تصيب الأمراض الدموية حوالي 2000 من البالغين والأطفال في المغرب كل سنة، وأوضح بلاغ للجمعية المغربية لأمراض الدم أن سرطان الغدد اللمفاوية يعد خامس أكثر أنواع السرطان انتشارا في العالم، ويوفر كل من التشخيص المبكر والرعاية الصحية المثلى علاجا كاملا لحوالي ثماني حالات من بين عشرة. وأمام تزايد أعداد المرضى المصابين بسرطان الغدد اللمفاوية في العالم، أطلقت سنة الاحتفال باليوم العالمي لسرطان الغدد اللمفاوية، الذي يخلده العالم يوم 15 شتنبر من كل سنة، بمبادرة من شبكة "ليمفوما كواليشون"، وهي منظمة عالمية غير حكومية تتشكل من اتحادات ومجموعات المرضى المصابين، قصد تحسيس المرضى والمعنيين بهذا المرض، ليصبح موعدا سنويا للقاء بين ملايين الأشخاص عبر العالم، بما في ذلك القادة والمهنيين ومتعهدي الخدمات الصحية وممثلي وسائل الإعلام بشتى أنواعها والمرضى وحتى الجمهور العريض. و يعتبر اليوم أيضا فرصة لمعرفة المزيد من المعلومات حول الثقل الطبي والصحي والاجتماعي والاقتصادي لهذا المرض في حالة لم تتم معالجته بالشكل السليم، حيث يمكن التعرف على المرض من تحسين مشوار العلاج. ويرى رئيس الجمعية المغربية لأمراض الدم البروفيسور عبد الله مدني، أن "الجميع معنيون بهذا المرض، الأشخاص العاديون، ومهنيو الصحة والفاعلون الطبيون ومنظمات الصحة. والاحتفال بهذا اليوم هو حدث دولي يمثل لحظة خاصة وهامة لنقول بشكل قاطع بأن الحلول التشخيصية والعلاجية المتاحة اليوم ترفع من فرص الشفاء بنسبة كبيرة". وأضاف مدني أن" تعزيز المعارف ونقل التطورات والابتكارات التشخيصية والعلاجية، هو جانب يحظى بالأولوية بخصوص المجهودات التي تبذلها الجمعية المغربية لأمراض الدم في الرعاية الصحية للمصابين بسرطان الغدد اللمفاوية في المغرب"، داعيا إلى ضرورة مشاركة كل فاعل معني بدرجة أكبر لصالح التشخيص المبكر والحصول على العلاجات الموصى بها. وكجزء من هذا الحدث، سيتم في فاتح نونبر المقبل، تنظيم "اليوم المغربي للغدد اللمفاوية"، وهي مبادرة علمية مشتركة بين الجمعية المغربية لأمراض الدم ومختبرات روش في المغرب. وسيرتكز هذا اليوم العلمي على لقاء بين الأطباء المغاربة والأجانب المنخرطين في التكفل بهذا المرض، كما ستكون فرصة لتسليط الضوء على خصوصيات الغدد اللمفاوية في السياق المغربي، والإسهامات الإيجابية للتقدم المحرز فيما يخص الرعاية الصحية. ويعتبر اللمفوم سرطانا يصيب الجهاز اللمفاوي، حيث أن هناك نوعين رئيسيين من سرطان الغدد اللمفاوية: غدد لمفاوية هودجكن والتي تسمى أيضا "مرض هودجكن" وغدد لمفاوية غير هودجكن. يختلف هذان النوعان في طبيعة الخلية السرطانية الأصلية، ولكن أيضا حسب تعبيرها السريري والسن التي يظهر فيه الورم وطرق العلاج. وفي المغرب، يتم اكتشاف حوالي 2000 حالة سنويا لدى البالغين والأطفال في مراحل جد متقدمة من المرض، وذلك حسب تقديرات الخبراء، بالإضافة إلى أن التشخيص المتأخر يسبب الوفاة بشكل كبير بين المصابين، كما تنجم عنه تكاليف علاجية باهظة تثقل كاهل المريض والنظام الصحي على حد سواء. يشار إلى أن الجمعية المغربية لأمراض الدم تأسست سنة 2004 قصد تطوير علم الدم وتشجيع الأبحاث والدراسات والتظاهرات المرتبطة بهذا المبحث الطبي، وأيضا قصد تعزيز علاقات التعاون بين الأشخاص والجماعات المهتمة بعلم الدمويات. وتهتم الجمعية أساسا بالتكوين الأولي والمستمر في التخصصات المرتبطة بعلم الدمويات، وتقوم بتنظيم العديد من التحركات لبلوغ هذه الغاية، حيث تعمل الجمعية على إعداد وصياغة بروتوكولات الرعاية العلاجية، وتتقدم بالتوصيات والملاحظات حول شروط ممارسة طب أمراض الدم، كما تتدخل لدى هيئات الوصاية بخصوص القضايا المتعلقة بأمراض الدم، فضلا عن تنظيم مؤتمرات ولقاءات واجتماعات دورية حول القضايا السالفة الذكر.