استنكر مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) حادثة الاعتداء على المركز الإسلامي بمدينة تلاهاسي بولاية فلوريدا، وذلك عندما قام سائق شاحنة بصدم شاحنته بالمسجد في محاولة لتدميره بدافع الكراهية، وقد اعترف السائق خلال التحقيقات بعدائه للمسلمين. وقد ألقى المجلس باللوم – في بيان صدر عنه اليوم - على مجموعة من الكتاب اليميين المتطرفين الذين عمدوا إلى تشويه صورة الإسلام في الإعلام الأمريكي بعد الحادي عشر من سبتمبر، وأوضح المجلس أن الدعاية السلبية التي يقوم بها هؤلاء الكتاب تمثل بيئة خصبة لنمو مشاعر الكراهية والعداء للمسلمين لدى بعض النفوس الضعيفة التي لن تتورع عن التعدي على المسلمين والعرب في الولاياتالمتحدة. وقد وقعت حادثة الإعتداء على المركز الإسلامي في تلاهاسي – والتي وصفتها تقارير الشرطة بأنها جريمة مدفوعة بدافع الكراهية للمسلمين - في الساعة السابعة والنصف مساء الإثنين الخامس والعشرين من مارس، إذ اقتحمت المسجد شاحنة يقودها سائق يدعى تشارلز فرانكلين (51 عاما)، وقد استطاعت الشرطة القبض عليه بعد أن فر هاربا. وقد اعترف فرانكلين خلال التحقيقات – وفقا للتقارير التي أصدرتها الشرطة – بأنه كان يمكنه تدمير المسجد لو وضع عبوات مليئة بمواد متفجرة في مقدمة شاحنته، كما ذكر خلال التحقيقات أنه حاول الالتحاق بالجيش الأمريكي لكي يتمكن من قتل المسلمين ولكنه لم يوفق في ذلك. وذكر تقرير لوكالة أسوشياتد برس أنه عثر على انجيل ملفوف في قطعة قماش زرقاء على الكرسي الأمامي بالشاحنة التي داهمت المسجد. وقد بادر المسؤولون في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) بالإتصال بإدارة المركز الإسلامي للإطمئنان على المسلمين هناك، وقد أوضح مسئولو المسجد أن تكلفة إصلاح الدمار الذي لحق بمسجدهم بسبب هذه الجريمة تتعدى الثلاثة آلاف دولار، كما ذكروا أن المسجد نفسه تعرض لهجمات تخريبية مساء الحادي عشر من سبتمبر الماضي. وقد طالب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) الجهات الأمنية بتلاهاسي بتكثيف حمايتها للمسجد والمراكز الإسلامية خلال الأيام القليلة القادمة. كما دعا المجلس أهل الخير إلى التبرع لإصلاح الدمار الذي لحق بالمسجد من جراء الإعتداء الأخير عليه، ويمكن لراغبي المساعدة الإتصال بكير للحصول على عناوين المسؤولين عن المسجد. وتعليقا على الحادثة ذكر نهاد عوض المدير العام لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) أن "كير تستقبل يوميا العديد من التقارير عن هجمات مسيئة للغاية يشنها كتاب يمينيين متطرفين على الإسلام، وهم كتاب يتعدون في كتاباتهم التعليق السياسي والديني المشروع إلى الإساءة إلى الديانة الإسلامية. هذه الهجمات المستمرة والتي تثير القراء سوف تقود بشكل حتمي قلة ضعيفة النفوس داخل مجتمعنا إلى ترجمة الكلمات المعبئة بالكراهية إلى هجمات قاتلة". وطالب عوض قادة الرأي والصحافة بأن يقوموا علانية برفض هذا النوع من دعاية الكراهية. كما طالب المسؤولين السياسيين بتجنب بعض المواقف والتصريحات التي تخلق شعورا بالخوف في الأوساط المسلمة مثل بعض حملات التفتيش القائمة على أدلة ظنية التي قادتها السلطات في العشرين من مارس الماضي بايعاز من بعض رموز الجالية اليهودية الأمريكية وفقا لما ورد في بعض التقارير الصحفية. وأوضح عوض أن هناك أمثلة كثيرة للكتاب أصحاب الإتجاه اليميني المتطرف، وعلى رأسهم كتاب مثل دانيال بيبس وبعض من يسمون أنفسهم بخبراء الإرهاب مثل ستيفن امرسون. وقد انتقد بابيس مؤخرا تدريس التاريخ الإسلامي والديانة الإسلامية في المدارس الأمريكية، كما طرح امرسون في الأسواق مؤخرا كتابا بعنوان "الجهاد الأمريكي"، وهو عبارة عن مجموعة كبيرة من الإفتراءات على الإسلام والمسلمين في أمريكا. كما أشار عوض أيضا إلى برامج وتصريحات اليميني المتطرف بات روبرتسون صاحب برنامج "نادي السبعمائة"، والذي يحتوي على اساءت شبه يومية للإسلام ، كما أشار أيضا إلى قيام القس الأمريكي الشهير فرانكلين جرهام بوصف الإسلام بأنه "دين شرير" بعد الحادي عشر من سبتمبر، وإلى مطالبة الكاتبة الأمريكية آن كولتر بغزو البلدان الإسلامية وتحويل سكانها إلى مسيحيين، وإلى اقتراح أحد محرري مجلة ناشيونال ريفيو "ضرب مكة بقنبلة نووية"، وإلى أن الأوساط الأمريكية المحافظة لم تقم باستهجان هذه التصريحات. والجدير بالذكر أن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) قد أحصى أكثر من 1800 شكوى من اعتداءات تعرض لها المسلمون والعرب في أمريكا منذ الحادي عشر من سبتمبر الماضي. التجديد -كير – واشنطن 26/3/2002