مشاركة OCP في "سيام".. ترسيخٌ للعنصر البشري في التحول الفلاحي    منتوج غريب يتسبب في تسمم 11 طفلا باشتوكة    الحبس النافذ لرجلي أمن ببنجرير    ريال مدريد يقلص الفارق مع برشلونة    تطورات مفاجئة في قضية "سفاح بن احمد"..    بمشاركة واسعة للطلبة.. عميد كلية العلوم بتطوان يترأس فعاليات توعوية بمناسبة اليوم العالمي للأرض    موتسيبي: نجاح كرة القدم في المغرب يجسد القيادة المتبصرة للملك محمد السادس    بوعياش تدعو إلى صياغة مشروع قانون المسطرة الجنائية ببعد حقوقي    حموشي يستقبل مسؤول الاستعلامات ووفد أمني عن الحرس المدني الإسباني    61 مقعد ل"الأحرار" بالانتخابات الجزئية    بنعلي تعلن عن إنشاء أول محطة لاستقبال الغاز الطبيعي المسال بالناظور على خلفية ارتفاع لافت للاستثمار في الطاقات المتجددة    وزراء أفارقة يتفقون بمكناس على خطة زراعية ودعم تفاوضي موحّد للقارة    خبراء ينادون بتدريس التنشيط الرياضي    الأردن يتهم "الإخوان" بتصنيع الأسلحة    "توريد أسلحة لإسرائيل" يفجّر استقالات بفرع شركة "ميرسك" بميناء طنجة    وزير الزراعة الفلسطيني يشيد بالدعم المتواصل لوكالة بيت مال القدس الشريف للمزارعين المقدسيين    شباب الريف الحسيمي يراهن على جماهيره في مواجهة وداد صفرو    مقاضاة الدولة وأزمة سيادة القانون: الواقع وال0فاق    الحكم الذاتي والاستفتاء البعدي!    رئيس الحكومة يشرف على انطلاق جولة أبريل من الحوار الاجتماعي    سابقة قضائية.. محكمة النقض تنتصر لشابة تعاني اضطرابات عقلية أنجبت طفلا من شخص بالحسيمة    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها بأداء إيجابي    وزراء الخارجية العرب يرحبون بانتخاب المغرب لرئاسة التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان    بعد حوادث في طنجة ومدن أخرى.. العنف المدرسي يصل إلى البرلمان    الابتكار في قطاع المياه في صلب نقاشات الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب    بالتعاون مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية.. نقل سيدة إيفوارية من الداخلة إلى مراكش عبر طائرة طبية بعد تدهور حالتها الصحية    في حضرة الوطن... حين يُشوه المعنى باسم القيم    المغرب يجذب مزيدا من الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين الدوليين (صحيفة فرنسية)    الإتحاد الأوروبي يخاطر بإثارة غضب ترامب    وزراء الخارجية العرب يؤكدون على مركزية اتفاق الصخيرات كإطار عام للحل السياسي في ليبيا    بطلة مسلسل "سامحيني" تشكر الجمهور المغربي    الكتاب في يومه العالمي، بين عطر الورق وسرعة البكسل    نادي "الكاك" يعتذر لجمهور القنيطرة    نادي مولودية وجدة يحفز اللاعبين    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب إسطنبول    وفاة الإعلامي الفني صبحي عطري    تراجع أسعار الذهب مع انحسار التوترات التجارية    "طنجة المتوسط" يؤكد دعم الصادرات في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس    عباس يطالب "حماس" بتسليم السلاح    القضاء يستمع إلى متزوجين في برنامج تلفزيوني أسترالي    إصابة الحوامل بفقر الدم قد ترفع خطر إصابة الأجنة بأمراض القلب    الحل في الفاكهة الصفراء.. دراسة توصي بالموز لمواجهة ارتفاع الضغط    أمريكا تتجه لحظر شامل للملونات الغذائية الاصطناعية بحلول 2026    هذه أغذية مفيدة لحركة الأمعاء في التخلص من الإمساك    المغرب يعزز منظومته الصحية للحفاظ على معدلات تغطية تلقيحية عالية    في الحاجة إلى مغربة دراسات الهجرة..    نقل نعش البابا فرنسيس إلى كاتدرائية القديس بطرس    في جولة أبريل من الحوار الاجتماعي.. الاتحاد العام لمقاولات المغرب يؤكد على تجديد مدونة الشغل والتكوين    المنتخب المغربي للتايكواندو يشارك في كأس رئيس الاتحاد الدولي للتايكوندو بأديس أبابا    "الإيقاع المتسارع للتاريخ" يشغل أكاديمية المملكة المغربية في الدورة الخمسين    الغربة بين الواقع والوهم: تأملات فلسفية في رحلة الهجرة    صحيفة ماركا : فينيسيوس قد يتعرض لعقوبة قاسية (إيقاف لمدة عامين    مغرب الحضارة: حتى لا نكون من المفلسين    لماذا يصوم الفقير وهو جائع طوال العام؟    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العثماني يقدم تصورات الدبلوماسية المغربية
نشر في التجديد يوم 01 - 10 - 2013

شهدت ولاية «دجيرزي» الأمريكية يوم السبت 29 شتنبر 2013 لقاء مطولا جمع وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني بالعشرات من المواطنين المغاربة المقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية الذين حجوا من ولايات مختلفة لحضور هذا اللقاء التواصلي الذي نظمته الجمعية الأمريكية المغربية وحضره ممثلي عدد من جمعيات المجتمع المدني بأمريكا، وذلك بحضور القنصل المغربي بنيويورك محمد بن عبد الجليل.
اللقاء كان مناسبة قدم فيها العثماني عرضا تطرق فيه إلى تطورات الدبلوماسية المغربية وإلى واقع العلاقات المغربية الأمريكية وكذا تطورات ملف الصحراء والشأن السياسي الداخلي، فضلا عن ما تم من استماع ومطارحة لمشاكل وهموم الجالية المغربية بأمريكا وبحث لسبل تجاوز عدد منها. العثماني قدم معطيات تهم الجالية بأمريكا فضلا عن عرض تضمن خطة لدفاع مغاربة المهجر عن وطنهم وقضاياه ومصالحه الاستراتيجية والتي في مقدمتها قضية الوحدة الترابية. تطورات ملف الصحراء وتعزيز العمق الإفريقي للمغرب وواقع العلاقات المغربية الأمريكية وهموم الجالية ومشاكلها ونعمة الاستقرار بالمغرب كلها محاور أطرت لقاء العثماني بمغاربة أمريكا في لقاء قارب الساعتين.
الاستقرار أساسي للإصلاح
في محور الاستقرار والتوترات الإقليمية، قال العثماني إن جميع المغاربة عليهم الافتخار ببلدهم، «ففي الوقت الذي تعيش فيه العديد من دول المنطقة حالة غليان ومشاكل وأغلب المعارضين هم في الخارج مهجرين أو منفيين ولا يستطيع بعضهم دخول بلدانهم، فالمغرب يعرف استقرارا مقدرا، الواقع هو استمرار المؤسسات وتثمين ما تمت مراكمته مع حركة في الإصلاحات وهذا أمر مهم جدا، ففي دول أخرى ومن أجل الإصلاح لا بد من قلب النظام في المغرب يمكن أن تنجز الإصلاح في إطار استمرار المؤسسات».
وجدد العثماني التذكير بتفاعل الملك مع الحراك المغربي بداية 2011 في مقارنة بما أقدم عليه بشار الأسد، معتبرا أن الواقعتين تبرزان الفرق بين من هو وطني ولديه نوع من الحكمة وينظر للمستقبل ومصلحة شعبه، وبين من لا يهمه كل هذا وهو يدمر البلاد وما يزال متماديا في غيه فهناك فرق كبير يقول العثماني.
وأردف أن خطاب مارس جاء بوعود جريئة وجاءت بعد ذلك بشهور من خلال الدستور الذي سبقه حوار وطني شاركت فيه مختلف الفئات من أحزاب ونخب وباحثين ومواطنين وإعلام، طبعا يستدرك المتحدث هناك من اختلف وطالب بالمزيد، «وهذا أمر نقدره وهو رأي محترم ولكن المهم أننا تقدمنا خطوة للأمام والبلاد في حالة استقرار وهذه هي الحكمة الحقيقية لأن بلدا بدون استقرار لا يمكن أن ينجز لا تنمية ولا نهضة ولا تعليم و لا صحة. وقال المتحدث، على المعارض أن يعلم بأن للمعارضة ثمن وقد يكون هو السجن وهذا لا نتمناه لأحد، وقد ذقنا بعضا منه، لكن الإصلاح يحتاج إلى صبر وإلى مثابرة وإلى جرأة.
وقال العثماني، عندنا مشاكلنا فنحن لسنا ممن يزين القبيح ومن أصحاب العام زين ولا نؤمن بهذا المنهج، فلدينا مشاكلنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لكننا شأن كل العالم بما فيه أمريكا اليوم وما يمكن أن يقع من تجميد للإدارات بسبب الخلاف حول الميزانية الجديدة، لكل بلاد مشاكله القاسية والداخلية لكنه التدافع بين أرباب المصالح فقط والمطالبة بالمزيد من الإصلاحات المطلوب هو أن يتم كل هذا في إطار القانون والمهم أن يتم هذا في إطار استقرار الوطن واحترام المؤسسات الدستورية وأمن المواطن وهذه أمور لا تساهل ولا تسامح والمطلوب أن يتجند لها الجميع ونرفع جميعا التحدي وهذا هو منهج الإصلاح فيها وما دون ذلك فليتنافس المتنافسون فيه وليدافع كل على فكرته وبرنامجه وإن أقنع الناس وآنذاك هنيئا له. العثماني أوضح كذلك أن الاستقرار بالمغرب اليوم ليس وليد هذه الحكومة بل هو سابق عليها وتعزز معها وسيبقى بعدها.
تطور العلاقات المغربية الأمريكية
بعد أن اعتبر العثماني العلاقة بين المغرب وأمريكا علاقة تاريخية وسياسية جيدة تتطور من الحسن إلى الأحسن، قال «نتمنى ألا يتكرر مثل ما حدث شهر أبريل من السنة الجارية» في إشارة منه إلى مقترح مشروع القرار الذي تقدمت به مندوبة أمريكا بالأمم المتحدة والمتعلق بتوسيع صلاحيات «المينورسو» وهو الأمر الذي تم التراجع عليه، وتابع العثماني أن «هذا أمر أبلغناه إلى الجانب الأمريكي من خلال التواصل الذي تم معهم خلال هذه الأيام فقلنا لهم نتمنى ألا يعود التوتر الذي حصل شهر أبريل نهائيا، فنحن أصدقاء وعلى كل طرف الاحترام المتبادل لحقوق الآخر ومصالحه وثوابته لأن الصداقة لا تعني المصالح بلا نهاية».
وأضاف العثماني في ذات اللقاء الذي حضره ممثلو جمعيات مدنية مختلفة، «على عكس العلاقات السياسية الممتازة بين المغرب وأمريكا فإن العلاقات الاقتصادية مازالت ضعيفة وضعيفة جدا فالاستثمارات الأمريكية بالمغرب ضعيفة والمبادلات التجارية بيننا ضعيفة فهي أقل من 2 بالمائة من مجمل المبادلات التجارية المغربية، وهذا قليل جدا على الرغم من وجود اتفاقية التبادل الحر الموقعة سنة 2006 بين المغرب وأمريكا وعلى الرغم من الزيادة التي عرفتها لكن دون مستوى العلاقة السياسية الجيدة».
العثماني وأمام ما اعتبره علاقات جيدة مع أمريكا، أقر بما يقع أحيانا من إشكالات كما حدث شهر أبريل الماضي وما كان من رد فعل مغربي قوي على جميع المستويات ضمنها رسالة الملك محمد السادس إلى أوباما وما وقع من تطورات أدت في نهاية المطاف إلى التراجع عن المقترح وعودة المياه إلى مجاريها. وتابع «على الرغم من أن العلاقة بين المغرب وأمريكا تتطور منذ استقلال المغرب في الاتجاه الجيد، إلا أنه وبين الفينة والأخرى تكون هناك اختلافات وهذا أمر طبيعي بين الأصدقاء، وطبيعي كذلك أن يدافع كل عن مصالحه أمام الآخر لكن العلاقة عموما تتطور من حسن إلى أحسن وتتسم بالشمولية فهي علاقات اقتصادية وسياسية وثقافية».
لا يمكن الحديث عن العلاقات الأمريكية/ المغربية دون التطرق كما فعل وزير الخارجية إلى البعد التاريخي للعلاقة، ومنه كون المغرب أول دولة تعترف بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1777 كما أن أول اتفاقية دولية لأمريكا كانت مع المغرب سنة 1787 وقد همت مواجهة القرصنة وحماية السفن، وهذا يعكس -حسب العثماني- أن المغرب ومنذ قرون كان له فعالية على المستوى الدبلوماسي عبر العالم، وأشار العثماني بهذا الصدد لاتفاقيات المغرب ودول أخرى التي تعود لقرون منها اتفاقية موقعة بين المغرب والنمسا تعود لسنة 1783.
في نفس المسار ذكر العثماني بتدشين السنة الماضية للحوار الاستراتيجي بين المغرب وأمريكا والذي أشرف عليه وزيري خارجية المغرب وأمريكا والذي يضم أربعة محاور منها؛ المحور السياسي الذي يتضمن قضية الصحراء ثم الملف الأمني والملف الاقتصادي والملف الثقافي وتضم لجن من الطرفين وما تم من وضع لبرنامج العمل للتعاون بين البلدين، وذكر بتتويج الحوار ببيان مشترك هم عدة مجالات أهمها ما يتعلق بقضية الصحراء خاصة في الفقرة التي تتبنى فيه الولايات المتحدة ولأول مرة وبشكل رسمي دعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب وتسجل بأن مبادرة الحكم الذاتي هي حل واقعي وجدي وذو مصداقية إلى جانب دعمها للمفاوضات الموصلة لحل سياسي متوافق حوله برعاية أممية.
غلاء تذكرة «لارام» ونقل الجثامين أهم مطالب الجالية
فقرة طرح الأسئلة كانت فرصة عبر فيها الحاضرون لوزير الخارجية وقنصل المملكة بنيويورك عن المشاكل التي يواجهونها وعن الهموم التي يحملونها، فكان أبرزها سؤالهم عن محاربة الفساد ومختلف تمظهراته من رشوة ومحسوبية وغيرها، كما اشتكى المتدخلون من غلاء تذاكر «لارام» الخطوط الجوية المغربية الملكية بل منهم من أعلن مقاطعتها بذات اللقاء، وقد وعد العثماني الحاضرين بتبليغ شكواهم لوزير التجهز والنقل وللشركة المعنية. ومن بين المشاكل التي طرحتها الجالية كذلك ما يتعلق بمشاكلهم مع نظرائهم المغاربة بالمغرب والذين لا يريدون مغادرة الشقق التي قام المهاجرين بتأجيرها للمحليين، كما همت أسئلة الجالية عمليات نقل الجثامين إلى المغرب وإمكانية فتح فرع لأحد الأبناك المغربية بأمريكا، كما وجهوا للوزير ومرافقيه أسئلة تهم ضعف استفادة أبنائهم من المخيمات الصيفية، وهي الأسئلة التي وجدت تفاعلا وإصغاء من طرف المعنيين. كما طلب عدد من المتدخلين من العثماني إيصال رسالة للملك محمد السادس تهم الأطفال المصابين بالتوحد، وطالبوا كذلك بتشجيع دراسة اللغة الإنجليزية بالمغرب لتعميق التواصل مع أمريكا، كما استفسروا عن آليات تقديم بعض المساعدات الطبية للمستشفيات، وهو ما قدم فيه الوزير عدد من التوضيحات وفق مقتضيات القوانين المغربية.
حث على التصدي لخصوم الوحدة الترابية
في محور كيفية دفاع المغاربة عن قضايا بلادهم بأمريكا؛ قال العثماني «في إطار النظام الأمريكي والقواعد الأمريكية والقانون الأمريكي لابد من بحث سبل التعبير والتواصل والتزود للدفاع عن الوطن»، ودعا العثماني الجالية المغربية إلى ربط علاقات جيدة مع المسؤولين والمنتخبين على المستوى الولائي والفدرالي، والتعبير عن المواقف للمرشحين والحضور في حملاتهم الانتخابية وتشجيعهم معنويا ولما لا ماديا وفق مقتضيات القانون الأمريكي، وأضاف أنه سيكون أفضل إذا تم الاقتناع ببرنامج المرشح بشكل يصبح رأي المغربي مهم وتتم مراعاته.
العثماني الذي ركز على قضية الصحراء كثيرا، دعا الجالية إلى الدفاع المستميت عن قضيتهم الوطنية والقيام بأدوار مستقبلية أكثر فاعلية لصالح المغرب، وإفهام الأمريكيين بأهمية المغرب وما يزخر به من مؤهلات للوقوف على حقيقة تطوره وتطور بنياته التحتية ومطاراته وموانئه وديناميته «بدل الصور المغلوطة التي قد تكون في أذهان كثيرين». وقال في ذات اللقاء المنظم من طرف الجمعية المغربية الأمريكية، إن المغاربة حيث ما حلوا يدافعون عن وطنهم كيف ما كانت ظروفهم وطبيعة عملهم ويحاولون الرجوع إلى البلد حسب ظروفهم، وأنهم سفراء للثقافة المغربية بشكل أصبح المطبخ واللباس المغربي حاضرا في مختلف البلدان من خلال الكسكس والطاجين والقفطان والجلابة وغيرهما كثير.
العثماني ذكر عددا من المعطيات التي تهم عدد المهاجرين المغاربة بالعالم، حيث قال إن عدد مغاربة الخارج يبلغ 5 مليون مهاجرا منها ثلاث ملايين ونصف في أوروبا لوحدها ومليون ونصف منها في فرنسا وإسبانيا فيها ما يقارب مليون مغربي، وكذلك إيطاليا بها نصف مليون مغربي وبلجيكا أيضا نصف مليون مغربي.
وقدم العثماني معطيات رقمية من إحصاء الجالية العربية بالولايات المتحدة الأمريكية لسنة 2010، والذي يتحدث عن وجود ما يفوق 85 ألف مغربي بأمريكا وهو الرقم -يضيف المتحدث- الذي ربما اليوم يقارب ال 100 ألف باحتساب غير المسجلين والزيادة التي حصلت خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، وأشار إلى أن عدد الحاصلين منهم على الماجستير فما فوق يبلغ 31 بالمائة والحاصلين على البكالوريا يشكلون 85 بالمائة و68 بالمائة منهم حاصلين على الجنسية الأمريكية وأن 36 بالمائة منهم يملكون بيوتا.
العثماني دعا كذلك المواطنين المغاربة المقيمين بأمريكا إلى تعزيز الانتظام في إطار جمعيات من أجل الدفاع الثقافي عن المغرب والتعريف به وبمؤهلاته الثقافية والسياحية وإنشاء جمعيات أمريكية بمشاركة مغاربة لمواجهة التقارير الحقوقية المغرضة لبعض الجمعيات الأمريكية الموالية للانفصاليين، في إشارة منه لمؤسسة «كينيدي لحقوق الإنسان»، ودعوة أمريكيين لزيارة المغرب والوقوف على الحقائق، وكذا التصدي لبعض الهجمات أو القرارات التي تستهدف الوحدة الترابية والوطنية للمملكة المغربية. مستشهدا بهذا الصدد بما يتم من اشتراط دعم المغرب في بعض الأحيان بقضية الصحراء «وهذا أمر غير معقول بالنسبة إلينا لأن الصحراء أرض مغربية ومجلس الأمن يرعى مفاوضات فليترك ليقوم بأشغاله وعندما يتم الانتهاء لحل ما لكل حادث حديث أما اليوم فالأمور واضحة والسيادة المغربية للمغرب على جميع ترابه هذا خط أحمر لا تساهل فيه»، كما عبر وزير الخارجية عن استعداد وزارته والسفارة لتزويد المغاربة بالمعطيات المتعلقة بقضية الوحدة الوطنية وكذلك بفرص الاستثمار والمؤهلات السياحية والثقافية المختلفة التي يزخر بها الوطن، كما حث الحضور على ضرورة الاهتمام بالإعلام بمختلف أنواعه والحضور فيه والتفاعل معه ومده بالشروح والوثائق إلى ما دون ذلك.
وعن جديد ملف الصحراء قال العثماني الذي التقى كريستوف روس أول أمس السبت بنيويورك «بكل صراحة ليس فيه كثير جديد فالمفاوضات متوقفة في الفترة الأخيرة، وكريستوف روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في ملف الصحراء أعلن أنه سيؤسس لمنهج جديد أسماه بالدبلوماسية المكوكية بمعنى أنه سيقوم بمفاوضات غير مباشرة بين مختلف الأطراف ونحن ما نزال ننتظر مجيئه لبدأ الخطوات الأولى من هذه المنهجية الجديدة».
والمغرب -يضيف العثماني- اليوم قوي بموقعه وبموقفه وبمبادرته المتعلقة بالحكم الذاتي وأيضا بقرارات مجلس الأمن التي تحث على التفاوض للوصول لحل متوافق حوله وهي القرارات التي لا تخدم أجندة الانفصاليين، فضلا عن أن المغرب «لن يقبل يوما بغير هذا الحل لأن السيادة المغربية على كامل ترابه أساسية والوحدة الترابية من الخطوط الحمراء والانفصاليين لا يريدون الوصول إلى حل وما يزالون جامدين على منظومة تنتمي لفترة الحرب الباردة».
لا عودة للاتحاد الإفريقي بوجود كيان وهمي
تفاعلا مع أسئلة حول تعزيز البعد الإفريقي للمغرب والعودة للاتحاد الإفريقي؛ قال العثماني «نحن لسنا كارهين لكن لا يمكن أن يكون هذا الرجوع مع وجود كيان وهمي وجمهورية مصطنعة وغير موجودة على الخريطة ولا يعترف بها المجتمع الدولي، وهذا يعتبر نوع من إعلان الحرب على المغرب، وقد التقيت بعض المعترفين ب»البوليساريو» على هامش أشغال الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة وعندما نواجههم بنفس واقع الانفصال يرفضون، وكذلك نحن وأي دولة في العالم لا يمكن أن تقبل بهذا الأمر خاصة أن هناك مسلسل يرعاه مجلس الأمن يهم مفاوضات للوصول لحل سياسي متوافق عليه، أما الاعتراف بالجمهورية الوهمية فهو يعني نهاية المشكل فعلى ماذا التفاوض إذن، فمنظمة الاتحاد الإفريقي بهذا الواقع هي منحازة وليست محايدة ولا يمكن لطرف منحاز في هذا النزاع أن يكون طرفا ولا أن يكون حكما ولا أن يكون عاملا إيجابيا ولا أن يكون محترما في هذه القضية بالذات». وأشار العثماني إلى كون الكثير من أصدقاء المغرب ما يزال يلح على عودة المغرب إلى الاتحاد ومنهم من اعتبر بالقمة الأخيرة وضع غياب المغرب حالة شاذة بالنظر لوزنه الدولي ووضعه الإقليمي والإفريقي وقال إن غياب دولة كبيرة وعريقة مثل المغرب ساهمت في إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية منذ الستينيات أمر غير مقبول، وختم كلامه بالقول «نتمنى أن يصحح الوضع وتعود الأمور إلى نصابها ليعود المغرب بجوار أشقائه».
وعن الزيارة الملكية الأخيرة لمالي؛ قال العثماني إن زيارة الملك لمالي زيارة تاريخية كان لها تقدير كبير واستقبال على أعلى مستوى للملك، وأن الخطاب الملكي كان له وقع كبير خاصة في أشار له من كون محاربة الإجرام والإرهاب لا يكون بالوسائل الأمنية فقط، ولكن لا بد من مقاربة ثقافية ودينية وتنموية واجتماعية في هذا الإطار تم توقيع اتفاقية التعاون في المجال الديني وتكوين 500 إمام والعديد من الوزراء الأفارقة نوهوا ببعد النظر الملكي، والمغرب عموما يختم العثماني ماض في تعزيز موقعه في عمقه الإفريقي وفي توسع مجالات الاستثمار والتعاون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.