قال رئيس الحكومة، عبد الإله ابن كيران، إن إغلاق الدولة الجزائرية للحدود مع المغرب يعد قطعا للرحم وأمرا غير طبيعي ولا معقول، معتبرا ذلك موقفا مبدئيا للمملكة المغربية، مشددا على ضرورة تحرك الجميع دون حواجز بين البلدين. ابن كيران، الذي كان يتحدث خلال مقابلة خاصة مع القناة "الحرة" الأمريكية وضعتها على "اليوتيوب" الأربعاء، طالب الجزائر بتحكيم العقل والمنطق والمبادئ التي تجمعنا، معلقا "لو فعلوا ذلك سيفتحون الحدود اليوم قبل الغد". وأضاف أن المغرب "لا يحتاج لفتح صفحة جديدة مع الأشقاء الجزائريين، لأن تاريخنا مشترك ونحن نعتبرهم إخوة والصفحة الأصلية التي يجب أن تكون بين الطرفين هي التعاون والخير". ابن كيران، قال إنه من الأمور التي لا يمكن أن نفهمها ما يتذرع به الجزائريون من أنه إذا ففتحت الحدود البرية معهم سيكون عدد القادمين من الجزائر أكثر من الذاهبين إليها من المغرب، مشيرا إلى الروابط الدينية والعقدية مع الجزائر، مسجلا الاختلاف مع الجزائر في تاريخ البلدين بين التجربة المغربية التي تميزت بكثير من الاستقلالية وبين التجربة الجزائرية التي خضعت للاستعمار الفرنسي لعقود، وأيضا للنفوذ العثماني و الشرقي. وردا على سؤال حول العلاقات المغربية الإفريقية على الرغم من انسحاب المغرب من "الاتحاد الإفريقي"، قال إن موقف منظمة الاتحاد بقَبول عضوية دولة وهمية وغير موجودة من الناحية العملية يعد موقفا غير معقول ولا مقبول، وأضاف رئيس الحكومة المغربية "نحن ننتظر أن يصحح هذا الوضع لنرجع للاتحاد الإفريقي". وأكد ابن كيران، على أن علاقة المغرب بجل الدول الإفريقية هي علاقة قوية جدا، وأنها ليست وليدة اليوم، "بل علاقة قديمة وعريقة لقرون ومبنية على الجانب الروحي"، موضحا أن نصف القارة الجنوبي له "علاقات بالمغرب من خلال الطرق الصوفية والحج والدارسة". وأكد رئيس الحكومة أن "هذا التأثير جعل المغرب رغم مغادرته للاتحاد الإفريقي تبقى له مكانة كبيرة في قلوب الأفارقة" وعن العلاقة المغربية الأمريكية قال ابن كيران إنها علاقة قديمة جدا، و"للتاريخ فقط فنحن أول دولة اعترفت بالولاياتالمتحدةالأمريكية كدولة مستقلة قبل أزيد من 200 سنة، والمغرب منذ الاستقلال اختر أن يكون حليفا لما كان يسمى بالعالم الحر والذي كانت تترأسه أمريكا وهذه العلاقة استمرت". وفي إطار تقييمه لتلك العلاقة قال ابن كيران إنها على المستوى السياسي كانت دائما جيدة ولا تزال، وهي مبنية على تحالف موضوعي مستمر إلى اليوم، أما اقتصاديا يقول ابن كيران، ف"العلاقة محدودة وإن كانت انتعشت مع اتفاقية التبادل الحر، لكن ما زالت محدودة جدا، والجانب الأمريكي استفاد أكثر من هذه الاتفاقية بحكم استعدادهم وجاهزيتهم، لكن الدخول للسوق الأمريكية يتطلب كفاءات ومهارات لم تتوفر بعد لعدد من الشركات المغربية وهذا موضوع دراسة وتطوير اليوم". وذكر ابن كيران أن المغرب كان متوجها اقتصاديا بالأساس نحو أوروبا وخصوصا نحو فرنسا وإسبانيا، ثم ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا"، مستدركا "لكن اعتناء الولاياتالمتحدةالأمريكية بإفريقيا وبالمغرب بدأت تظهر له بعض النتائج الآن". وعن الاستثناء المغربي في صلة بتفاعله مع الربيع العربي، قال ابن كيران إن المغرب كان استثناءً في العالم العربي والإسلامي منذ فجر التاريخ، ونحن نعيش بطريقتنا المستقلة منذ 12 قرنا أي منذ حكم الأدارسة، وإلى اليوم كان لنا تاريخنا ومسارنا الخاص، فالمغرب لم يخضع للخلافة العباسية ولا العثمانية". وتابع ابن كيران حديثه، "أعتقد أن محافظتنا على نظامنا الخاص مكن المغرب من الحفاظ على استقراره، ومكنه من التفاعل مع الموجات القادمة من الشرق بطريقة إيجابياتها موجودة وأضرارها مخففة". وأضاف ابن كيران، أن الربيع العربي جاء لأن الشعوب في الكثير من دولنا فقدت الكرامة وفقدت الثروة والحقوق والحريات فانفجر الناس، حيث هيمن المقربون من الرئيس التونسي مثلا على الثروة، ونحن أيضا كان عندنا أسباب ذلك الانفجار لكن بمقدار، فخرج الناس يحتجون لكن لم يخرجوا بالعدد المطلوب، واستجاب الناس بأن قالوا نعم للإصلاح لكن في إطار الاستقرار وليس في اتجاه المجهول والمغامرة بالنظام "وجلالة الملك محمد السادس استجاب بطريقة راقية وسريعة حيث استجاب للمطالب قبل 20 يوما من خروج الناس للشارع حتى قال إنه سيستجيب لمطالب الحركة الوطنية من الاستقلال إلى اليوم".