تحتضن الرباط ابتداء من اليوم الجمعة والسبت 12 و13 دجنبر الجاري القمة الدولية حول التوحد تنظمها، بشراكة مع كلية الطب والصيدلة بالرباط و جامعة محمد الخامس، شبكة الكفاءات المغربية الأمريكية والجمعية الأمريكية -التوحد يتحدث- و المركز الوطني للبحت العلمي والتقني و الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج و شؤون الهجرة. هذا الحدث العلمي الناذر والهام، الذي ستحتضنه كلية الطب والصيدلة بمدينة العرفان، سيشلط الضوء، حسب المنظمين، على كل الجوانب التشخيصية والعلاجية والاجتماعية لهذا المرض، و ذلك بمشاركة ثلة من الخبراء الدوليين في هذا المجال من الولاياتالمتحدةالأمريكية.، أسيا و أوروبا ألى جانب المختصين المغاربة في المهجر و داخل المغرب. وكشفت الورقة التقديمية للندوة أنه " يجب الاعتراف بان نقص الموارد البشرية من أطباء متخصصين في الطب النفسي للأطفال وأخصائيين نفسيين وأخصائيين نفساني-حركي وأخصائيين في النطق والتخاطب و مربيين خاصين في التحفيز، المؤهلين و المتخصصين في الرعاية الصحية الأولية للمصابين بالتوحد". بالإضافة إلى جانب ضعف مستوى وعي المجتمع المحلي بالتوحد، " يعتبران عائقا رئيسيا لزيادة الخدمات المقدمة للأطفال المصابين بهذا المرض واضطرابات النمو الأخرى". وفي هذا، السياق، تؤكد الورقة التقديمية للندوة، توصل " جديد بريس" بنسخة منها، أن اضطرابات التوحد أو اضطرابات النمو الشامل تعتبر من العاهات الخلقية التي يمكن أن تسبب ضررا كبيرا على مجالات الاندماج التفاعل الاجتماعي والتواصل في شقيه اللفظي والتعبيري والسلوكيات النمطية وأنها تتميز بضعف أو تأخير في وظائف تتعلق بنضوج الجهاز العصبي المركزي. وأوضح المصدر ذاته، أن معايير التشخيص تتطلب بالضرورة أن تصبح الأعراض واضحة على الطفل و ذلك في سن ثلاث سنوات. كما يؤثر التوحد على المخ، وذلك بتغييره لكيفية ارتباط وانتظام الخلايا العصبية ونقاط اشتباكها؛ " لكن حتى الآن لم يفهم المختصون جيدًا كيف يحدث هذا الأمر". وأشار المصدر إلى أن مرض التوحد يصيب مابين 1 إلى 2 من كل 100 فرد في أنحاء العالم، ويصاب به الأولاد 4 مرات أكثر من البنات، وعادة ما يلاحظ الآباء مؤشرات التوحد في العامين الأولين من حياة الطفل وتتطور هذه المؤشرات تطورًا تدريجيًا. " لكن بعض الأطفال المصابين بهذا المرض يتطورون في النمو بشكل أكثر من الطبيعي ثم يبدؤون في التراجع أو التدهور"، وأردف منظمو الندوة في الوثيقة ذاتها، أن الهدف الأساسي القمة الدولية للتوحد هو جلب الى طاولة النقاش كل الجمعيات و المنظمات الحكومية المختلفة التي يمكن أن تحسن وضع الأشخاص المصابين بالتوحد في المغرب وتعزيز تآزر الموارد من مختلف الأجهزة الحكومية وغير الحكومية في محاولة للاستفادة من الخبرة الفنية والمعرفية للأطباء و المختصين ذوي الصيت العالمي الذين سيحضرون المؤتمر. و تأمل هذه القمة كذلك " أن تكون بمثابة نواة وقاعدة للتعاون في المستقبل بين مقدمي الرعاية و المتدخلين لدى المصابين بالتوحد المغاربة ونظرائهم الدوليين، مما سيسهل النقل المستمر للمعلومات وتبادل أفضل للممارسات على الأمل في تحسين حياة الأفراد المصابين الذين يعانون من التوحد في المغرب وتدريجيا دمجهم في المجتمع"، حسب مصدر " جديد بريس".