أكد مولاي عمر بنحماد، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، أن إعلان تنظيم "داعش" عن "الدولة الإسلامية" لا أفق له، مشددا في تصريح ل"التجديد" أنه لا يمكن لمجموعة استولت على قطعة أرضية، عاثت فيها فسادا، مارست الإرهاب، وعبثت بأرواح العباد، أن تعلن فيها دولة إسلامية. وحذر "بنحماد" الشباب من السقوط ضحية لمثل هذه التصريحات الخداعة على اعتبار أن الدول الإسلامية هي الدول القائمة بذاتها، فيما تعتبر "داعش" جماعات إرهابية لا تملك حق هذا الإعلان، وليس لها هذا الحق إطلاقا، معبرا عن أسفه عما وصفه ب"الوهم" وعلى هذا الوضع الذي صار غاية في التعقيد . وفيما اعتبر ملاحظون أن إعلان "داعش" الدولة الإسلامية وسيلة وآلية لاستقطاب المزيد من المقاتلين الأجانب إلى جانبها، أكد "بنحماد" على أن "استقطاب الشباب للقتال مؤشر على الفراغ والاضطراب، وغياب المرجعية العلمية الراشدة، وأن هؤلاء يقولون كلاما كبيرا لا يفهمونه، وأننا لم نؤمر بإقامة دولة إسلامية، إنما أمرنا بإقامة الدين". وحسب التقرير الأمريكي، المشار إليه سابقا، والصادر عن مركز "سوفان غروب" للدراسات الاستراتيجية والذي يحمل عنوان "المقاتلين الأجانب في سوريا" ونشرت معطياته وكالة الأناضول التركية، يتصدر التونسيون قائمة المقاتلين الأجانب ب 3000، يليهم السعوديون ب 3 ألاف، المغاربة ب 1500، والجزائريون ب 200 مقاتل، فيما يتراوح عدد المقاتلين من الجنسيات غير العربية بين 800 و70 مقاتل (فرنسا 700 مقاتل، ومن بريطانيا 400، ومن روسيا الاتحادية 800، ومن تركيا 400، ومن استراليا 150، ومن الولاياتالمتحدة والدنمارك 70 مقاتلا من كل منهما). التقرير ذاته أكد على أن 6 في المائة من المقاتلين الأجانب في التنظيم، القادمين من أوروبا هم من الذين اعتنقوا الإسلام حديثاً، كما أن معظم الذين يأتون من الدول غير المسلمة، هم من الجيل الثاني أو الثالث من المهاجرين المسلمين في تلك الدول. وأشار التقرير إلى أن عدد المقاتلين الأجانب بسوريا تجاوز عدد الذين وفدوا إلى أفغانستان، خلال فترة احتلالها من قبل الاتحاد السوفيتي الذي استمر 10 سنوات، موضحا أن المقاتلين يأتون من 81 دولة، من القارات الخمسة، وأن العدد الأكبر من منتسبي التنظيم يأتون من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.