نساء يحكين عن تجارب ناجحة في عالم المال والأعمال أكد مشاركون في أولى ورشات القمة العالمية الخامسة لريادة الأعمال والمخصصة لمناقشة وتبادل الآراء حول قضايا مرتبطة بريادة الأعمال النسائية بالمغرب وإفريقيا والعالم أن إفريقيا تملك الوسائل الضرورية من أجل تطوير مقاولاتها لكنها في حاجة أكثر الى التنظيم والتشبيك والولوج الميسر للمعلومة، داعين الى تقديم مزيد من الدعم للمقاولات النسائية خصيصا. وشدد أول المتدخلين في هذه القمة المنظمة تحت شعار " تسخير التكنولوجيا لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال"، وأغلبهم نساء على "ضرورة تمكين النساء عمليا من أجل ولوج عميق لعالم المقاولة والتي خاضت فيها أشواطا مهمة، وبرهنت أنها قادرة على إبداع أفكار جديدة وتحقيق إنجازات كبيرة". وأكدوا أن فرض قيود على الولوج في المعلومة يقتل روح المبادرة ويساهم في اتخاذ خطوات خاطئة لا تساهم حتما في ازدهار البلدان. واستعرضت الورشات المتتالية طيلة صباح يوم الاربعاء 19 نونبر، وسط حضور إعلامي كبير، تجارب عدد من النساء الناجحات كانت من بينهن مقاولات مغربيات، فيما تحدث مريم شديد التي قادت رحلة فريدة نحو القطب الجنوبي، عن تجربة ممتعة وصعبة رفعت في آخرها العلم المغربي لأول مرة في ذلك المكان الشديد العزلة والخالي من الحياة وبظروف مناخية جد صعبة. وقالت شديد في حديث أمام عدد من المقاولات الشابة إنها تجد سعادة كبيرة وهي تذهب كل يوم الى عملها وتجد سعادة أكبر وهي عائدة الى منزلها للقاء طفليها. وأضافت أن الصعوبات التي تجدها في العمل تحولها الى فرص حقيقية من أجل الرفع من الإنتاجية. وقالت باربارا رئيسة مقاولة كبيرة بزمباوي إن التمويل لم يكن أبدا عائقا لإنجاح مقاولات النساء، مشيرة أن تجارب بدأت صغيرة لكنها استطاعت أن تشق طريقها في عالم الأعمال والذي لا يؤمن سوى بالعمل الجاد والمثابرة دون تمييز في الجنس أو اللون. وقال موسى رئيس جمعية المبتكرين من أجل مجلس التنمية بمالي في تصريح للتجديد إن المقاولات في أفريقيا خاصة النسائية قادرة على اللحاق بدرب الدول الصاعدة، إذا ما اعتمدت على معرفة مواردها وتنظيم عملها. وأشار أن الاستمرار في طلب الدعم من الدول المانحة لم يعد مجديا، إذ يمكن لتظافر مقاولات محلية وإقليمية على الاستفادة من تجارب بعضها البعض، لأن "الذكي الذي يركن الى زاوية صغيرة" يصبح مع مرور الوقت بدون فعالية. وقالت زليخة نصري، مستشارة الملك محمد السادس في افتتاح اليوم الأول الذي يصادف يوم النساء المقاولات المنظم بمقر الأممالمتحدة في نيويورك، أن الأشواط التي قطعها المغرب في مجال تمكين النساء وضمان حقوقهن في المساواة والكرامة، خاصة إقرار مدونة جديدة للأسرة، ودستور 2011، ساهمت بشكل كبير في دعم النساء لولوج عالم الاقتصاد والمال. وشددت بيني بريتزكر كاتبة الدولة الامريكية في التجارة على أهمية التربية والتكوين في خلق مقاولة مواطنة قادرة على التنافس والإنتاج المثمر. وأضافت أن المقاولة النسائية على الخصوص لها مهام الدفع أكثر باقتصادات الدول الصاعدة سيما أنها بقيت خلال فترة زمينة بعيدا عن الفعل الاقتصادي في هذه البلدان. وأشارت مريم بنصالح رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب أن الجميع مطالب بالانخراط في الديناميكية التي يعرفها بلدنا من أجل المساهمة في دعم النساء المقاولات. وأضافت أن بالرغم من أن نسبة النساء المقاولات مازالت دون التطلعات، لكن العقد الأخير أظهر مما لا يدع مجالا للشك أن النساء وضعن أرجلهن على الطريق الصحيح، مستدلة بنسبة المقاولات النسائية التي تمت إنشاؤها في العقد الأخير، والتي أظهرت مدى التطور الإيجابي في المجال. وقدمت بنصالح تجارب نساء مغربيات تألقن في جميع المجالات خاصة في مجال السياسة والمال والأعمال، مؤكدة أن تطور ولوج المرأة الى هذا عالم المال المليء بالمخاطر لكن أيضا بالفرص، شجعته الإصلاحات الأساسية التي تم المبادرة إليها في المغرب وعلى راسها إصلاح مدونة الأحوال الشخصية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. من جهة ثانية أبرزت بنصالح أن سوق الشغل المغربي غير قادر على استيعاب أعداد طالبي الشغل، وبالتالي هناك حاجة الى مبادرات خلاقة من أجل أنشاء مقاولات جديدة تستجيب لحاجة السوق وقادرة على توظيف الموارد البشرية خاصة في الميادين المهنية الجديدة، مع استغلال الروح السائدة لدى الشباب الآن والطامحة الى الانخراط بمقاربات ابتكارية في مسار التقدم الذي تقطعه بلادنا. ونصحت بنصالح كل مقاولة تريد الدخول الى الميدان بالتحلي الأمل وعدم الاستسلام للتجارب الفاشلة الأولى، داعية الى دمج الجرأة مع الولع، والمخاطرة بالشجاعة والالتزام بالإصرار، لأنها جوانب هي روح المقاولة. وشكل هذا اليوم فرصة كبيرة لتبادل وتقاسم الأفكار بشأن أفضل الممارسات وإلقاء الضوء على بعض قصص النجاح ذات الصلة على الصعيد العالمي، فضلا عن صياغة توصيات واقتراح تدابير ملموسة لتعزيز موقع النساء في ريادة الأعمال وأتيح لللمشاركين في هذا الحدث الخاص الاستفادة من دورات إرشادية يشرف عليها رؤساء تنفيذيون وخبراء دوليون، وكذا من لقاءات ثنائية مع رجال أعمال بهدف استكشاف فرص الشراكة وتطوير الأنشطة الاستثمارية. وعمل المنظمون على خلق فضاء تواصلي وتفاعلي على الانترنيت بحسابات خاصى لكل مشارك، تتيح له التعريف بنفسه والخدمة التي يمكن أن يقدمها واهتماماته الاساسية، حيث ساهم ذلك في تنظيم وتنشيط عدد من اللقاءات الثنائية المثمرة، كما ساهم في ظهور مبادرات جديدة لتكتل المقاولات المغربية ونظيرتها الافريقية. يشار أن الجلسة العمومية الرسمية تنطلق اليوم الخميس بمشاركة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، وعدد من الوزراء المغاربة، ويشارك في القمة التي تنعقد ما بين 19 و21 نونبر الجاري وتقام لأول مرة ببلد عربي إفريقي حوالي ثلاثة آلاف من رجال الأعمال ورؤساء الدول وكبار المسؤولين الحكوميين ومقاولين شباب من مختلف دول العالم. وترمي القمة العالمية لريادة الأعمال، التي أطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما سنة 2009، إلى مد الجسور بين رجال الأعمال والبنوك والمقرضين والمستثمرين وغيرهم في الولاياتالمتحدة والمجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم. وينتظر أن تنمح في منح جائزة الابتكار العالمي من خلال العلم والتكنولوجيا، والتي أطلقتها وزارة الخارجية الأميركية، بهدف تحفيز الابتكار وريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا. وتهدف المسابقة إلى تشجيع الشباب المبتكر في 43 بلدا، بتقديم الدعم المالي والتوجيه اللازم لإطلاق مقاولاتهم. وتمإطلاق دورة 2014، قبل أسابيع، وتبارى خلالها 30 مشاركا في فئتي "لأفكار" و"المقاولات الناشئة" منها مقاولة مغربية.