مع الإعتذار لعرب إسرائيل أي عرب 48 لأني اعتبر أن إطلاق هذا المصطلح عليهم خطأ ، ذلك أنهم مع كونهم يعيشون تحت حكم الدولة الصهيونية وجبروتها إلا أنهم رغم ذاك اشرف من بعض العرب المتصهينين الذين هم أولى بان يسموا عرب إسرائيل .!! هناك نفر من العرب المتصهينين الذين أصبحوا اكثر صهيونية من عدد من الإسرائيليين أنفسهم . ففي إسرائيل نفسها تعالت عدد من الأصوات الحقوقية التي تدين استهداف الحرب الصهيونية القذرة على غزة ، ولم يروا مبررا لكل هذا الحقد الأعمى المتصبب مع الحمم والقنابل التي تدمر البيوت على ساكنتها يا للهول ! في برنامج تلفزيوني في احد ألقنوات الأوروبية انتفضت حقوقية إسرائيلية ضد احد المصريين الذين تكلموا باسم حركة " تمرد" وهو يلقى المسؤولية على حركة حماس فيما يقع من دمار وتقتيل في غزة مذكرة أن استهداف المدنيين حتى لو وجد مسلحون متمترسون بهم يعتبر في القانون الدولي جريمة حرب !! وفي البرنامج اليومي الذي يذاع على الجزيرة " المشهد المصري " ، بهت المذيع وهو يسمع احد المتدخلين المناصرين للانقلاب العسكري لمصر لا يقول كلمة واحدة في إدانة العدوان الصهيوني، ولم يستطع أن يقول في هذا الصدد ولو ربع كلمة وحمل المقاومة مسؤولية ما يقع في غزة لأنها لم تقبل المبادرة المصرية بوقف إطلاق النار دون قيد أو شرط تمهيدا لنزع سلاح المقاومة حتى ودون أن يلتزم الكيان الصهيوني بمجرد الرجوع إلى شروط هدنة 2012 وتنفيذ بنودها التي لم يلتزم بها يوما بل انه خرقها من خلال إعادة اعتقال عدد كبير من الأسرى المفرح عنه. تتهافت بعض الأنظمة العربية في مبادرات تنطلق من الرؤية الصهيونية ومن شروطها القائمة على تصفية المقاومة ونزع سلاحها دون قيد او شرط مقابل وعود عرقوبية لم تتحقق في أي اتفاق من الاتفاقات الدولية والمتعلقة بالالتزامات الدولية في جهود إعادة الأعمار ، التي تعني في الحقيقة أن يد الكيان الصهيوني مطلوقة في التدمير والقتل ، وان المجتمع الدولي يتكفل بإعادة البناء المشروط بان يتخلى الشعب الفلسطيني عن حقه في المقاومة ، وإذا تحقق منها فان جزءا كبيرا يكون بأموال عربية مما يعني أن إسرائيل تقتل وتدمر وان الأموال العربية ضامنة. لا أريد أن أجازف وأصدق أنباء روجتها عدد من المصادر الإسرائيلية أن العدوان الجاري على غزة قد تم بتمويل ومباركة عربية، لا لشيء إلا لوجود عداء سياسي و إيديولوجي لحركة حماس المحسوبة على الإخوان المسلمين !! لكن لا غرابة ، فان عرب إسرائيل هؤلاء قد تطوعوا منذ انقلاب مصر على مضاعفة الحصار وتشديده من خلال القيام بنفس الجريمة الصهيونية أي منع المواد الغذائية والدواء ومواد البناء وحركة ساكنة غزة للخارج من اجل الدراسة أو العلاج أو أداء المناسك . لا غرابة فقد تهافت عرب إسرائيل قبل أن تفعل إسرائيل وسبقوا إلى تدمير الأنفاق والبيوت المجاورة وإقامة جدران فولاذي عازل لا غرابة أن يبتهج الصهاينة ويعبروا عن ارتياحهم لتعاون دول مجاورة أي في نهاية المطاف من فرض الحصار على الشعب الفلسطيني لإذلاله وإخضاعه وإجباره على الاستسلام للشروط الصهيونية وانه لشيء مقرف أن نعيش حتى نرى كيف وصل البعض من متصهينة العرب إلى هذه الحالة من موت الإحساس القومي أو الإنساني وان تعميهم الخصومة الإيديولوجية المقيتة عن رؤية أنهار الدم المسفوح بآلة الدمار الصهيونية وأن تبلغ بهم الوقاحة إلى حد تبرير جرائم الحرب الصهيونية في غزة وان يحملوا المسؤولية لحماس عن كل ما يقع !! للأسف الشديد يوجد كثير من هؤلاء المتصهينين العرب في بعض القنوات التلفزيونية الانقلابية التي تحولت إلى قنوات للتحريض على الإقصاء والقتل والكراهية وتبرير الجرائم والمجازر والإساءة إلى شعوب كاملة والمس بكرامتهم وشرفها ورموزها السيادية كما فعلت ذلك " إعلامية " موتورة غارقة في الشوفينية حين " تقيات" بكلام ساقط في حق المغرب والمغاربة والمغربيات لا غرابة لمن لم يجد غضاضة في تبرير أو في التغطية على الجرائم التي قامت بها أجهزة بلاده في حق جزء من أبناء شعبها من قتل للمتظاهرين والمعتصمين بدم بارد ، مما يعني موت كل إحساس أو ضمير إنساني أو حس حقوقي لا يزال حاضرا حتى لدى بعض الإسرائيليين ، لا غرابة أن يكونوا أكثر تبريرا لجرائم الحرب الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في غزة ، علينا أن ننتبه البلطجة تبدأ حالة سياسية داخلية كي تتحول إلى عمى وفقد دائم البوصلة وجزء لا يتجزأ من منظومة العدوان وتبرير العدوان ومناهضة حق الشعوب في المقاومة .. المقاومة التي ما كان للمغرب أو الجزائر أو تونس أو مصر أو فرنسا نفسها خلال الحرب العالمية الثانية أو في غيرها من أماكن العالم إن تسترد الشعوب حريتها وتقرر مصيرها بيدها رغم أن المستعمر كان يقول أنها حركات إرهابية. في كل هذه الحالات كان هناك خونة وكان هناك طابور خامس وكان هناك مخذلون منافقون مصالحهم وقلوبهم مع العدو يقتاتون على دماء شعوبهم ، لكن في كل تلك الحالات فان الكلمة الأخيرة كانت للمقاومة طال الزمن أو قصر ومهما كان الثمن باهظا ، وكان الذل والعار للخونة ، وكذلك سيكون شان ومصير متصهينة العرب !!!