تحقق حلم السفير الأمريكي، دوايت بوش الذي عبر عنه في وقت سابق بالعاصمة الرباط، حين عبر عن أمله في أن تتحول المدينة الحمراء إلى ما يشبه «مكة» فتحولت مدينة مراكش منذ أمس الأربعاء إلى محج لنساء ورجال أعمال من كل ربوع العالم للمشاركة في أشغال الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال. فقد انطلقت أمس الأربعاء فعاليات الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال، التي تنظم بشكل مشترك بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، بحضور نسائي عالمي متميز كان بمثابة إشارة انطلاق العالم سيتواصل ما بعد انتهاء الأشغال الجمعة المقبل. وتميزت أشغال فعاليات الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال أمس الثلاثاء بتخصيص يوم لريادة الأعمال النسائية شاركت فيه شخصيات مرموقة، خصوصا زليخة نصري، مستشارة جلالة الملك محمد السادس، وجيل بايدن، عقيلة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي من المنتظر أن يحظى باستقبال ملكي على هامش القمة وأيضا ليتباحث مع مسؤولين مغاربة حول «مواضيع عدة» بينها مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف وذلك في جولة تقوده إلى كل من أوكرانيا وتركيا. جمع هذا الحدث نساء مقاولات من أجل تبادل وتقاسم الممارسات الجيدة، وكان مناسبة من أجل أن يسترجعن رفقة زليخة نصري، مستشارة جلالة الملك محمد السادس، وهي تتحدث في هذا اللقاء الذي من شأنه أن يعزز الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين المغرب والولاياتالمتحدة، أن يسترجعن التطور الذي عرفته مكانة المرأة المغربية في عهد الملك محمد السادس والدور الذي أضحت تلعبه إلى جانب الرجل في عالم المقاولة ومساهمتها في إنعاش الاقتصاد من خلال إنشاء مقاولات نسائية. ولم تتردد زليخة نصري، مستشارة جلالة الملك محمد السادس، في التذكير في هذا اللقاء، الذي يروم تمكين المقاولات بإفريقيا من الاستفادة من المبادرات الدولية الموجهة لتشجيع المقاولة النسائية، أن تشدد على ضرورة أن توفر الدول الشروط المواتية لمساعدة المقاولات النسائية ذلك أن المجتمعات المزدهرة هي التي تعمل جاهدة على إدماج جيد للمرأة وتمكينها من المشاركة في كل مراكز القرار كما يعيش ذلك المغرب. عرفت يوم ريادة الأعمال النسائية منطلق أشغال الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال ، الذي يتزامن أيضا مع يوم النساء المقاولات المنظم بمقر الأممالمتحدة في نيويورك، بحضور سفراء مبادرة «ريادة الأعمال النسائية في إفريقيا»، باستحضار كاتبة الدولة الامريكية في التجارة، بيني بريتزيكير، لقصص نجاحات لسيدات مقاولات أمريكيات وعبر العالم. وأكدت كاتبة الدولة الامريكية في التجارة، التي توجد ضمن وفد أمريكي يضم ابرز المسؤولين الأمريكيين في الوقت الذي تعرف فيه القمة غيابا شبه تام للحضور الفرنسي سواء على مستوى المسؤولين أو المقاولات والإعلام الفرنسي خاصة بعد فتور العلاقات بين الرباط وباريس، أكدت أن نجاح المرأة ينعكس بكل تأكيد على بيتها ثم على تربية أبنائها وبالتالي يؤدي إلى مجتمع منتج وجيل أكثر تعليما، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة ملتزمة بأن تستمر كشريك في إحداث المقاولات ودعم التجربة النسائية. ومن جانبها لم تفوت مريم بنصالح، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب أن تجعل من هذا اللقاء مناسبة لتجديد الطلب من أجل مزيد من تشجيع العمل المقاولاتي النسائي والانخراط في النهوض بالمقاولة النسائية وتطوير مبادراتهن، مؤكدة انه على الدول أن توفر الشروط المواتية لمساعدة المقاولات النسائية. ولم تتردد رئيسة الاتحاد العام لمقاولات خلال «يوم ريادة الأعمال النسائية»، الذي ويتوخى تنظيم لقاءات ثنائية ستمكن النساء المقاولات من اللقاء بالمسؤولين من مختلف الجنسيات، وممثلي المؤسسات المالية من أجل النقاش والتبادل وطلب المواكبة وإقامة علاقات أعمال بغية دعم تطوير مشاريعهن، في التشديد على أن أسس النجاح تستند بالضرورة إلى إدماج المرأة في المجتمع وان مصدر النجاح لن يكون إلا مبادرة تنبني الشجاعة والقوة. يذكر أن برنامج القمة يتضمن تنظيم 12 جلسة عامة سيتقاسم خلالها متدخلون من العيار الثقيل تجاربهم ووجهات نظرهم، وسيناقشون مواضيع كبرى من قبيل التنمية المستدامة ومناخ الأعمال والتصدير والمسؤولية الاجتماعية فضلا عن عدد من مواضيع الساعة. وستتطرق الورشات لمواضيع متنوعة منها المدن الذكية، وريادة الأعمال الاجتماعية، والابتكار، ومهن الصحة والفلاحة، والأمن الغذائي. كما تحتضن القمة قرية للابتكار موجهة للشباب والابتكار، حيث سيعرض حاملو المشاريع الواعدة والمبتكرة من إفريقيا منتوجاتهم ومشاريعهم، ويعقدون خلالها لقاءات بناءة، ويبحثون شراكة مثمرة عابرة للحدود. وتتيح القرية أروقة للعرض متميزة، بالإضافة إلى الاستفادة من مواكبة مختصين في التوجيه، وحضور ندوات ينشطها كبار الخبراء في مختلف مجالات الشراكة. وأفاد المنظمون بأن عددا من فقرات قرية الابتكار سيتم بثها مباشرة عبر الأنترنت لأزيد من 80 بلدا حول العالم. وسيتم خلال انعقاد القمة العالمية لريادة الأعمال منح جائزة الابتكار العالمي من خلال العلوم والتكنولوجيا، التي أطلقتها وزارة الخارجية الأمريكية بهدف تشجيع الابتكار وريادة الأعمال في المجال التكنولوجي بفضل الإضافة التي تمنحها وسائل التواصل الاجتماعي والاستشارات الرامية لتطوير القدرات وفرص التمويل. وتهدف المسابقة السنوية للأفكار المبتكرة في المجال التكنولوجي إلى تشجيع الشباب الحامل للمشاريع في 43 بلدا من خلال تقديم الاستشارة والتمويل لدعم انطلاقة مشاريعهم. وقد تم إطلاق المسابقة قبل أسابيع وتأهل لمرحلتها النهائية 30 مقاولا، في صنفي «أيديا» (فكرة) و»ستارت آب» (مقاولة ناشئة)، ضمنها المقاولة المغربية «شيابلي»، سيتم الإعلان عن الفائزين فيها خلال القمة العالمية لريادة الأعمال. من جهة أخرى، سيحل أزيد من 300 طالب مغربي ومن إفريقيا جنوب الصحراء من حاملي المشاريع ضيوفا على القمة العالمية لريادة الأعمال في إطار مبادرة «ستودنت تشالنج» (تحدي الطلبة) من أجل تشجيع والنهوض بالفكر المقاولاتي في صفوف الشباب ومنحهم إمكانية اللقاء والتعرف على مقاولين من مختلف مناطق العالم.