عبرت روسيا عن رغبتها في المساهمة في حفظ السلام في أفغانستان من خلال عرضها تقديم مساعدات عسكرية واقتصادية وتزويد أفغانستان بالطائرات وقطع الغيار والأسلحة من أجل استمرار السلام والاستقرار ولإعادة تجديد عرى العلاقات مع أفغانستان. يأتي هذا العرض الروسي وسط تجدد وازدياد المخاوف والقلق بخصوص مستقبل أفغانستان واستقرارها بعد انسحاب القوات الدولية كذلك يأتي بعد الخوف المتزايد في موسكو من الوجود الأميركي في أقطار آسيا الوسطى. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف ان روسيا على استعداد لتقديم الطائرات والمروحيات أما تقديم الاستشارة والتدريب فيرجع إلى رغبة السلطات الافغانية وشدد على ضرورة انشاء جيش أفغاني قوي لمواجهة التهديدات المستمرة من قبل معسكرات «الإرهاب» وكذلك تجارة المخدرات. وحذر من أن تنظيم «القاعدة» مازال موجودا ولم يتم القضاء عليه بعد. وجاءت تصريحاته هذه بعد زيارة وفد عسكري افغاني بقيادة وزير الدفاع الافغاني الجديد الجنرال محمد فهيم. وقد خلف فهيم الجنرال أحمد شاه مسعود الذي كان يتولى قيادة قوات تحالف الشمال وقتل العام الماضي. وتعتبر زيارة هذا الوفد إشارة مهمة على رغبة القيادة الافغانية الجديدة في استعادة العلاقات الرسمية مع الروس الذين كانوا يدعمون قوات التحالف الشمالي في حربها ضد طالبان التي طردتها من معظم اجزاء البلاد. وقد استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير الدفاع الافغاني. وقد اتخذت روسيا عدة خطوات من أجل توثيق العلاقات مع الحلفاء الجدد الذين خلفوا طالبان ومن ضمنها المساعدات الانسانية حيث كانت أول من قدم مساعدات انسانية للأفغان بعد سقوط العاصمة كابول في العام الماضي. وجاءت زيارة الجنرال محمد فهيم بعد زيارة قام بها وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الذي قال ان حميد قرضاي رئيس الادارة الانتقالية سيقوم بزيارة إلى روسيا في بداية مارس وقد عقد الوفد الافغاني والذي ضم بين اعضائه مسؤولين عسكريين كبارا اجتماعات مع وزير الطوارىء الروسي سيرغي شوغير وقام بزيارة لمصانع الطائرات والاسلحة وعبر الوفد عن شكره وامتنانه للمساعدات الانسانية الروسية المقدمة إلى أفغانستان ومن بينها انشاء مدرسة لإزالة الألغام كما انهم توصلوا إلى اتفاق مع الروس يقضي بعدم مطالبة الافغان بمتأخرات إيجار السفارة الافغانية في موسكو. وقال الجنرال فهيم ان بلاده بحاجة لصيانة المعدات التي بحوزتها ولا تحتاج اسلحة روسية جديدة حيث ان لديها مخزونا كافيا من الاسلحة السوفياتية. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف انه من المنطقي تقديم خدمات روسية لافغانستان حيث ان كافة الاسلحة الافغانية هي روسية او سوفياتية الصناعة ولكنه اكد على انه لا نية لدى موسكو للتدخل في السياسات الداخلية الافغانية لانها تدرك خطورة ذلك. وقد علق اليكسي ميلاشنكو خبير في شؤون وسط آسيا على الزيارة بقوله ان زيارة الجنرال فهيم ذي الاصل الطاجيكي تأتي ضمن لعبة تمارسها المجموعات العرقية والسياسية المختلفة داخل الادارة الافغانيةويقول انه يعتقد ان الجنرال فهيم اراد لفت انتباه موسكو تجاه طاجكستان اقرب دول وسط آسيا لروسيا والحليف القوي لردح طويل من الزمن لمؤازرة قوات تحالف الشمال الافغاني وعلى ضوء ازدياد الوجود الأميركي في المنطقة. وفي اشارة الى الاهتمام الدولي المتزايد في منطقة وسط آسيا قال ميلاشنكو: نحن على مفترق طرق ولو لم يكن لنا حضور لتوجه فهيم الى واشنطن بدل موسكو. اما وزير الخارجية ايفانوف فقد قال انه يؤيد الوجود الاميركي في منطقة وسط آسيا بناء على التصريحات الرسمية الاميركية بانه وجود مؤقت وسينتهي بنهاية الحرب ضد الارهاب. تايمز