قالت مصادر دبلوماسية مغربية ان الدكتور سعد الدين العثماني وزير الخارجية المغربي سيتوجه يوم غد الاربعاء الى واشنطن للقاء هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية المقرر بعد غد الخميس في اول اتصال على هذا المستوى بين البلدين منذ ايار (مايو) الماضي تاريخ اعلان المغرب سحب ثقته من الدبلوماسي الامريكي كريستوفر روس كمبعوث شخصي لامين االعام للامم المتحدة للصحراء المغربية. وقالت المصادر ل'القدس العربي' ان تطورات قضية الوحدة الترابية 'نزاع الصحراء المغربية' ستكون ضمن القضايا السياسية التي يتضمنها الحوار الاسترتيجي الامريكي المغربي المرتكز الى المحور السياسي والمحور الاقتصادي والمحور الثقافي والمحور الامني'. وتحدثت تقارير خلال الاسابيع الماضية عن فتور في العلاقات الامريكية المغربية بسبب سحب المغرب ثقته بروس بعد اتهمه باللاموضوعية وعدم الحياد والانحياز لمقاربة جبهة البوليزاريو في معالجة تطورات النزاع الصحراوي مستندا الى ما ورد في مسودة اعدها روس لتقرير الامين العام للامم المتحدة الذي يقدم سنويا لمجلس الامن الدولي. واتهم روس في مسودته المغر ب بعرقلة عمل الاممالمتحدة لتسوية النزاع والتجسس على قواتها المنتشرة بالمنطقة المعروفة ب'المينورسيو' والدعوة لتوسيع صلاحيات هذه القوات لتشمل مراقبة حقوق الانسان والتقرير بها وهو ما يعتبره المغرب مسا بسيادته على المنطقة. وتمسك الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بروس مبعوثا شخصيا له ودعمت واشنطن موقف بان كي مون وامتنعت هيلاري كلينتون عن استقبال الدكتور العثماني اثناء تواجده بواشنطن لشرح الموقف المغربي. واجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس الاسبوع الماضي اتصالا مع بان كي مون واعلن القصر الملكي والامانة العامة للامم المتحدة عن عودة روس لمهامه والتزام الامين العام بقيام مبعوثه بمهمته باطار قرارات الاممالمتحدة ومجلس الامن ذات الصلة بالنزاع الصحراوي. وقالت صحيفة 'المساء' المغربية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ما تزال تعتبر كريستوفر روس، المبعوث الأممي إلى الصحراء، جزءا من مسلسل التفاوض بين أطراف النزاع حول ملف قضية الصحراء المغربية. وأضافت أن الولاياتالمتحدة بالرغم من أنها حاولت فيما مضى تصريف هذا الموقف بشكل دبلوماسي، فإن غضبا يسود الخارجية الأمريكية جراء الموقف الذي أعلن عنه المغرب والقاضي بإشهار الورقة الحمراء في وجه روس. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة إن 'الولاياتالمتحدة بالرغم من أنها اعتبرت الحكم الذاتي واقعيا وجديا، فإن موقف المغرب الأخير لم يرق المسؤولين الأمريكيين' لكن 'الزيارة التي قام بها السفير الامريكي بالرباط صاموئيل كابلان إلى بيت سعد الدين العثماني أذابت الكثير من جليد الخلاف بين الطرفين'. وتوقعت أن يعود كريستوفر روس إلى الإمساك بملف الصحراء بالرغم من الحساسية التي ولدها 'الفيتو' المغربي في وجهه خلال الأسابيع الماضية، مبرزة أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، سيعمل على تقويم بعض الأخطاء التي أشار إليها المغرب في معرض دفاعه عن موقفه من روس الا أن الخارجية الأمريكية ما تزال تتمسك بمواقفها السابقة بخصوص قضية الصحراء، ولن تتغير بسبب المستجدات الطارئة حاليا 'مادام المغرب حليفا استراتيجيا للولايات المتحدةالأمريكية'. وقال السفير الامريكي بالرباط صاموئيل كابلان ان 'الولاياتالمتحدةالأمريكية دائما ما تساند الأممالمتحدة في مسارها في التوسط وإيجاد حل لملف الصحراء، ولأجل ذلك فإنا نساند المبعوث الذي يعينه الأمين العام للأمم المتحدة.. من هذا المنطلق نساند كريستوفر روس الذي عينه بَانْ كِي مُونْ.. فملف الصحراء من المنظور المغربي يتعلق بالحكومة المغربية، وأنا أرى أن المغرب عازم على إيجاد حل للقضية، وسيقوم بكل ما يقدر عليه في إطار مصلحته الخاصة.' من جهة اخرى تقوم منظمة 'هيومن رايتس ووتش' الحقوقية الأمريكية بارسال وفد الى المغرب في كانون الاول (ديسمبر) المقبل ضمن برنامجه الدعو إلى توسيع مهام المينورسو لتشمل مجال حقوق الإنسان، وهو المطلب الذي يرفضه المغرب.