أطلق سراح المواطن عبد الحق رضوان ليلة أول أمس ووصل إلى بيت عائلته بالقنيطرة على الساعة التاسعة ليلا، بعد اختطاف دام أربعة وعشرين يوما. دخل عبد الحق رضوان إلى بيته ليلة الأحد الماضي، في اللحظة التي كانت فيها جريدة "التجديد" في زيارة لعائلة المختطف لاستجوابهم عن ظروف الاعتقال، فظهر الرجل وقد تغيرت صورته وشكله، وحلقت لحيته إلا من شعر قليل بدأ ينبت من جديد، وبدت عليه علامات الضعف والإرهاق. وعندما سألناه عن حاله، امتنع عن الإدلاء بأي تصريح تفصيلي نظرا لظروفه الخاصة، واكتفى بقوله :" حاصر منزلي أزيد من عشرين شخصا، فكسروا الباب وشهروا المسدس في وجهي، وعصبوا عيناي وأخذوني إلى مكان مجهول، وقاموا بنتف لحيتي". تجدر الإشارة إلى أن عبد الحق رضوان من مواليد 1963، وهوتاجر متجول، يقطن بدوار أولاد وجيه بالقنيطرة اعتقل يوم الجمعة 23 غشت 2002، بعدما طوق بيته بعشرين رجلا، حسب شهود عيان قالوا إنهم من رجال المخابرات، وبعدما فتشوا بيته واحتجزوا 500 درهم، وكل وثائقه وكناش الحالة المدنية لأخيه كمال رضوان، والصور التذكارية لعائلته وحزام زوجته الفضي، وبعض الكتب منها "سبل السلام"، و"فقه السنة" و"حياة الصحابة" ثم انصرفوا تاركين البيت مفتوحا. وفي نفس السياق صرح لنا السيد كمال رضوان أخ المختطف أنه حاول جاهدا معرفة مكان أخيه وتوجه إلى كل الأماكن، منها السجن المركزي بالقنيطرة، ومركز الأمن الوطني الذي لم يطلب بعض المعلومات التفصيلية من قبيل الصورة، كما قصد كمال مكتب المخابرات. غير أن كل هذه المؤسسات صرحت بأنه لا علم لها بأي شيء، رغم أن أخ المختطف شاهد رجال المخابرات في ذلك اليوم يراقبون تحركات أخيه. وارتباطا بالموضوع لا تقتصر الاختطافات على مدينة القنيطرة بل تعدى ذلك إلى جماعة سيدي الطيبي التابعة لإقليم القنيطرة حيث تغيب السيد حسن الدرداري الملقب بحسن الطنجاوي حوالي شهرين ونصف عندما كان متوجها من سيدي الطيبي إلى مدينة طنجة في بداية غشت الماضي. وكان الرجل يستعد لترحيل زوجته إلى القرية بعدما قام بإصلاحات في بيته. ويشار إلى أن حسن الدرداري عاد من أفغانستان رفقة أخيه الأصغر، وقد كان الأمن يتتبع حركاته حسب ما ذكر والده، وقد سبق لقائد منطقة زومي بإقليم شفشاون أن استنطقه هو وأخوه الأصغر ولم ينكر أنه كان متواجدا بأفغانستان حسب ما صرحت لنا به أمه، وبعد استنطاق القائد بأربعة أيام لم يظهر لحسن أي أثر. ويشار إلى أن حسن من مواليد 1972، وهو متزوج وله ثلاثة أبناء أكبرهم سارة وتبلغ من العمر ست سنوات كما أن عائلته لم تبلغ عن اختفائه. وعرفت منطقة سيدي الطيب أيضا غيابا لبعض الأشخاص يجهل لحد الساعة مكانهم ومن هؤلاء عبد العزيز فضيلات وأخوه، وسبق لرجال الداخلية أن فتشوا بيته حسب ما قالت زوجته: "في أحد الأيام من أواخر شهر غشت أتى بعض الرجال يطرقون الباب ولم أرد أن أفتح وهذه عادتي لأن زوجي غير موجود، فما كان منهم إلا أن كسروا الباب ودخلوا المنزل بالقوة، وهم حوالي عشرة أفراد أراني أحدهم بطاقة الداخلية، ففتشوا البيت، وحجزوا كتابا تحت عنوان: "النذير" للفيزازي. وشريط فيديو وثائقي حول الشيشان، وكان حينها عبد العزيز مسافرا ولم يعد لحد الساعة". عبد العزيز من مواليد 1973وله 4 أبناء وزوجتان. وحسب أحد الحقوقيين فإن هذه الاختطافات والاعتقالات لا تمت للقانون المغربي بصلة، ولا تحترم حقوق الإنسان سواء في الأديان السماوية أو القوانين الوضعية، كما يتساءل أهل المختطفين عن دواعي شن الاعتقالات في صفوف أناس صالحين ذنبهم أنهم يؤدون صلاة الفجر ولهم كتب وأشرطة. ولماذا لا تتعامل السلطات مع أباطرة المخدرات ومروجي الأشرطة البورنوغرافية بنفس الأسلوب، كما يتساءل البعض عن ماهية التركيز على هذه العناصر؟ ولماذا اختيار هذا الوقت بالذات، ومحاولة ترويع السكان من كل ملتح، وتصويره كوحش مخيف ينبغي للمواطنين أن يتجنبوه. خديجة عليموسى