تشير التقارير إلى أن رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، يحقق في أنشطة جماعة الإخوان المسلمين لحساب حكام أبو ظبي. ذلك أن بلير يعمل بشكل وثيق مع ولي عهد الإمارات، محمد بن زايد آل نهيان، على القضايا المتعلقة بالأمن الإقليمي والإخوان المسلمين، وفقا لتقرير نشر في صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية الاثنين الماضي. والتقرير نقل عن مصادر مقربة من بلير قولها إنه يشرف على التحقيق في مزاعم تورط جماعة الإخوان في قضايا الإرهاب، وهي الاتهامات التي وجهتها سلطات الانقلاب في مصر والممولين الذين يدعمونهم في الخليج ممن يعارضون بشدة التوجهات الفكرية الجماعة الإسلامية المعتدلة. وفي حين يقول أعضاء فريق بلير إن التقرير موجه ل"الاستخدام الشخصي"، تقول مصادر صحيفة "فايننشال تايمز" إنه يُكتب لقادة دولة الإمارات العربية المتحدة، وبصورة رئيسية للأمير محمد بن زايد، الذي أفادت الصحيفة أنه ينسجم كثيرا مع رئيس الوزراء البريطاني السابق، بلير. وقال دبلوماسي مطلع على التقرير إن الغرض من هذا التقرير / التحقيق هو "إعلام" الرأي العام في الغرب وإطلاعه على "المخاطر" و"التهديدات" التي يشكلها "الإخوان". ومنذ أن تنحى عن رئاسة الوزراء البريطانية في العام 2007، أقام توني بلير مصالح تجارية، لا تعد ولا تحصى، في جميع أنحاء العالم، وكثير منها له علاقة بتقديم المشورة للمستبدين والمؤسسات المالية البارزة. وثمة تضارب في تقدير حجم أرباحه، ورغم أن الحسابات التي نشرت في يناير من هذا العام أظهرت أن لديه 13 مليون جنيه استرليني مودعة في البنك، فإن تقارير صحفية مختلفة تقدر ثروته الشخصية بحوالي 70 مليون جنيه استرليني. وتزامنت الأنباء عن تحقيق بلير حول جماعة الإخوان المسلمين مع مراجعة الحكومة البريطانية لأعمال الفريق الذي كلف من الحكومة البريطانية الحالية بالتحقيق في أنشطة وطبيعة أفكار وتوجهات جماعة الإخوان. وقد تعرض (فريق العمل) لانتقادات لأنه جرى تكليفه تحت ضغط من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. ويقود فريق البحث والتقصي السفير البريطاني السابق لدى السعودية، السير جون جنكينز، ومن المقرر أن يُنشر في وقت ما في يوليوز القادم. وقد أيد بلير علنا قائد الانقلاب الدموي في مصر "عبد الفتاح السيسي"، واصفا الإطاحة بالرئيس المرسي المنتخب، محمد مرسي، العام الماضي بأنها "إنقاذ ضروري للأمة". ورغم أن بعض دول الخليج غالبا ما تُتهم بأنها استبدادية، فإن بلير يثني عليها كثيرا بما ليست أهله. ورأى تقرير صحيفة "فايننشال تايمز" بأن علاقات توني بلير مع قادة دولة الإمارات العربية المتحدة امتدت إلى تقديم المشورة للرئيس المصري الجديد، ونقلت عن مصدر قوله: "يريد حكام أبوظبي من بلير للمساعدة في إقناع السيسي بالإصلاحات الاقتصادية... وقد يكون السيسي معجبا ببلير".