وصف عبد الصمد بن الكبير، أستاذ العلوم السياسية، ما حدث بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس من أحداث عنف أدت لاستشهاد الطالب عبد الرحيم الحسناوي، بأنها تدخل ضمن خانة "الإرهاب" وليست مجرد "عنف"، مشددا على ضرورة التنزيل الفعلي لمبادرة رفض العنف في الجامعة، وإشراك الجهات الرسمية في ذلك، وطالب بضرورة إعادة بناء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. والتأمت فعاليات طلابية وجامعية، مساء أمس الأحد، بدعوة من منظمة التجديد الطلابي، بالمعهد الوطني للشباب والديموقراطية بالرباط، لإطلاق أول اجتماع تشاوري من أجل تأسيس "المبادرة المدنية لمناهضة العنف والإرهاب" بحضور عدد من الأساتذة الجامعيين، وممثلي منظمات وهيئات طلابية، وحقوقية، وسياسية . وركز رئيس منظمة التجديد الطلابي، رشيد العدوني، خلال كلمته على ضرورة التشبث بقيم الحوار والتواصل بين كافة الأطراف، كما ناشد كل الفعاليات الطلابية والمدنية والسياسية والحقوقية للمساهمة في الرقي بالحوار الجامعي، وضرورة مناهضة العنف الجامعي بكل أشكاله ومرجعياته. واعتبر العدوني المبادرة مدخلا لتعزيز المشترك الديمقراطي والحوار الوطني وتعزيز قيم التسامح والتعاون بين مختلف القوى الديمقراطية في مواجهات تحالفات الإرهاب والاستبداد، مؤكدا على أن قضية مناهضة العنف ليست قضية التجديد الطلابي فقط، بل هي قضية وطنية تهم كل الفاعلين وتمس كل المواطنات والمواطنين. من جانبه أكد سعيد بحير، الأستاذ بجامعة فاس، على ضرورة مواكبة هذه المبادرة وتعزيزها بدينامية علمية من خلال سلسلة ندوات للتحسيس بخطورة ظاهرة العنف في الجامعة والمجتمع، مؤكدا دعمه للمبادرة المدنية لمناهضة العنف. من جهتها أكدت المنظمات الطلابية والحقوقية والشبابية والنسائية، التي حضرت للقاء التشاوري، عن تبنيها للمبادرة وانخراطها فيها، مع التفكير في توسيع دائرة المشاركين فيها والافاق التي تتطلع ليه. وخلص المشاركون في اللقاء إلى ضرورة إعداد ميثاق وطني لمناهضة العنف والإرهاب، وإطلاق دينامية علمية، إضافة إلى عقد لقاء تشاوري ثان، وتوسيع دائرة الفعاليات المساهمة في هذه التشاور، في أفق تأسيس هيأة وطنية لمتابعة أعمال المبادرة المدنية لمناهضة العنف والإرهاب.