ذكرت بعض الصحف الإسبانية صباح الخميس الأخير أن بعض المسؤولين عن الحزب المغربي الليبرالي طالبوا عبد الرحمان اليوسفي الوزير الأول المغربي والمدير المسؤول عن جريدة "الاتحاد الاشتراكي"، بالاعتذار علنا وبشكل واضح عن نشر الجريدة مقالا يسيء إلى شخص جلالة الملك والمسؤولين الرسميين بالمغرب. وأوضحت جريدة "لاراثون" في عددها ليوم الخميس 22 8 2002 أن هذا الحزب المغربي اعتبر أن المقال المذكور يعارض ويناقض مشاعر المغاربة قاطبة، ويمس أحاسيسهم الوطنية في العمق. وأكدت جريدة "لاراثون" في نفس العدد أن نفس المصادر دعت وزير العدل المغربي في بيان أصدرته إلى تحريك مسطرة قضائية ضد المسؤولين على الصحيفة التي نشرت المقال، معتبرة أنه قد حان الوقت لكي تحاكم هذه الجريدة على ما اقترفته بعيدا عن "الحصانة" التي تتمتع بها. من جهتها أوضحت صحيفة ABCالإسبانية أن هذا المقال المنشور "أثار ضجة في الأوساط السياسية المغربية. بحيث أبرزت هذه الصحيفة أن نشر هذا المقال جاء في ظروف حساسة جدا، تميزت على الخصوص بذكرى احتفال المغاربة جميعا بذكرى ثورة الملك والشعب، وبقرب فترة الاستحقاقات الانتخابية المقبلة في السابع والعشرين من الشهر المقبل. وذلك في إشارة إلى كون ذكرى عشرين غشت هي ذكرى تخلد ارتباط الملك بالشعب، في الوقت الذي يبرز فيه المقال المنشور بجريدة الاتحاد الاشتراكي والمأخوذ من أحد المواقع الموجودة على شبكة "الأنترنيت" مخالفا ومناقضا لهذه الفكرة. ومعلوم أن جريدة الاتحاد الاشتراكي سبق وأن نشرت مقالا لها في عددها ليوم الخميس 51 غشت الجاري، يدور حول قضية الهجرة السرية، ويتحدث عن معاناة المغاربة مع هذا المشكل العويص. وفي إطار حديث صاحب المقال عن هذه المعاناة حمل المسؤولين المغاربة أسبابها ومن ضمنهم "الملك" حيث قال في الفقرة الأخيرة: "وبينما يعيث المدراء والوزراء والملك فسادا، يواجه العمال المغاربة خطر العنصرية والفاشية المتنامية في الدول الأوروبية". ويشار إلى أن جريدة الاتحاد الاشتراكي نشرت "اعتذارا" متكررا في العددين المواليين. هذا في الوقت الذي عبرت فيه العديد من الفعاليات الصحفية وغيرها عن "استيائها" من الطريقة التي صيغ بها "الاعتذار" والتي "لا يفهم منها القارئ شيئا إذا لم يقرأ المقال المذكور"، توضح بعض المصادر الصحافية. وقد اتصلت "التجديد" بالسيد محمد زيان رئيس الحزب المغربي الليبرالي الذي أكد ما جاء في الصحف الإسبانية، وقال أن العبارة المتعلقة بأعضاء الحكومة والموجودة في المقال تقع تحت المسؤولية المباشرة للوزير الأول التي هو أعلم بأعضاء حكومته. لكن فيما يتعلق بجلالة الملك فالأمر مختلف تماماعلى اعتبار أن ذلك يخدش مشاعر المغاربة أجمعين. وأبرز السيد زيان أن بعض المصادر أكدت له أن العبارة المسيئة لشخص الملك غير موجودة في الأنترنيت كما ادعت ذلك الصحيفة الإشتراكية. ويضيف أن وزارة العدل ملزمة بفتح تحقيق لتوضيح المعطيات ولتحديد المسؤوليات، خاصة إذا اتضح أن الأمر مقصود وليس مجرد خطإ إعلامي بسيط. وأكد السيد محمد زيان أن الوزير الأول اليوسفي ملزم بتقديم اعتذار علني للشعب المغربي مشيرا إلى أن " عهود الإنقلابات" وعهود " النظريات الأوفقيرية" قد ولت إلى غير رجعة، وأن دولة الحق والقانون التي ترسخت قواعدها فب المغرب تفرض محاسبة كل من يحاول المساس بها أو بمقدساتها. على صعيد آخر قالت الصحف الإسبانية أن الملك الإسباني خوان كارلوس بعث ببرقية تهنئة إلى جلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد الشباب والذي ويصادف هذا العام عامه التاسع والثلاثين. وأضافت هذه الصحف أن هذه البرقية تضمنت عبارات الود والصداقة بشكل يوضح متانة الروابط التي تجمع بين العائلتين الملكيتين في إشارة إلى عدم رضاها عن هاته البرقية وتلك التي سبقت في الثلاثين من يوليوز الماضي بحيث تؤكد أن عبارات الود والصداقة التي يعبر عنها خوان كارلوس تجاه المغرب وعائلته الملكية تأتي في ظروف تتميز العلاقات الثنائية بين البلدين بتوتر ملحوظ على إثر اندلاع أزمة جزيرة تورة المغربية والتي كادت أن تشعل حربا بينهما بحيث سمحت الوساطة الأمريكية بتهدئة الأوضاع وجلوس الطرفين إلى طاولة المفاوضات. ومعلوم أن الشارع السياسي الإسباني يبرز صورة المغرب بشكل دائم سواء عبر صحفه أو غير ذلك في صورة الشخص المعادي للمصالح الإسبانية. أحمد حموش