يعيش الفلسطينيون أجواء الحرب على العراق بكل تفاصيلها، وقد يكونون أكثر الشعوب تضامنا مع الشعب العراقي.فالشعب الفلسطيني يعتبر أن الحرب على العراق هي حربه، مقابل اعتبار الصهاينة أنها حربهم السابعة ضد العرب؛ لهذا اصبح العدو واحدا والسلاح الذي يقتلون به واحدا كذلك. وبين المقاومة العراقية والانتفاضة الفلسطينية يبدو الهدف واحد أيضا وتبدو الحرب والمقاومة في العراق حاضرة في كل مكان في فلسطين.. في البيت والسوق والشارع والمدرسة والمؤسسة..الخ، ويرفرف العلم العراقي في المنزل والمكتب والسيارة والشارع وفي كل مكان. متابعة متواصلة ويقضي الفلسطينيون ساعات طويلة في متابعة تفاصل الحرب على العراق من خلال شاشات التلفاز وأجهزة الراديو، لأن لديهم قناعة بأن الجرح واحد، ولأن المجازر التي ترتكبها القوات الإنجلو-أمريكية هي ذاتها التي ترتكبها قوات الاحتلال في مدن وقرى الضفة الغربية. وكان لانتشار خبر العمليات الاستشهادية أصداء واسعة في الشارع الفلسطيني، كما أعادت صوة الاستشهاديتان العراقينتان إلى الذاكرة صور الاستشهاديين الفلسطينيين، فبدأ البعض بالتكبير والبعض الآخر بالدعاء..وهكذا. ويبدأ الفلسطينيون مع وصول خبر أي انتصار عراقي بالاتصال ببعضهم عبر الهاتف مكبرين ومستبشرين. أخبار الحرب لا تقتصر على البيوت بل يتابع الفلسطينيون أخبار الحرب في محلاتهم التجارية ولقاءاتهم وزياراتهم وفي سيارات الأجرة. مصطلحات جديدة كما أصبحت أسماء ومصطلحات الحرب متداولة على مختلف ألسنة المواطنين مثل "البنتاغون، الببيت البيض، حاملة الطائرات، صاروخ كروز، النجف، أم قصر، الناصرية، الصحاف، رامسفيلد..الخ). ولا تغيب هذه المصلحات عن ألسنة الفلسطينيين؛ صغارا أو كبارا، رجالا أو نساء، متعلمين أو غير متعلمين. وهذه "أم علي" التي جاوزت في العمر عقدها السابع لا تتردد في الدعاء على المعتدين بتقولها "الله يحرقهم البنتتاقون" و"الله ينتقم منه يا رامسفلد" و"الله ينصركم يا أهل البصرة". وتعيد مشاهد المجازر في العراق الصورة إلى الفلسطينيين وخاصة الضحايا منهم، ولعل أكثر من يتأثر بمشاهد المجازر الأمهات اللاتي ودعن أبناءهن شهداء بعد أعن اغتالتهم طائرات الأباتشي الصهيونية، وها هي أم الشهيد محمد بلوط من الخليل تستذكر ابنها الشهيد عندما ترى جنازات الشهداء في العراق فتقول بصورة تلقائية "الله يصبر أمهاتكم، الله يسهل عليكم، الله يرحمكم، الله ينتقم من عدوكم" بينما الدموع تنهمر من عينيها. مخيم جنين..الدم واحد أما أهالي مخيم جنين فلهم تجربتهم الخاصة من طائرات "ف16" والأباتشي التي قصفت مخيمهم قبل نحو عام، وهاهي الآن ذاتها تقصف الشعب العراق ومؤسساته، ولم يجد هؤلاء موقفا يعبرون به عن تضامنهم مع الشعب العراقي أفضل من تقدم دمائهم التي تسري فيها روح المقاومة، حيث نظمت حملة للتبرع بالدم للشعب العراقي. المعتقلون أيضا من جانبهم يتابعون الأخبار بما توفر لديهم من صح أو أجهزة راديو، ويقيمون الفعاليات كالصيام تضامنا مع العراق الذي دعت إله حركة المقاومة الإسلامية "حماس". فلسطين-عوض الرجوب