"الشرق الاوسط" لندن: محمد جميح أشارت وثائق عثر عليها في مقر السفارة البريطانية في العاصمة الليبية طرابلس إلى أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير قد قدم مساعدة لسيف الإسلام القذافي في أطروحته المثيرة للجدل التي نال بها الدكتوراه عام 2008 في كلية لندن للدراسات الاقتصادية والسياسية. وأشارت الوثائق إلى أن توني بلير قد أشاد بأطروحة «المهندس سيف» التي، حسب بلير، تعد «رسالة شائقة قدمت لمدرسة لندن للدراسات الاقتصادية والسياسية». وفيما يبدو أنه رد من بلير على رسالة لسيف الإسلام القذافي أشار بلير إلى أمثلة يمكن لسيف الإسلام الاستفادة منها في أطروحته حسب الوثائق مثل: قوة التعاون بين الحكومات والمجتمعات المدنية وقطاع الأعمال، وأضاف بلير في رسالته لسيف الإسلام أن ذلك المثال «يمكن أن يساعدك في دراستك»، وقد أثيرت شكوك عديدة حول رسالة الدكتوراه لسيف الإسلام القذافي نجل العقيد الليبي المخلوع فيما يخص قضية «انتحاله» أفكار الغير ونسبتها إلى نفسه. والجدير بالذكر أن سيف الإسلام القذافي كان قد تبرع بمبلغ مليون ونصف المليون جنيه إسترليني عقب حصوله على الدكتوراه للكلية التي تخرج فيها مما أثار شكوكا دفعت بجامعة لندن إلى التحقيق في الموضوع. وعند كتابته لأطروحته المعنونة ب«دور المجتمع المدني في (دمقرطة) مؤسسات الحكم في العالم» حاول سيف الإسلام القذافي أن يقدم نفسه مصلحا اجتماعيا عصريا على اعتبار أنه كان من المقرر له أن يخلف والده. ومؤخرا حذر القذافي الابن، 39 عاما، من أن شوارع ليبيا ستتحول إلى «أنهار من الدماء وأنهم سيقاتلون حتى آخر رجل». وقد أشار بلير في رسالته إلى سيف الإسلام في مايو (أيار) 2007 إلى قضية الفقر في أفريقيا وأشاد بالحملة العالمية التي وصفها بالتاريخية لمكافحة الفقر في أفريقيا. وقد أخبر بلير سيف الإسلام بأنهم «ربما يعملون جنبا إلى جنب من أجل إنشاء تحالف دولي لمكافحة الفقر يكون العمل عليه مطردا وقويا قوة العمل من أجل الأمن ومكافحة الإرهاب». وأضاف بلير «أتمنى لك التوفيق في إعداد أطروحتك وتقبل مني أطيب الأمنيات». وقد اتهم سيف الإسلام القذافي بأنه استخدم بعض الذين كتبوا له فصولا في الأطروحة وأن جزءا كبيرا منها يعد منتحلا. وفي تعليق له على ما جاء في الوثائق التي عثر عليها في مقر السفارة البريطانية في طرابلس، قال متحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا الأسبق «إن الرسالة أرسلت باسم السيد بلير بشكل رسمي وأعطت أمثلة عملية على المجتمع المدني وإن إرسال هذه الرسالة لم يكن مخالفا، بل إنه عمل صحيح بشكل تام». وفي موضوع ذي علاقة، أشارت وثيقة أخرى عثرت عليها صحيفة ال«صنداي تايمز» البريطانية، إلى دعوة لابني القذافي الساعدي وخميس لزيارة قيادة الوحدات الخاصة في القوات المسلحة البريطانية، في وقت كان فيه توني بلير يسعى لإبرام صفقة تسلح بريطانية مع ليبيا، حسب ما أفادت به وثائق سرية بريطانية وصلت إلى صحيفة ال«صنداي تايمز» بعد أن عثر عليها في السفارة البريطانية لدى ليبيا بعد سقوط طرابلس في قبضة الثوار.