ظاهرة انتشار العري الفاحش، والزنا، والخنا، والفجور من الظواهر البارزة في المجتمع المغربي، بل هي الظاهرة التي باتت تطغى على المشهد العام في بلادنا، وتشغل بال كل غيور على دينه وقيم مجتمعه، حيث تنخرط في هذه الموجة الفاسدة أفواج جديدة كل عام مما يجعل الحديث عن احتوائها أو محاصرتها حديثا من قبيل اللغو والهراء في غياب جبهة دينية كفيلة بمقارعة جبهة التفسيق النشيطة على كل المستويات. ومن الأدلة على استفحال الأمر، وانفراط العقد، وتفاقم الحالة الأخلاقية ما أضحى ينتشر بين ذكور وإناث بلادنا من علاقات "بلا حدود" وخُذْنِيَّةٌ ترتب عليها فشو الزنا والفاحشة بشكل خطير، حيث يعلم الله وحده كم من "عملية زنا" تحدث في الدقيقة الواحدة والساعة الواحدة، وكم من مكان، وبيت، ومخبإ، وفندق، ووكر يأوي الزناة من أبناء بلادنا المسلمة، بل إننا نكاد نكون من فرط انتشار الزنا والمجاهرة بالمعصية قاب قوسين أو أدنى من ذلك الزمن الذي أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم به حيث يمر الرجل بالرجل يزاني خليلته علانية، فلا يمنعه وإنما يقول له >هلا تنحيت جانبا< أو كما في الحديث. ونتيجة لهذا الوضع الخطير، وهذه الإباحية البغيضة، وقع الصدود والعزوف عن الزواج في أوساط الشباب والرجال الأمر الذي خلف أفواج العانسات اللائي فاتهن القطار من غير أن يطرق بابهن خاطب ولا طالب، حيث أن أرقام العوانس في بلادنا بسبب هذا الوضع كما كان في الجاهلية الأولى يوم كان الرجل إذا بشر بالأنثى يظل وجهه مسودا وهو كظيم؟!! وفي هذا السياق يأتي النداء الذي أرسله أخ لثلاث فتيات لم يتقدم لخطبتهن أحد وذلك بركن "فضاء للحوار" بالعدد 814 من جريدة التجديد تحت عنوان: (من ينقذ المحصنات العفيفات من العنوسة) حيث ظهر من خلال هذا النداء وهو نداء أسر كثيرة لم تجرؤ على إرساله أن مطرقة العنوسة لا تضرب فقط الباغيات والفاسقات، وإنما تضرب كذلك المحصنات العفيفات الطاهرات، بل أصبحنا الآن نتحدث عن عنوسة الرجال كذلك، وهي ظاهرة آخذة في التوسع والانتشار؟ المقاربة الصحيحة لتفسير ظاهرة العنوسة، هذا الكابوس الذي يؤرق الأسر والأمهات والآباء والفتيات، لا تكمن بالضرورة في غلاء المعيشة والبطالة ومشكل السكن، وإنما يتعلق الأمر بالدرجة الأولى بهذه الفوضى الجنسية، وهذه الإباحية المقيتة التي اجتاحت بلادنا حيث نال الكل بغيته من الشهوات من غير حاجة إلى مهر وتكاليف حياة، أو حمل وإرضاع ورعاية عيال.. خلاصة الأمر أن المرأة المغربية بتماهيها مع المرأة الغربية، وتحللها من كل القيم، وعرض جسمها، وبيع عرضها رخيصا من غير ثمن، قد جنت في آخر المطاف على نفسها وعلى غيرها من الطاهرات، وسعت مختارة طائعة إلى حتفها وهلاكها، فضاع منها الزواج، والبيت، والسكن، والذرية، فانطبق عليها بسبب انغماسها في الدناءة والعهر وما ترتب عن ذلك من وضع اجتماعي مأساوي المثل العربي القائل: "على نفسها جنت براقش". فهلا اعتبرت؟؟! المصطفى الناصري أستاذ بالتعليم الأساسي مراسل التجديد الجديدة