أعلن الداعية الإسلامي البارز الدكتور يوسف القرضاوي أن وفدا من قيادات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه سيتوجه خلال الأيام القليلة القادمة للسودان، في محاولة لوقف النزاع بين الطرفين المتنازعين في إقليم دارفور. وقال الشيخ القرضاوي خلال محاضرة بعنوان التعددية في الإسلام ألقاها في مقر نقابة الصحفيين المصرية بالقاهرة مساء الثلاثاء الماضي، إن فكرة الزيارة جاءت بناء على طلب من الحكومة السودانية، خصوصا أن النزاع الجاري (في دارفور) هو بين فئتين من المسلمين. وأضاف أن الوفد سيلتقي مع الرئيس السوداني عمر البشير للتعرف منه على الموقف الرسمي (تجاه أزمة دارفور)، ثم يتوجه إلى عدد من المدن الرئيسة في دارفور للالتقاء مع قادة الطرفين، والاستماع لشكوى الجانبين بحياد، سعيا إلى الوصول لحل لهذا الصراع. وأوضح القرضاوي أن هدف الاتحاد من إرسال وفد للسودان هو التحرك وفقا للمبادئ الإسلامية التي تفرض على المسلمين التدخل لوقف القتال بين فئتين من المسلمين، وإعلان الحقيقة، وإنصاف المظلومين، خاصة بعدما أصبحت القوى الغربية ترى في هذا النزاع ذريعة للتدخل والتواجد العسكري في بلاد المسلمين. وأضاف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قائلا: إن الزيارة هدفها التقريب بين الجانيين (المتنازعين في دارفور) وإصلاح ذات البين، والعمل على احتواء هذه الأزمة، التي تشوه صورة الإسلام والمسلمين. وأشار إلى أن الوفد سوف يطلع على الموقف على الطبيعة سواء بالنسبة لما تردد بشأن عمليات الاغتصاب، وما يحدث من انتهاكات في معسكرات اللاجئين وغيرها من القضايا التي يسعى الإعلام الغربي إلى تهويلها، بهدف التمهيد للحضورللمنطقة، ولفت الأنظار عما يجري في الأراضي المحتلة سواء في العراق أو فلسطين. وأعرب القرضاوي عن أمل الاتحاد في أن ينجح في الوصول إلى خطوات من شأنها دعوة الأطراف المتنازعة (في دارفور) إلى وقف سفك الدماء والجلوس على مائدة المفاوضات، ودراسة الموقف بصورة عقلانية بحيث يكف البعض عن اللجوء إلى القوى الخارجية التي تبحث عن مصالحها بصرف النظر عن مصلحة السكان المحليين.