أعربت وزارة الدفاع الأمريكية عن غضبها من نشر صور تفصيلية لقاعدة "العُديد" بقطر على موقع بالإنترنت، حيث تجري الاستعدادات هناك على قدم وساق لتجهيز القاعدة حتى تصبح نقطة انطلاق رئيسية لشن عدوان أمريكي مرتقب على العراق. وقالت صحيفة "إنترناشيونال هيرالد تريبيون" في عددها الصادر الإثنين 23-9-2002: "إن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد تذمر من الموقع لدرجة أنه قال: أتمنى لو لم نكن مرغمين على التعايش معه". وكان حمد بن جاسم وزير خارجية قطر قد صرح في حوار مع جريدة "الحياة" اللندنية الأسبوع الماضي أنه أخبر دول مجلس التعاون الخليجي بالتوسعات الجارية في قاعدة العديد، بما فيها احتمال نقل القيادة المركزية بالمنطقة إليها، ولم تعترض أي دولة خليجية على ذلك. وبينما كررت قطر أكثر من مرة موقفها الرافض لضرب العراق فإن الصحيفة الأمريكية تقول: أيما كانت نوايا الولاياتالمتحدة بالنسبة للعراق، فإن المكان الوحيد الذي يمكن للناس أن يجدوا فيه حقائق لا شائعات، ومشاهدة صور تفصيلية بالأقمار الصناعية للقاعدة، ومتابعة الحشود والتجديدات والإضافات التي طرأت عليها منذ أغسطس الماضي استعدادا لضرب العراق -هو موقع Globalsecurity.org. ودأب الموقع المراقب للشئون العسكرية على نشر صور الأقمار الصناعية التي توضح الدشم والملاجئ التي تم تشييدها مؤخرا لاستيعاب الطائرات الحربية، والممرات الواسعة الحديثة التي تم تعبيدها لتناسب إقلاع وهبوط القاذفات والمقاتلات الأمريكية، فضلا عن نشر صور واضحة جدا لمرابض طائرات إعادة التزويد بالوقود. وبالتجوال في الموقع يمكن مشاهدة صور مستودعات الذخيرة ، وملاجئ الأفراد، وهي الصور التي ما كان يمكن لأحد حتى وقت قريب أن يطلع عليها سوى جواسيس القوتين العظميين، على حد تعبير الهيرالد تريبيون. وكما تقول الهيرالد: "لن تتحقق أمنية رامسفيلد؛ لأنها صناعة وتجارة مزدهرة وتدر أرباحا، والوضع مختلف عما كان عليه من قبل، فمنذ 16 عاما بدأت شركة فرنسية في بيع صور مأخوذة من الفضاء بالأقمار الصناعية ضمن مشروع مشترك مع الحكومة الفرنسية". وفي عام 1999 أطلقت شركة أمريكية قمر "إيكنوس" للفضاء الذي يمكنه التقاط صور على الأرض بدرجة وضوح تزيد عشر مرات عن القمر الصناعي الفرنسي، وتعرض بعض هذه الصور للبيع، وهي صور تصل درجة وضوحها لمشاهدة تفاصيل سيارة تقف على الأرض. وبرغم محاولات البنتاجون السيطرة على هذه التجارة بما لا يضر الأمن القومي الأمريكي، خاصة أنها هي التي ابتكرت مسألة التصوير الفوتوغرافي من الفضاء، فقد تم استصدار تشريع عام 1992 يحظر على الشركات التجارية بيع صور معينة لأي بقعة على الأرض تتقاطع و"متطلبات الأمن القومي الأمريكي أو اهتمامات السياسة الخارجية الأمريكية". قانون عام 1992 الذي يحفظ حقوق الحكومة الأمريكية في نشر الصور، قد يحرم الشركات التجارية من نشر صور قاعدة العديد التي يلتقطها القمر "إيكنوس" الصناعي، بالإضافة إلى قمر صناعي تجاري آخر تم إطلاقه في وقت سابق هذا العام. وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؛ حيث يحتج مؤيدو حرية تداول المعلومات، ومن ورائهم المؤسسات الإعلامية بأن بندا في هذا القانون غامض وغير دستوري، ويجب أن يكون هناك بالفعل خطر واضح وقائم فيما يخص الأمن الأمريكي، يمكن بموجبه حظر نشر صور ملتقطة بالقمر الصناعي. ويضيف المحتجون أن هذا القانون يتناسى أن البنتاجون باعت لشركات تجارية صورا من الفضاء تصور المناورات الأمريكية بأفغانستان في أكتوبر 2001 مقابل 4 ملايين دولار أمريكي، وكان يمكن لتنظيم القاعدة أو حركة طالبان أن يستفيدا منها، وهو الأمر الذي يجعل المسألة برمتها نظريا غير مقبولة إسلام أون لاين.نت