شدد مشاركون في وقفة تضامنية مع فلسطين، نظمت بمراكش يوم السبت بالمنتدى العالمي لحقوق الإنسان، على ضرورة أدراج تجريم التطبيع من الكيان الصهيوني الغاصب في التوصيات الأخيرة للمنتدى، معتبرين في كلمات ألقيت بالمناسبة أن قضية تحرير فلسطين قضية مركزية وذات أولوية، وهي في صميم الدفاع عن حقوق الإنسان في العيش بكرامة في وطنه ودون قيد أو استغلال. وشارك في الوقفة المئات من الناشطين في مجال حقوق الإنسان والمدافعين عن القضية الفلسطينية من مختلف دول العالم، والتي برمجت في المنتدى بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتزامن مع 29 نونبر. ورفع المشاركون الذين كانوا يتدثرون بالكوفية الفلسطينية، الأعلام الفلسطينية إلى جانب شعارات صدحت بها حناجرهم، تطالب بتحرير واستقلال فلسطين، وتندد بالجرائم الصهيونية التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني كل يوم، من خلال الحصار الغاشم على غزة وكل المناطق المحتلة، وسجن وتقتيل الفلسطينيين المدافعين عن أرضهم وعزتهم وكرامتهم. ودعا المتظاهرون خلال هذه الوقفة التي كان تتوسطها صورة كبيرة للمسجد الأقصى، إلى استنكارهم الشديد المس بالمقدسات الإسلامية، وحيوا صمود المقدسيين الذين يخوضون جهادا يوميا من أجل ردع المستوطنين المتغطرسين والذين يحاولون في كل مرة اقتحام المسجد الأقصى. كما طالبوا برفع الحصار عن قطاع غزة الذي يعيش مآسي إنسانية. من جهة ثانية حمل ناشطون طيلة المنتدى صدريات خضراء تدعو إلى مقاطعة الكيان الصهيوني لزجره عن ممارساته العدوانية اليومية. وفي السياق ذاته عرف معرض الصور الذي نظمته منظمة الأونروا للتضامن مع اللاجئين الفلسطينيين بمراكش، زيارات قياسية وصلت حسب أحد المنظمين إلى أكثر من 100 ألف زائر خلال يومين، وقف خلالها الزوار من خلال صور ضخمة ومعبرة على المآسي التي يعيشها الفلسطينيون وخاصة اللاجئون في ظل الاحتلال الصهيوني، معبرين عن تضامنهم الكلي مع الشعب الفلسطيني في نضاله وكفاحه المستميت من أجل تحقيق حقوقه كاملة ومواجهة الحصار الصهيوني الجائر. وفي مساء يوم السبت غضت إحدى قاعات السينما بمراكش بآلاف الناشطين المدافعين عن القضية الفلسطينية والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني، من أجل حضور عرض فني قدمته فرقة "الثلاثي جبران" العالمية، والتي أتحفت الحاضرين بمعزوفات رائعة بأداء جماعي على العود استخدمت فيه مؤثرات ضوئية في غاية الإتقان، وتفاعل مع ذلك الجمهور بالإنصات التام خلال العرض، وبالتصفيق الطويل عند انتهائه. وقال سمير جبران قائد الفرقة في كلمة مؤثرة جدا "دخلنا جميع صالات العالم، وأدينا معزوفاتنا وعرفنا بالقضية الفلسطينية، وأملنا أن ننشد في "القدس محررة" قريبا. وتحول باب القاعة السينمائية إلى فضاء لالتقاط الصور مع الفرقة، ومكث الجمهور طويلا يردد أغاني ثورية تعبر عن عودة قوية لمظاهر التضامن مع القضية الفلسطينية. و "الثلاثي جبران" فرقة عود موسيقية فلسطينية، من مدينة الناصرة. تتألف من الإخوة جبران، سمير ووسام وعدنان، جميعهم يتقنون التأليف الموسيقي والعزف على آلة العود، بينما يتولى الشقيق الأوسط صناعة آلاتهم، هذه الحرفة التي ورثها عن والده وطوّرها بالدراسة في معهد أنطونيو ستراديفاري في إيطاليا. وهي أول فرقة في تاريخ الموسيقى الشرقية تضم ثلاثة عازفي عود. اتخذ الثلاثي، باريس مكانا لإقامتهم ومنها ينتقلون ويجوبون العالم. وقد رافق الثلاثي جبران الشاعر الراحل محمود درويش ثلاثة عشر عاماً، في أكثر من 30 عرضا في معظم دول العالم، وكانوا قد كسبوا من خلالها رواجا وشهرة تجاوزت المحيط إلى العالمية.