عبر مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) عن استيائه ونقده الكبيرين لما أسماه "بالهستيريا" التي انتابت بعض وسائل الإعلام في الولاياتالمتحدة بصفة عامة وفي ولاية فلوريدا بصفة خاصة بعد حادثة ايقاف ثلاثة شبان مسلمين - في الساعة الواحدة من صباح يوم الجمعة 13 سبتمبر - على أحد الطرق السريعة في ولاية فلوريدا للشك في ضلوعهم في نشاط إرهابي. وقد تم القبض على الشبان الثلاثة بعد أن اتهمتهم زبونة بأحد مطاعم ولاية جورجيا - كانوا قد توفقوا به للإستراحة في طريقهم إلى ولاية فلوريدا الأمريكية – بإنخراطهم في حديث مشبوه عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وقد قادت شكوى الزبونة الشرطة الأمريكية إلى تتبع سيارة الشبان الثلاثة وإيقافهم على أحد الطرق السريعة بولاية فلوريدا وتفتيشهم وتفجير أحدى حقائبهم خشية في أن يكون فيها متفجرات وإعتقالهم للتحقيق معهم، حتى أفرج عنهم في الساعة التاسعة مساء يوم الجمعة. وقد أفرجت الشرطة عن الشبان الثلاثة بعدما تبين برائتهم، وتبين أن الشبان الثلاثة هم طلاب في كلية الطب كانوا في طريقهم إلى أحدى كليات ولاية فلوريدا لبداية برنامج تدريبي طبي. ولكن بعد أن أثارت وسائل الإعلام الأمريكية زوبعة إعلامية حول القضية والإتهامات الموجهة للشبان المسلمين والتي تبين كذبها، إذ إنشغلت معظم وسائل الإعلام الأمريكية بنقل وقائع القبض على الشباب الثلاثة وتفتيشهم وتفتيش سياراتهم على مدى ساعات كاملة من البث التلفزيوني والإذاعي المباشر وعلى شبكة الإنترنت، وذلك وسط سيل من الإتهامات وإطلاق الأحكام. كما أصر رجال الأمن لفترة طويلة على التمسك بشكوكهم تجاه الشبان الثلاثة. وقد ذكر نهاد عوض المدير العام لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) في لقاء مع شبكة السي إن إن الأمريكية بأن" الحادثة كانت إختبار لسياسية السلطات الأمنية تجاه المسلمين والعرب في أمريكا ولموقف بعض وسائل الإعلام من قضية التعددية، كما برهنت الحادثة على خطورة أن يتحول الشك في الأفراد بناء على ملامحهم أو ردائهم أو طريقة حديثهم إلى دوافع وسياسات يتحرك على أساسها رجال الأمن". وأشار عوض إلى أن موقف بعض وسائل الإعلام من الحادثة هو موقف فيه تناقض لأن الإعلام بالغ في نقل الحادثة والتعامل معها في الوقت الذي صمت فيه بشكل يكاد يكون كليا عند القبض على روبرت جولدشتاين وهو طبيب يهودي أمريكي وبحوزته ترسانة من الأسلحة والمتفجرات وخطة لتفجير حوالي خمسين مسجد ومركز إسلامي بولاية فلوريدا خلال الشهر الماضي، ولم تحظى قضيته والتي أكتشفت من منذ أكثر من أسبوعين على واحد بالمئة من التغطية الإعلامية التي حازت عليها حادثة الجمعة الكاذبة. وأوضح نهاد عوض أن كير عملت خلال يوم الجمعة عن قرب مع أسر الشبان الثلاثة وذويهم والقيادات المسلمة بمناطق أقامتهم لتنسيق جهد وعمل الأسر الإعلامي والقانوني، كما أبدى المجلس استعداده لتبني قضية الشبان الثلاثة، لضمان عدالة سير الإجراءات القانونية في قضيتهم. وقد عقد مكتب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) مؤتمرا صحفيا عصر الجمعة – في مدينة ميامي بولاية فلوريدا - للتعبير عن موقف المسلمين الأمريكيين تجاه الحادثة، وقد أكد المجلس خلال المؤتمر الصحفي على مساندة المسلمين في أمريكا لجهود السلطات الأمريكية لحماية أمن وسلامة المواطنين والبلاد، وعلى أن تحقيق ذلك يتطلب من السلطات الأمريكية أن تبنى رؤيتها وتحركاتها على أدلة قوية واضحة وليس على مجرد شكوك أو وشايات وهو الأمر الذي يعرض حرية وحقوق المواطنين الأمريكيين للخطر ويعتبر أيضا تهديدا للقوانين والدستور في الولاياتالمتحدة. (كير – واشنطن: 14/9/2002