في جنازة مهيبة أمها آلاف المواطنين من أهالي جنين والمحافظة انطلق موكب الشهيد القائد نصر خالد جرار قائد كتائب القسام في جنين والذي اغتالته يد الغدر الصهيونية في بلدة طوباس يوم الأربعاء الأخير، فوسط هتاف آلاف الحناجر المطالبة بالثار القسامي لعلم من أعلام المقاومة في فلسطين ورجل تمثل حياته تاريخ الحركة الإسلامية وتطورها في هذه الأرض المباركة خرج الجثمان من مشفى جنين الحكومي محمولا على الأكتاف وطاف شوارع مدينة جنين وفي كل شبر فيها ذكرى لهذا القائد " يا شارون حضر الأكياس ..جاي الرد من حماس " يا خالد بن الوليد .جبنالك عريس جديد ، يا عمر بن الخطاب جبنالك شيخ الشباب ، لقد كان التأثر باديا على وجوه الجميع ، فالشهيد لم يكن رجلا عاديا ، فعدا عن كونه مؤسس الاتجاه الإسلامي في سجون العدو في العام 1978 ، وعدا عن كونه قضى 16 عاما من عمره في سجون العدو ، وعدا عن كونه من أبرز النشطاء الاجتماعيين في محافظة جنين وخاصة على صعيد العمل الخيري ومساعدة المحتاجين ضمن عمله في لجنة أموال الزكاة ، كان الشهيد أحد أركان كتائب القسام أيضا ، وخرجت من بين يديه أول سيارة مفخخة لكتائب القسام في انتفاضة الأقصى والتي انفجرت في مدينة الخضيرة في أوائل انتفاضة الأقصى. لقد كان علما عرفته كل جنين التي بكته على بكرة أبيها إلى أن أوصلت نعشه إلى مقبرة الشهداء في واد برقين حيث مسقط رأسه ، الشيخ خالد سعيد أحد قادة الحركة الإسلامية في منطقة جنين قال في تأبينه : لقد فقدت فلسطين رجلا قضى حياته كلها في الجهاد حتى غدا تاريخه يمثل تاريخ الحركة الإسلامية ، معددا مناقب الشهيد التي لا يملك المرء إلا أن يقف إجلالا وإكبارا لها القائد العظيم ، أما الشيخ خالد سليمان فقد ركز في كلمته على ضرورة استمرار المقاومة منوها الى الأصوات النشاز التي تتآمر وتسمسر على القضية الفلسطينية ، في حين نعى قدورة موسى في كلمة القوى الوطنية والإسلامية هذا العلم الأغر الذي أفنى نحو 20 عاما من حياته في مقارعة الاحتلال إلى أن لقي الله شهيدا . لقد شاءت الأقدار أن يدفن كل قسم من جسد الشهيد في مكان ما من ارض فلسطين فرجله ويده اليمنى ، بترتا قبل نحو عام ونصف قرب بلدة قباطية خلال محاولة اغتيال فاشلة للشهيد ، أما رجله الثانية فقد بترت خلال معركة مخيم جنين في نيسان الماضي حيث كان أحد المقاومين رغم إصابته السابقة حيث بترت رجله لدى انهيار قسم من مبنى هدمه الصهاينة عليه ، أما القسم الثالث من جسده فقد بقي في طوباس تحت أنقاض المنزل الذي هدم عليه ، في حين شيع اليوم ما تبقى من هذا الجثمان الطاهر ، ليرسم بجسده خارطة فلسطين التي قضى عقدين من حياته وهو يدافع عنها ببندقيته دون كلل أو ملل. ومن جهة أخرى تعهدت كتائب الشهيد عز الدين القسام بالانتقام لاغتيال الشهيد القائد الشيخ / نصر خالد جرار 46 عاماً قائد كتائب القسام في جنين و استمرار المقاومة ما بقي الاحتلال. و قال البيان إن الشيخ جرار استشهد بعد ظهر يوم الأربعاء 14-8-2002م عندما حاصرت قوات العدو ودباباته المنزل الذي تحصن فيه مطالبينه بالاستسلام ولكن شهيدنا القائد أبى إلا المواجهة مفضلاً خيار الاستشهاد والمقاومة رغم إحكام الحصار عليه وهو القائد الذي بترت قدماه وإحدى يديه في شهر ماي 2001م أثناء مهامه الجهادية عندما كان يحضر إحدى العبوات الناسفة ، وقد غطى الشهيد البطل انسحاب إخوانه المجاهدين وبقي يقاتل أعداء الله المغتصبين ويطلق الرصاص على جنود البغي الذين يحاصرونه وهو القعيد ذو اليد الواحدة ، وعندما فشل جيش من جنود العدو في مواجهة القائد قاموا بتلغيم المنزل بالمتفجرات وتفجيره عليه " .