دعا الشيخ حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله القادة العرب للتضامن مع رجال المقاومة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ونسيان الخلافات فيما بينهم، وذلك خلال مظاهرة نظمها الحزب بالعاصمة اللبنانية بيروت احتفالا ببدء العام الثالث لانتفاضة الأقصى السبت 28-09-2000. وقال نصر الله الجمعة 27-9-2002م أمام أكثر من مائة ألف من أنصاره: "نحن مطالبون أن نبعد عن كل كلمة وكل شعار يمكن أن ينال من عزيمة وصلابة المقاومة الفلسطينية"، وتابع قائلا: "علينا أن نتوحد وأن ننسى خلافاتنا، خصوصا أننا نواجه حربا عاتية تشنها آلة الحرب الإسرائيلية". وانتقد نصر الله تصريحات "بعض القادة العرب واللبنانيين" التي تعتبر أن الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين جاءت بسبب عمليات المقاومة، قائلا: "هذا المنطق منطق انهزامي ومنطق إحباطي "واصمًا بالخيانة كل من يحمّل المقاومة مسئولية ما يحدث في فلسطين. واعتبر أن القادة العرب الذين يقللون من أهمية الانتفاضة ومن الإنجازات التي حققتها "يخدُمون آلة الحرب الإسرائيلية"، وقال: "هؤلاء مخطئون ويمارسون جريمة سياسية". وأكد أن إسرائيل تتحمل مسئولية كل الجرائم التي ترتكبها لأنها محتلة، معتبراً أن وقف المقاومة معناه بقاء الاحتلال، وأن رجال المقاومة ليسوا سوى "مدافعين عن الأرض والنساء والأطفال". وأشار نصر الله إلى خسائر الاقتصاد الإسرائيلي بسبب الانتفاضة، مؤكدا أنها تجاوزت 25 مليار دولار، وأن سعر العملة الإسرائيلية (الشيكل) تدهور بنسبة 20% وتقلصت موازنة الحكومة الإسرائيلية عشرات المليارات من الشيكلات. وسخر نصر الله من إعلان مسئولين عسكريين إسرائيليين بأن سلطات الاحتلال أفشلت 97% من العمليات الفدائية قائلاً: "إذا كان هذا صحيح فهذا يعني أن 3% فقط من العمليات فعلت كل هذه الخسائر بإسرائيل". جموع اللبنانيين يلوحون بأعلام فلسطين ولبنان وحزب الله وطالب نصر الله الحكومات العربية بدعم الانتفاضة بالمال والسلاح، وجدد الدعوى لمقاطعة البضائع الأمريكية، مشيراً إلى أن هذا السلاح خفَت في الوقت الحالي. وقال: "لا تصدقوا من يقولون إن المقاطعة ليست لها أثر اقتصادي، وإن كان الأمر كذلك فيكفى الأثر التربوي لها". وأكد "وجوب" مقاطعة من يوظفون مليارات الدولارات لشن الحروب على الدول العربية والإسلامية، في إشارة للولايات المتحدة. وقال: "حروبهم لن تقف عند حد العراق وستطول بعد العراق سوريا وإيران ولبنان". وتابع قائلا: "نحن مدعوون لتفعيل سلاح المقاطعة ومواجهة التهديدات الأمريكية لسوريا ولحزب الله ولإيران وللانتفاضة". وشدد نصر الله على أن أنصاره "مستعدون للنصر وللشهادة" لاستعادة المياه اللبنانية، وقال: "كل قطرة ماء لبنانية سنحميها بكل قطرة دم من عروقنا"، في إشارة لرفض إسرائيل استفادة بيروت من مياه نهر الوزاني اللبناني. وأعلن نصر الله عداءه للولايات المتحدة التي وصفها بالشيطان الأكبر، وقال: "نحن نقول لكل من يراهنون على الإدارة الأمريكية: أنتم مخطئون؛ فأمريكا قادمة للمنطقة للمزيد من النهب والاستعباد". واختتم نصر الله خطبته الحماسية بشعار ردده ومائة ألف من أنصاره: "الموت لأمريكا".