عقد مكتب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) بولاية أوهايو مؤتمرا صحفيا يوم الخميس 29 من أغسطس لإعلان مساندته لقضية رفعتها سيدة مسلمة أمريكية لاستئناف حكم محكمة صدر ضدها يدينها بتهمة توجيه " تهديد متصاعد" لرجال الشرطة في حادثة وقعت مساء يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001. فقد أصدر هاري وايت وهو قاضي بأحدى محاكم ولاية أوهايو حكما يوم الأربعاء 28 أغسطس يدين حليمة علي وهي مسلمة من أصل أفريقي أمريكي بتهمة تهديد 12-13 شرطيا من شرطة الولاية كانوا قد ألقوا القبض عليها مساء الحادي عشر من سبتمبر 2001. وقد وقعت الحادثة حين أوقف رجال شرطة سيارة يقودها عم السيدة حليمة علي السيد يوسف عليم وبجواره السيدة حليمة وأبنها محمد ياسين البالغ من العمر 14 عاما على أحد الطرق السريعة بولاية أوهايو، وذلك لشك رجال الشرطة في راكبي السيارة لإرتدائهم "ثياب عربية"، وفقا لتقارير الشرطة. ويقول رجال الشرطة أن السيدة حليمة هددتهم بعد أن أنزلوها من السيارة هي وأبنها وعمها وطرحوهم أرضا على وجوههم على جانب الطريق وكبلوهم، إذ هددتهم حليمة لفظيا وتحدثت بألفاظ مسيئة للولايات المتحدة. وقد أودعت الشرطة السيدة حليمة وعمها السجن لمدة ثمانية أيام بعد الحادثة وأودعت أبنها في أحدى دور الرعاية قبل أن تفرج عنها وترفع القضية إلى القضاء. وقد سبق للمحكمة أن حكمت مسبقا – في نفس القضية - بأن توقيف الشرطة لسيارة السيدة حليمة بسبب ثياب ركابها العربية هو أمر غير دستوري، ولكنها حكمت في 28 أغسطس بإدانة السيدة حليمة بتهمة توجيه "تهديد متصاعد" لرجال الشرطة، وحكمت عليها بالسجن 188 يوم قضت منها ثمانية أيام في شهر سبتمبر 2001 مع إيقاف تنفيذ 180 يوما. وتقول حليمة علي أنها تعرضت لمعاملة غير لائقة من قبل رجال الشرطة يوم الحادثة دون ذنب، وأنها لم تشعر بالإرتياح لقيام رجال الشرطة بتفتيشها، وأنها كانت تفضل – ومن حقها دستوريا - أن تقوم شرطيات بتفتيشها، كما أنها لا تتذكر تفوهها بأية عبارات تهديدية لرجال الشرطة، وإن كانت قد شعرت بالخوف عندما طرحها رجال الشرطة أرضا على وجهها وأحاطوا بها ووجهوا أسلحتهم نحوها وقد وضع أحدهم ركبته على ظهرها. كما وصفت حليمة علي حكم المحكمة ضدها بأنه "عدائي". وقد ذكر السيد جاد حميدان مدير مكتب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) بولاية أوهايو أنه من الصعب أن تشكل سيدة "تهديدا متصاعدا" لحوالي 12-13 شرطيا مسلحين وهي مكبلة وملقاة على الأرض وقد وضع أحدهم ركبته على ظهرها، وأن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) يشعر بأن إدانة المحكمة للسيدة حليمة علي هو حكم "غير عادل". وقد نظم مكتب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) بولاية أوهايو مؤتمرا صحفيا ظهر يوم الخميس 29 أغسطس لإعلان مساندته للسيدة حليمة علي في مساعيها لاستئناف حكم المحكمة الصادر ضدها. وكان جاد حميدان قد حضر يوم الأربعاء 28 جلسة المحكمة التي أدانت السيدة حليمة على، وذكر أن بعض التعليقات الصادرة عن حاضري الجلسة – في حق السيدة المسلمة كانت عبارات جارحة، وقال "من الصعب تصديق أنه يوجد في أمريكا - في يومنا هذا - مستويات عالية من الجهل والحقد" وأضاف حميدان قائلا "أنه لولا العنصرية لما تم إيقاف سيارة السيدة المسلمة من البداية". وقد أثارت القضية صورا مختلفة من التمييز الذي يتعرض له أبناء الأقليات الدينية والملونة داخل أمريكا. وفي واشنطن أعرب نهاد عوض المدير العام لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) عن مساندة المجلس للسيدة المسلمة وأضاف قائلا "سوف ندعم السيدة المسلمة في جهودها لاستئناف الحكم الصادر ضدها لأنه حكم ظالم ويعكس الهستيريا التي انتقلت من الشوارع إلى حجرات بعض المحاكم في أمريكا". (كير – واشنطن 30/8/2002)