت واحد، ووفق أية مقاييس تم اعتماد هذا النظام. إن الجامعة الملكية لكرة القدم مطالبة بإيجاد مخرج قانوني لتفادي هذا الفراغ المهول، وأن تحسم في موضوع كأس العرش بما يخدم مصلحة كرة القدم، خاصة في ظل الحديث عن الاحتراف وما شابه ذلك، وكذلك لتفادي الحرج الذي يقع نهاية الموسم لتحديد الفريق الذي سيشارك في المنافسات الإفريقية، واختيار مواعيد محددة ومضبوطة، فنحن نعتبر كأس العرش مكسبا تاريخيا وعرسا رياضيا، يوشح فيه المسيرون والفاعلون بأوسمة الاستحقاق، وتتويجا لموسم كامل من المنافسة الشريفة، فهل يفهم أصحاب القرار الرياضي أن قيمة الفوز بكأس العرش توازي أو تفوق قيمة الفوز باللقب؟