ان الاندلس قصة مؤلمة فعلا قصة لكننا ومن خلال كتابتنا لهذه السطور نعلم تمام العلم أن هذا المجد قد انتهى وضاع وصارت الاندلس الفردوس المفقود.. الا انه لا مناص في قراءة صفحات هذا المجد السليب وهذا التاريخ الثري.. لنقرأ كيف تقام الامجاد وكيف تضيع للاستفادة منه في نهضة أمتنا ورفعتها وندرك خبرة الماضي خير من أن نسعى ولا ماضي لنا ولا خبرة. عندما تقرأ تاريخ. أجدادك تعلم بالفعل المدى الذي وصلت اليه أمتك الآن… عند انتهائي من قراءة كتاب قصة الأندلس عوامل النهضة واسباب الانحطاط شعرت بحرقة وحزن شديد… الأندلس وما أدراك ما الأندلس تلك البلاد التي فتحها القائدين المغورين موسى بن نصير وطارق ابن زياد في القرن الاول هجري حكمها قادة شجعان وجهادوا لإعلاء راية الإسلام عاليا في أول معركة سميت ببرباط والتي قادها طارق ابن زياد بعشرة آلاف مجاهد مواجهين قوة القوط والتي بلغ عددهم مئة ألف مقاتل وكان نصر المسلمين انتصارا مبهرا بفضل من الله وتلتها انتصارات أخرى مكنت المسلمين اسبانيا والبرتغال حاليا… ومن أبرز قادة المسلمين الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل اعلاء كلمة الاسلام قائد أموي فر من الدولة العباسية وهو عبد الرحمن الداخل الذي وحد الأندلس بعد كبوات والذي أسس دولة الأمويين بالأندلس بعد انهيارها بالمشرق وكان لهذه الدولة الفضل الكبير في ازدهار وقوة الأندلس وبعد تهاون وتفتت الدولة الاموية مرت الأندلس من عدة فترات قوة وانحطاط وابرز عوامل هذا الانحطاط تفتت الأندلس الى طوائف ساهم في التخاذل والتآمر وتحالف. ملوك هذه الطوائف مع الصليبيين ضد بعضهم البعض حتى جاء من سيوحد كلمته في هذا البلد ويعيد مجدها بعد مذلة وشنار وهو أمير المسلمين الأمير المغربي يوسف ابن تاشفين قائد معركة الزلاقة و موحد الاندلس وجامع كلمة المسلمين في الشمال الافريقي وشبه الجزيرة الابيرية وبعد كل قوة ضعف.. لمع نجم دولة أخرى أسست على عقيدة غير صالحة والتي هيمنت على تلك الفترة لسنوات طويلة وكان مؤسس هذه الدولة محمد بن تومرت الذي كان يصف نفسه بالمهدي المنتظر وأقيمت نواة هذه الدولة إثر المويعة والانحلال الذي مرت منه الدولة المرابطية وكان لهذا الأمر السبب الكبير في سقوطها وسطوع نجم الدولة الموحدية والتي مر منها عدة أمراء كان من أبرزهم يعقوب المنصور الذي في عهده ازدهرت الدولة الموحدية وتوسعت وبعد كل هذه القوة انهارات الدولة الموحدية وبدأت اشارات انهيار الاندلس تظهر بعد تحالف مملكة ارغون وقشتلة وهذا ما أدى الى سقوط عدة مدن أندلسية بفعل تخاذل حكام هذه المدن واستسلامهم في وجه الصليبيين وبفعل حب الدنيا واهمالهم للآخرة وابتعادهم عن القرآن والسنة النبوية ومع هذا كله فقد سقطت قرطبة واشبيلية وختمها ابن الاحمر الصغير بتسلميها لغرناطة آخر حصون الاندلس وبها انتهت مرحلة حكم المسلمين للاندلس بعد زهاء ثمانمئة سنة من حكمهم لها بعدما بنيت قصور ومساجد آية في الروعة ومباني وحدائق لم تكن مثلها في جميع أصقاع العالم في ذلك زمان وأنجبت مفكرين وعلماء ما زالت بصمتهم إلى وقتنا هذا … بعد هذه الحقبة المهمة من تاريخ المسلمين ومن خلال هذا السرد أنه ما كان تاريخ الاندلس وتاريخ بصفة عامة يوما بكاءا على الاطلال ولا عيشا في صفحات الماضي انما كان لأخذ الدروس والعبرة… والذي يجب أن يشغلنا الآن هو ان نقف مع تاريخ الاندلس وقفة نفهم منها أحداث فلسطين وجميع بلدان الثورات العربية والإسلامية ودور الشعوب والأفراد في قضية فلسطين حتى لا تصبح أندلسا أخرى.