الكبد هو أكبر عضو صلب في جسم الإنسان يقع تحت القفص الصدري في الجهة اليمنى من الجسد. يتلقى حوالي 1.5 لتر من الدم في الدقيقة الواحدة، ويعمل في ثلاث وظائف حيوية و أساسية لأجسامنا: و هي التنقية ( تخليص الجسم من المواد الضارة)، والتركيب ( استقلاب السكريات و الدهنيات و البروتينات و كذا إنتاج عوامل تختر الدم و إفراز الصفراء...) والتخزين ( بعض الفيتامينات و الطاقة التي يستعملها الجسم عند الحاجة). للحفاظ على صحة الكبد، و جب على كل منا التعرف على أعداء هذا العضو. فإذا كان بعضها معروفا كالكحول و الفيروسات، فان البعض الاخر يبقى مجهولا كما هو الشأن للتبغ، والتغذية الغير الصحية وبعض الادوية. الكحول هو بمثابة سم بالنسبة للكبد. يؤدي إلى اصابة المدمن بالتهاب الكبد الكحولي المزمن ومن بعد تشمع الكبد الذي يمكنه أن يتسبب في موت المريض بسرعة أو بعد عدة سنوات من تطوره و في بعض الأحيان قد يتحول هذا التليف إلى سرطان . فالعواقب تختلف بالطبع حسب شدة تدمير الكحول للكبد. نفس الشئ بالنسبة لالتهابات الكبد الفيروسية B و C فانها هي الاخرى يمكنها ان تتطور مع مرور الوقت إلى تشمع ثم سرطان الكبد خصوصا في غياب العلاج و لكن الحمد لله فان جسم الانسان يقوم في معظم الاحيان بالقضاء على هذه الفيروسات بشكل طبيعي قبل ان تعطي التهابا كبديا فيروسيا مزمنا كما ان التدابير الوقائية كفيلة بحمايتنا من هذه الفيروسات الخطيرة. أما بالنسبة للتدخين فكما هو معلوم فانه يرتبط مع زيادة خطر الاصابة بالعديد من السرطانات بما في ذلك سرطان الكبد. ومن امراض الكبد التي صارت تعرف انتشارا كبيرا : التهاب الكبد الدهني غير الكحولي الذي يتصل مباشرة مع تناول الوجبات السريعة والسمنة و زيادة الوزن و هو ناتج عن تراكم الدهون في الخلايا الكبدية. و يمكن الكشف عنه بسهولة عن طريق الفحص بالموجات فوق الصوتية او ما يسمى بالايكوغرافيا و للاسف لا يمكن علاجه .ما يمكننا فقط فعله نحن الاطباء هو ايقاف تطوره لكي لا يصاب الكبد بالتليُّف في ما بعد و الذي يزيد من خطر الاصابة بالسرطان. و امام كل التهاب للكبد , فان الطبيب يجب عليه ان يفكر في سبب دوائي محتمل بجانب الاسباب الأخرى . فالكبد يقوم بتصفية الدم من بقايا العديد من الأدوية و بعض هذه الادوية ,خصوصا إذا اخدت بجرعات كبيرة , يكون لها تاثير عليه مما يؤدي الى التهاب الكبد الدوائي . في الحالات الخفيفة قد لا تظهر اية اعراض عند المريض و لا يتسبب المرض في مشاكل كبدية . اما العلاج فيتمثل في التوقف الفوري عن تناول الدواء و تجنبه و غالبا ما يكون هذا الاجراء كافيا لزوال جميع الاعراض . على العموم فانه يتم تحديث قائمة الادوية التي تتسبب في تلف الكبد باستمرار من قبل المراكز الدوائية لذلك وجب على المريض استعمال هذه الادوية تحت المراقبة الطبية و مع عدم تجاوز الجرعات المحددة و كذا الاعلان عن أية مضاعفات تصيبه. في بعض الاحيان, تكون هناك حالات إصابة استثنائية و غير متوقعة إذ يتعلق الامر بحساسية مفرطة للدواء أو بطفرة جينية عند الشخص المصاب . و اخيرا إذا كنت تعاني من اعراض التهاب الكبد ( الحمى و التعرق و الغثيان و فقدان الوزن و الشهية و البول الداكن والحكة و اصفرار الجلد...) فيجب عليك زيارة الطبيب فورا للبحث عن الاسباب و للعلاج المبكر قبل ظهور مضاعفات. عافانا الله و إياكم X